الكلمات البذيئة في المدارس.. خطأ تربوي أم تقصير من المدرسة

: 10/15/21, 12:31 PM
Updated: 10/15/21, 12:31 PM
الكلمات البذيئة في المدارس.. خطأ تربوي أم تقصير من المدرسة

مدرس: الطالب لديه حرية أكبر من حرية المعلم

الكلمات البذيئة يتعلمها أطفالنا من الأغاني والإنترنت

والدة طالبة: أقول لابنتي هذا خطأ وليس عيب

أثار الخبر الذي نشرته “الكومبس” حول استخدام الكلمات البذيئة في المدارس، ردود فعل مختلفة، بين من ينتقد الأهل أو المدرسة. فيما قال بعض أولياء أمور الطلبة لـ “الكومبس”: “إن التربية هي الأساس”، أما البعض الآخر دعا إلى التوقف عن استخدام كلمة عيب، عند فتح الحوار مع الأطفال، واقناعهم بسبب عدم صحة استخدام الكلمات البذيئة.

وانتقد أحد المدرسين الذين تحدثت “الكومبس” معهم ما سماه بـ “قلة صلاحيات المدرسة في معالجة الموضوع”.

وكانت مشكلة استخدام الكلمات البذيئة في المدارس، تفاعلت في منصات التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام، عندما نشرت إحدى الأمهات على الفيسبوك، مشكلة ابنتها، ليتطور المنشور إلى مقال رأي ثم الى مبادرة.

مولين بيريرسون، التي أطلقت الحملة هي والدة إحدى الطالبات، والتي كانت تجربة ابنتها وراء المبادرة، بعد أن اشتكت لها ابنتها من سماع الألفاظ البذيئة في المدرسة كل يوم.

قالت مولين في لقاء مع التلفزيون السويدي SVT إنها تلقت أكثر من ألف رسالة مختلفة من أولياء أمور ومدرسين وطلاب يشتكون فيها من الموضوع نفسه بعد انطلاق المبادرة.

“الكومبس” تحدثت مع عدد من أولياء أمور الطلاب، ومدرس لمعرفة ما إذا كان سبب هذه الظاهرة هو المدرسة، أم المنزل، أم هي مجرد تصرفات يجب عدم إعطائها أهمية كبيرة! وهل كلمة “عيب” أصبحت بالفعل معيبة؟

سارة جمال أم وأخصائية نفسية

سارة جمال أم وأخصائية نفسية: أطفالنا مرآة لنا يجب الانتباه لما نردده أمامهم

تقول سارة: “جاءت ابنتي في يوم من الأيام ونعتت صديقتها أمامي بكلمة “حيوانة”، بعد أن سمعتها هي من زملائها في مدرستها.

ردة فعلي لم تكن باستخدام كلمة عيب، بل قلت هذا خطأ وشرحت لها لماذا من الخطأ أن تقول هذه الكلمة.

استخدام العبارة التي كان يستخدمها أهلنا معنا وهي على الأغلب على الشكل التالي: “عيب لا تكرري هذا وإلا سيقول الناس عنك أنك طفلة غير مهذبة”. هذه العبارة كثيراً ما رددها أهلنا لنا، وهذه بحد ذاتها تكريس لفكرة أن رأي الناس هو الأهم، بينما الأهم أن نغرس في أطفالنا الكثير من القيم والمبادئ عن طريق شرح الأمور وتبسيطها. أطفالنا مرآة لنا لذلك يجب الانتباه لما نردده أمامهم وما نزرعه في داخلهم.

الأطفال يسلكون سلوك التحدي في بعض الأحيان، فعندما يعلمون أن كلمة ما قد تثير غضب الآخرين سيكررونها من أجل لفت الانظار، السيطرة تكون من خلال تقوية شخصية الطفل قبل زرع الخوف بداخله من الناس.

دور المدرسة لا يقل أهمية عن الأهل، يجب أن تتدخل لكن من غير تهويل الموضوع، والكادر التدريسي يجب أن يناقش الطالب ويحاول فهم غرضه من ترديد الكلمات البذيئة، وهل هي نتيجة غضب أو تربية خاطئة أو ربما مشكلة نفسية يمر بها”.

محمد أبو علبة مدرس في إحدى مدارس مدينة بوروس

المدرس محمود أبو علبة : يجب معرفة مصدر الشتائم

محمد أبو علبة هو مدرس في إحدى مدارس مدينة بوروس، قال لـ “الكومبس”: ” بصفتي مدرس ومن خلال تكرار مشهد تبادل الشتائم بين الطلاب وفي بعض الأحيان يطالنا نحن كهيئة تعليمية، أستطيع القول إن دور المدرسة في الحد من هذا الموضوع محدود وصلاحياتنا أقل من المفروض.

عندما يقوم أحد الطلاب بتكييل أحد الشتائم لي، ردة فعلي محدودة جداً وأقصاها أن نرسل تنبيهاً إلى أهل الطالب بينما يتمتع الطلاب بحرية شبه كاملة فيما يفعلون”.

يتابع المدرس محمود القول: “أرى أنه من المهم جداً معرفة المصدر الذي تأتي منه الشتائم وهو في الغالب من المنزل لكن بما يتعلق الكلمات البذيئة تأتي الكلمات غالباً من الأصدقاء والإنترنت وبعض مواقع التواصل الاجتماعي.

يجب ومن المهم كثيراً التركيز على المصدر وبالأخص الذي يأتي من مواقع التواصل الاجتماعي عن طريق استماعهم وترديدهم لبعض الأغاني التي تردد هذا النوع من الشتائم، والموسيقى لها تأثير كبير عليهم لذلك يرددونها دون علمهم بأنها خاطئة.

حسن حمدان أب لطفلين : المدارس تتعامل مع المشكلة بشكل جيد

حسن حمدان هو أب لطفلين، يقول إنه يتعامل بشكل مختلف في معالجة الأمور. ابني الأصغر أقوم له بشرح كل شيء وشرح أبعاده حتى تترسخ الأفكار في ذهنه، أما عندما تقوم ابنتي الكبرى بأي تصرف خاطئ أعاتبها واستخدم معها كلمة عيب لأنها تتفهم معنى الخطأ الذي ارتكبته.

يضيف: أحاول الحفاظ على الكثير من القيم والعادات الاجتماعية الجيدة التي اكتسبتها من منزل أهلي وأحاول نقلها إلى أبنائي.

وعن دور المدرسة يقول: ” أرى أن المدارس في السويد تتعامل مع موضوع الكلمات البذيئة بشكل جيد، لكن أتمنى منهم التركيز أكثر على معالجة الأمر بحسب عمر الطالب الذي يردد هذا الكلام واستدعاء الأهل عند الحاجة، وتخصيص المزيد من الوقت لذلك”.

مسؤولة في مصلحة المدارس: المدرسة التي لا تتخذ إجراء تنتهك قانون المدارس

المسؤولة في مصلحة المدارس أولريكا لوندكفيست قالت للتلفزيون السويدي إن المدارس التي لا تتخذ إجراءات إزاء الإهانة أو التنمر تنتهك قانون المدارس.

وأضافت أن المرء إذا أراد التغلب على المشاكل فعليه تغيير الثقافة في المدرسة، وأنه يجب أن يتفق الجميع على القواعد ويلتزموا بها حقاً .

مولين : الرد الوحيد الذي تلقته من المدرسة هو الدعم المعنوي

وكانت مولين التي أطلقت الحملة المذكورة، بدأت الحديث عن الموضوع حين شرعت ابنتها في المرحلة الإعدادية في إحدى مدارس هالاند، حيث روت لها ابنتها عن تعرض أحد المعلمين لكلمات بذيئة من الطلاب.

وقالت مولين إن الطلاب يستخدمون كلمات بذيئة جداً ضد بعضهم وضد المعلمين كل يوم، حتى بات الأمر عادياً في المدرسة، لكن الكلمة التي جعلتها تقرر فتح الموضوع للنقاش العام هي كلمة “ابنة العاهرة” التي أُطلقت على ابنتها ثلاث مرات في يوم دراسي واحد.

ولفتت مولين إلى أن الرد الوحيد الذي تلقته من المدرسة هو الدعم المعنوي من موجه ابنتها.

سارة سيفو

Alkompis Communication AB 559169-6140 © 2024.