الكومبس – اقتصاد: مع الاضطراب في الاقتصاد العالمي الذي تسببت به رسوم ترامب الجمركية على العديد من دول العالم، ألقي الضوء مرة أخرى على السؤال حول ما إذا كان ينبغي على السويد التحول إلى العملة الأوروبية اليورو والاستغناء عن الكرون؟
وبحسب آخر استطلاع للرأي أجرته مؤسسة SOM، لا يزال هناك عدد أكبر من السويديين يعارضون الانتقال إلى اليورو، وبنسبة 41%، فيما يؤيده نسبة 32%. لكن الفجوة تقلصت بشكل كبير في الآونة الأخيرة.
لكن هذا الاستطلاع يعود إلى عام 2014، أي قبل أن يتولى دونالد ترامب منصبه رئيساً للولايات المتحدة ويبدأ في فرض الرسوم الجمركية التجارية.
تحالف أم خضوع؟
ووفقاً لمدير مركز الأبحاث Timbro بي إم نيلسون فإن هناك ظرف محوري، قائلاً للتلفزيون السويدي SVT “إن إدارة ترامب لديها خطة بعيدة المدى وعدوانية، حيث أن حزمة التعريفات الجمركية التي تم فرضها يوم الأربعاء هي مجرد الخطوة الأولى. وفي هذه الحالة، أعتقد أنه سيكون من الصعب للغاية على السويد أن تقف بمفردها. أنت محمي أكثر إذا كنت تنتمي إلى تحالف”.
في المقابل أكد كبير الاقتصاديين في الاتحاد النقابي LO توربيورن هولّو إنه يتفق مع فوائد التعاون الأوروبي الواسع النطاق، لكنه أعرب عن اعتقاده أن عضوية السويد في الاتحاد الأوروبي قادرة على الوفاء بهذه الوظيفة. وتتمثل حجته الرئيسية ضد مقايضة العملة في أن السياسة النقدية ستكون في هذه الحالة خاضعة لسيطرة البنك المركزي الأوروبي وليس البنك المركزي السويدي.
وقال “أعتقد أن وجود سعر فائدة خاص بنا في هذا النوع من الأزمات يعد مصدر قوة”.
صبر أم عمل سريع؟
وعلى النقيض من بي إم نيلسون، فإن هولّو شكك في وجود “خطة هائلة” حقاً وراء السياسة الاقتصادية التي ينتهجها دونالد ترامب، قائلاً “يمكن ملاحظة أنه عندما يفرض الرسوم الجمركية، فإنه يفعل ذلك ضد جزر غير مأهولة بالسكان والتي يسكنها البطاريق. ولذلك أعتقد أننا يجب أن نتحلى بالصبر، وأن نقبل الحجج المؤيدة والمعارضة، ولكن عدم الاندفاع نحو التعاون في إطار اليورو دون التفكير في الأمر جيداً”.
ومع ذلك، رأى بي إم نيلسون أن تصرفات ترامب تمثل نهاية النظام الاقتصادي العالمي الذي تحكمه الولايات المتحدة منذ فترة طويلة، مضيفاً “كانوا بمثابة المرساة الكبرى، ولكنهم تركوها تماماً الآن. وبالتالي يتعين علينا جميعاً أن نعمل بسرعة على إيجاد الاستقرار للمضي قدماً”.