الكومبس – بيئة: في بضعة أشهر فقط أصبحت الشابة السويدية غريتا ثامبرغ التي تبلغ من العمر 16 عاما أفضل سفيرة من سفراء المجتمع المدني في العالم في ما يتعلق بملفات القضايا البيئية ولاسيما بملف التغير المناخي وانعكاساته البيئية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية.
وبرز نجم غريتا بسبب مبادرة دأبت عليها أمام البرلمان السويدي كل يوم جمعة وسعت إلى نقلها إلى مناطق كثيرة في العالم. بل إنها أطلقت باتجاه تلاميذ المدارس الابتدائية والثانوية في العالم شعارا يقول إن إنقاذ كوكب الأرض يمر عبر مقاطعة الدروس في إشارة إلى حرص غريتا ثامبرغ على أن ينزل التلاميذ في كل مكان إلى الشوارع لمطالبة المستهلكين والمنتجين وأصحاب القرارات السياسية وصائغي نصوص القوانين بتغيير سلوكيات الإنتاج والاستهلاك المسرفة في استخدام الموارد الطبيعية والمساهمة في تلويث الجو.
وقد نجحت الشابة السويدية بحق في توعية شباب العالم بأهمية مثل هذا الطلب. ولكنها اهتدت شيئا فشيئا إلى أن مساهمتها في تفعيل هذا الطلب تمر حتما بالنسبة إليها عبر التفرغ للعمل البيئي لمدة سنة تنقطع فيها عن الدراسة ولكنها تقضيها في الجهود التي قامت بها حتى الآن لحمل أصحاب القرارات السياسية والاقتصادية والمستهلكين والمنتجين على ضرورة إقران الفعل بالقول في ما يخص الجهود الرامية إلى الحد من الانبعاثات الحرارية والتكيف مع انعكاسات التغير المناخي.
كانت غريتا ثامبرغ تردد ولا تزال تقول إن كثيرا من رجال الأعمال والسياسيين قادرون على الحد من ركوب الطائرات دون أن يؤثر ذلك في أدائهم نظرا لأن النقل الجوي يساهم في إنتاج الانبعاثات الحرارية. وكانت ولاتزال تنتقدهم بشدة لأنهم يرفضون حتى الآن فرض رسوم على الكيروسين. وحتى تقرن الشابة السويدية الفعل بالقول في هذا الشأن، فإنها تسافر عادة بالقطار أو عبر السفن حتى وإن كانت المسافات التي تقطعها من بلد إلى آخر بعيدة.
وتقول غريتا ثامبرغ إنها سوف تضطر إلى الانقطاع عن الدراسة خلال الموسم الدراسي الذي يبدأ في خريف عام 2019 وينتهي في صيف عام 2020 لأن عام 2020 حاسم بالنسبة إلى اتفاق باريس حول المناخ والذي تم التوصل إليه عام 2015. فبداية تفعيل هذا الاتفاق العالمي ستكون في عام 2020 وبالتالي فإن الشابة السويدية مضطرة إلى زيارة جزء كبير من بلدان العالم الملوثة أكثر من غيرها لتذكير ساستها ومستهلكيها ومنتجيها بأن عام 2020 عام حاسم بالنسبة إلى مستقبل الكرة الأرضية ومَن عليها.
حسان التليلي – مونتكارلو