أطفال صغار ينتهي بهم المطاف في مراكز الرعاية نتيجة نقص “الأسر البديلة”

: 10/18/21, 12:16 PM
Updated: 10/18/21, 2:53 PM
(تعبيرية)

Foto: Janerik Henriksson / SCANPIX /TT
(تعبيرية) Foto: Janerik Henriksson / SCANPIX /TT

يوتيبوري تسجل أكبر عدد من الأطفال في مراكز الرعاية

أطفال بين السابعة والتاسعة يمكثون فترات طويلة في مراكز الرعاية

خبراء: مراكز الرعاية ليست بيئة مناسبة لتربية الأطفال

الكومبس – ستوكهولم: كشف مسح أعدته وكالة الأنباء السويدية عن وجود عدد كبير من الأطفال الصغار الذين ينتهي بهم المطاف في مراكز الرعاية الإجبارية (HVB) فترات طويلة نتيجة نقص “الأسر البديلة” التي تتولى رعايتهم.

تلجأ البلديات عادة إلى البحث عن “أسر بديلة” يمكنها احتضان الأطفال وتولي رعايتهم، عندما تتولى “الخدمات الاجتماعية” (السوسيال) رعاية الأطفال نتيجة مشكلات في الأسرة، أو حين يفتقد الاطفال لمن يرعاهم. وحين تجد البلديات صعوبة في العثور على “أسر بديلة”، ينتهي المطاف بالأطفال في أحد مراكز الرعاية، الأمر الذي زاد بشكل حاد خلال السنوات الأخيرة، حيث عاش كثير من الأطفال الصغار في مراكز الرعاية لعدة أشهر.

وشمل مسح TT جميع بلديات السويد الـ290 في حين أجابت على الأسئلة 230 بلدية. وسجلت يوتيبوري أكبر عدد من الأطفال الصغار الذين وضعوا في مراكز الرعاية، بلغ نصف عددهم في السويد.

وفي منطقة واحدة من يوتيبوري، وُضع حوالي 100 طفل دون سن العاشرة في مراكز الرعاية بين العامين 2018 و 2020. وهذا أكثر من ثلث إجمالي الحالات البالغ عددها 277 في جميع أنحاء البلاد على مدى السنوات الثلاث. ومن غير الواضح عدد الأطفال الذين تم وضعهم من قبل “السوسيال”، حيث يجري وضع الأطفال الذين يعانون من إعاقات ذهنية في مراكز الرعاية أيضاً.

أطفال بين 7 و9 سنوات

وعبّرت رئيسة قسم الخدمات الاجتماعية في الجزء الشمالي الشرقي (Nordost) من يوتيبوري إنجي ماري لارشون عن صدمتها بالنتيجة وقالت لـTT “إن نقص الأسر البديلة هو السبب في وضع مزيد من الأطفال الذين يفتقدون للأوصياء في مراكز HVB”.

وكانت الفئة العمرية للأطفال الذين يوضعون أطول فترة في مراكز الرعاية هي للذين تتراوح أعمارهم بين 7 و9 سنوات. وبلغت المدة في بعض الحالات سنتين.

وعما إذا كان ذلك يمثل مشلكة كبيرة بالنسبة للأطفال، قالت لارشون “نعم، بالتأكيد. إنها ليست بيئة تشبه المنزل. يتغير الموظفون باستمرار. إنها في الحقيقة ليست بيئة تربية جيدة”.

فيما قالت مطورة الأعمال في إدارة الخدمات الاجتماعية بيوتيبوري إليزابيت يوهانسون “يحتاج الأطفال ذوو الاحتياجات الخاصة إلى الرعاية في مراكز الرعاية HVB، لذلك يمكن أن يبقوا فترات طويلة نسبياً. كما أن الأطفال الذين يعانون من مرض نفسي حاد قد يحتاجون إلى وضعهم في مراكز الرعاية في انتظار وجود شواغر في مراكز علاج الطب النفسي للأطفال”.

ولفتت المسؤولة عن وضع الأطفال في مراكز الرعاية ببلدية كارلسهامن، مينيشا ألياي، إلى أن استبدال الموظفين في مراكز الرعاية بشكل دائم يصعّب على الأطفال التكيف مع البيئة الجديدة. وأضافت “ما نريده هو أن يختلط الطفل مع عدد قليل من البالغين الآمنين، وهذا لا يتوافر في مراكز الرعاية”.

وتابعت “هذا يعرض الأطفال لمخاطر أكبر. لذلك ينبغي إيجاد مزيد من الأسر البديلة. وكان ذلك صعب جداً خلال الجائحة، حيث لم يُقبل الناس كالمعتاد على احتضان الأطفال”.

وقالت مسؤولة رعاية الأطفال والشباب في الخدمات الاجتماعية ببلدية لاندسكرونا، بيا سودرشيرنا، إن مركز الرعاية “عبارة عن مؤسسة. وحتى إن كان المركز صغيراً فلا ينبغي أن يعيش أي طفل في مؤسسة. من الأفضل دائماً توفير أسر بديلة لهؤلاء الاطفال”.

انتهاكات كثيرة

وكانت الحكومة أطلقت تحقيقاً حكومياً أوائل الشهر الحالي، بعد تقارير كثيرة عن أوجه قصور في مراكز رعاية الأطفال والشباب. ومن المقرر تقديم اقتراحات التحقيق الذي يشمل وضع عشرات آلاف الأطفال الشباب، في 10 نيسان/أبريل 2023. وسيحدد المحقق الخاص أوجه القصور ويحللها في جميع مراحل الرعاية ليقترح التدابير المناسبة. كما سيكون مكلفاً بالنظر في كيفية اختيار “الأشخاص الملائمين” ليصبحوا أسراً بديلة للأطفال.

ونشرت وسائل الإعلام السويدية في السنوات الأخيرة تقارير كثيرة عن انتهاكات، أسمتها “فضائح”، تحدث في مجال رعاية الأطفال والشباب، خصوصاً في مراكز الرعاية HVB.

ونشر التلفزيون السويدي عدداً من التحقيقات عن انتهاكات تحدث في بعض مراكز رعاية الأطفال الشباب (HVB) تضمنت تعرض بعض الشباب والفتيات للإساءة والاعتداء ومشاركتهم في أنشطة الدعارة.

وكانت مدن سويدية عدة شهدت في الأسابيع الماضية مظاهرات لناشطين وعائلات مسحوبة أطفالهم، مطالبة بمحاسبة موظفي “السوسيال” حين ارتكاب أخطاء.

اقرأ أيضاً:

بعد “فضائح”.. الحكومة تحقق في إجراءات رعاية الأطفال المسحوبين من أهلهم

Alkompis Communication AB 559169-6140 © 2024.