أول أبريل.. حين خدع أحدهم السويديين وجعلهم يلونون التلفزيون بالجوارب

: 4/1/23, 12:53 PM
Updated: 4/1/23, 12:54 PM
صورة مأخوذة من برنامج قديم على التلفزيون السويدي
صورة مأخوذة من برنامج قديم على التلفزيون السويدي

الكومبس – منوعة: إن كنتَ قد خُدعت اليوم بـ”كذبة أبريل” أو “مزحة أبريل” كما يسميها السويديون، فلا تنزعج انت لست وحدك في ذلك. ملايين انطلت عليهم المزحة من قبل.

التلفزيون السويدي أطلق على مدار تاريخه عدداً من الكذبات بمناسبة الأول من أبريل تحولت إلى كذبات تاريخية بفعل انتشارها الكبير بين الجمهور السويدي آنذاك. أول هذه الكذبات وأغربها كان العام 1962 حين جعل نصف السويد تهرع إلى خزانة الملابس لالتقاط جوارب النايلون، حيث كانت الكذبة تقول إن تغطية تلفزيون “الأبيض والأسود” بجوارب النايلون ستحوله إلى تلفزيون ملون. ومنذ ذلك الحين، أطلق SVT، عدداً من الكذبات في 1 أبريل كانت غريبة جداً ومع ذلك صدقها كثير من الجمهور.

ومن الكذبات أيضاً ما نشره التلفزيون في العام 1987 من أن وضع المزروعات في الميكرويف لمدة 10 دقائق سيجعلها تنمو بسرعة كبيرة.

وفي العام 1997 خرج مراسل التلفزيون من كالمارسوند ليقول إن أحد الأعمدة الخرسانية التي تحمل جسر كالمار اختفى فجأة من مكانه.

“يمكنك شراء المشروبات الكحولية في الباص اعتباراً من اليوم في فيرملاند”، كانت هذه كذبة 1997 أيضاً حيث ظهر سائق الباص على الشاشة وهو يبيع الركاب مشروبات كحولية وينصحهم بأنواع محددة من النبيذ.

الكذبة الأخيرة التي صدقها كثيرون كانت إطلاق تطبيق على الهاتف يترجم الحديث الصوتي بين اللهجات المختلفة في مناطق هالاند وسمولاند وفيستريوتلاند وفيرملاند وبوهسلين. بحيث يستطيع المستخدم معرفة معنى الكلمات العامية المستخدمة في اللهجات الأخرى. ولم تكن هذه الكذبة منذ زمن طويل بل في 2016.

كيف نشأت “كذبة أبريل”؟

‏ذهبت غالبية آراء الباحثين على أن “كذبة أبريل” تقليد أوروبي قائم على المزاح ‏ ‏يقوم فيه بعض الناس في اليوم الأول من أبريل بإطلاق الشائعات أو الأكاذيب.

ويرجح معظم الباحثين أن العادة بدأت في فرنسا بعد تبني التقويم المعدل الذي وضعه شارل التاسع عام ‏ ‏1564 وكانت فرنسا أول دولة تعمل بهذا التقويم. وحتى ذلك التاريخ كان الاحتفال بعيد ‏ ‏رأس السنة يبدأ في يوم 21 مارس وينتهي في الأول من أبريل بعد أن يتبادل الناس ‏ ‏هدايا عيد رأس السنة الجديدة.

وعندما تحول عيد رأس السنة إلى الأول من يناير ظل بعض الناس يحتفلون به في ‏ ‏الأول من أبريل كالعادة ومن ثم أطلق عليهم ضحايا أبريل، وأصبحت عادة المزاح مع ‏ ‏الأصدقاء والأقارب في ذلك اليوم رائجة في فرنسا ومنها انتشرت إلى البلدان ‏ ‏الأخرى وانتشرت على نطاق واسع في إنجلترا بحلول القرن السابع عشر الميلادي ويطلق ‏على الضحية في فرنسا اسم “السمكة” وفي اسكتلندا “نكتة أبريل”.

ويرى باحثون آخرون أن هناك علاقة قوية بين الكذب في أول أبريل وبين عيد “هولي” ‏ ‏المعروف في الهند والذي يحتفل به الهندوس في 31 مارس من كل عام وفيه يقوم بعض ‏ ‏البسطاء بمهام كاذبة لمجرد اللهو والدعاية ولا يكشف عن حقيقة أكاذيبهم هذه إلا مساء اليوم الأول من أبريل.

وهناك جانب آخر من الباحثين في أصل الكذبة يرون أن نشأتها تعود إلى القرون ‏ ‏الوسطى إذ إن شهر أبريل في هذه الفترة كان وقت الشفاعة للمجانين وضعاف العقول ‏ ‏فيطلق سراحهم في أول الشهر ويصلي العقلاء من أجلهم وفي ذلك الحين نشأ العيد ‏المعروف باسم عيد جميع المجانين أسوة بالعيد المشهور باسم عيد جميع القديسين.

وهناك باحثون آخرون يعتبرون أن كذبة أول أبريل لم تنتشر بشكل واسع بين غالبية ‏ ‏شعوب العالم إلا في القرن التاسع عشر. والواقع أن كل هذه الأقوال لم تكتسب الدليل الأكيد لإثبات صحتها وسواء كانت ‏ ‏صحيحة أم لا فإن المؤكد أن الناس يستمرؤون الكذب في اول أبريل مع حلول الربيع، حيث يحلو المرح.

وتمزح جميع شعوب العالم تقريباً بـ”كذبة أبريل”، باستثناء الشعبين الإسباني والألماني، قأول أبريل يوم مقدس في أسبانيا دينياً، أما في ألمانيا فهو يوافق يوم ميلاد “بسمارك ” الزعيم الألماني الأشهر.

Alkompis Communication AB 559169-6140 © 2024.