الكومبس – اقتصاد: وصلت أسعار الكهرباء في السويد إلى أدنى مستوى لها منذ نحو ربع قرن خلال شهر أغسطس الماضي. وبلغ معدل سعر الكيلوواط الساعي، 8 أوره فقط، وهو أدنى سعر شهري منذ العام 2000.
وبينما تبدو التوقعات الطبيعية كما الاقتصادية مشجعة للأشهر المقبلة، حيث تشير التقديرات إلى استمرار المنحى نفسه خلال الخريف والشتاء، حذر خبراء في المقابل من أن يؤدي اعتماد نظام جديد لنقل الكهرباء إلى ارتفاع ملحوظ في فاتورة الطاقة في كافة مناطق السويد، باستثناء الجنوب.
أسعار متدنية للكهرباء هذا العام
وباستثناء جنوب السويد، شهدت معظم المناطق أسعاراً منخفضة بشكل ملحوظ، حيث بلغ متوسط السعر 8.5 أوره لكل كيلوواط ساعي في أغسطس، وفق أرقام بورصة الكهرباء “نورد بول”. ويعزى هذا الانخفاض الكبير في الأسعار إلى الظروف الجوية الملائمة التي تميزت بأيام مشمسة، وعاصفة، ودافئة، كما نقلت وكالة TT.
وفي المقابل، سجل جنوب السويد (المنطقة الكهربائية 4) أسعاراً أعلى بكثير، حيث بلغ متوسط السعر 46 أوره لكل كيلوواط ساعي.ويعود ذلك إلى ضعف القدرة على نقل الكهرباء بسبب أعمال الصيانة، بالإضافة إلى التوقف السنوي لمحطة “رينغهالس” النووية، مما جعل الأسعار المرتفعة في القارة الأوروبية، تؤثر على منطقة سكونا.
وبلغ متوسط الأسعار هذا العام حتى اليوم، 35 أوره في نورلاند، 41 أوره في سفيالاند وشمال يوتالاند، و59 أوره لكل كيلوواط ساعي في جنوب السويد، حسب “نورد بول”.
أما بالنسبة لشهر سبتمبر، فيتوقع استمرار انخفاض الأسعار بفضل درجات الحرارة المرتفعة ومستويات المياه الطبيعية في خزانات المياه.
ووفقاً للتداولات في السوق المالية للكهرباء على بورصة “ناسداك”، يتم حالياً تداول العقود المستقبلية للربع الرابع من العام بسعر حوالي 40 أوره لكل كيلوواط ساعي في منطقة الشمال. ومن المعتاد أن تكون الأسعار أقل في المناطق الشمالية وأعلى في المناطق الجنوبية.
أما بالنسبة للربع الأول من عام 2025، فيتم تداول السعر النظامي حالياً بسعر يزيد عن 60 أوره لكل كيلوواط ساعي.
نظام جديد يرفع الأسعار نهاية أكتوبر
وابتداءً من 30 أكتوبر، يُتوقع أن تشهد السويد ومعظم دول الشمال ارتفاعاً في أسعار الكهرباء بعد اعتماد نظام جديد لنقل الكهرباء بين هذه الدول، وكذلك بين مناطقها الداخلية. ويهدف النظام الجديد إلى تحسين كفاءة نقل الكهرباء في جميع أنحاء منطقة الشمال.
وعلى الرغم من الفوائد المتوقعة من النظام، إلا أن التجارب الأولية تشير إلى أن معظم الأسر السويدية ستواجه زيادة في أسعار الكهرباء، كما ذكرت صحيفة SvD.
ويُتوقع أن ترتفع الأسعار بنسبة 10 بالمئة في معظم أنحاء السويد (المناطق الكهربائية 1-3)، بينما قد تستفيد الأسر في جنوب السويد (المنطقة الكهربائية 4) من انخفاض طفيف في الأسعار بنسبة 2 بالمئة.
ولفت مدير العمليات الاستراتيجية في شركة Svenska kraftnät، إريك إيك، إلى إن النظام الجديد سيسهم في توزيع أكثر توازناً للطاقة الكهربائية، مما يسمح بتوجيه كميات أكبر من الكهرباء إلى المناطق الجنوبية من السويد وأجزاء من النرويج، حيث من المتوقع أن تنخفض الأسعار نتيجة استخدام النظام السويدي لنقل الكهرباء من الشمال إلى الجنوب.
وأمل إيك أن يتمكن المستهلكون في السويد من الاستفادة من تحسينات النظام الجديد، خاصةً خلال فصل الشتاء عندما تكون أسعار الكهرباء في أعلى مستوياتها.
وكان خبراء وشركات انتقدوا بشدة النظام الجديد لنقل الكهرباء، واعتبروا أنه يهدد برفع الأسعار بشكل كبير ويشكل “كارثة على تنافسية السويد”.