بلدية سويدية تعتذر من مراهقة تحولت حياتها إلى “جحيم”

: 11/1/21, 11:38 AM
Updated: 11/1/21, 11:38 AM
التنمر ظاهرة تزداد في المدارس السويدية (تعبيرية)

Foto: Janerik Henriksson / SCANPIX
التنمر ظاهرة تزداد في المدارس السويدية (تعبيرية) Foto: Janerik Henriksson / SCANPIX

10 بالمئة من الطلاب تعرضوا للتنمر العام الماضي

الكومبس – ستوكهولم: قدمت بلدية Filipstad وسط السويد اعتذاراً للشابة مايا إريكسون البالغة من العمر 17 عاماً. وتعرضت مايا طيلة سنوات حياتها في المدرسة الأساسية للتنمر من زملائها في مدرسة Stålvallaskolan بمنطقة Lesjöfors. ورأت البلدية أن المدرسة فشلت في القيام باللازم لمنع التنمر، الأمر الذي كان له عواقب وخيمة على حياة مايا.

وقالت مايا لـSVT بعد الاعتذار “أشعر بالراحة لأنهم اهتموا بالأمر واعترفوا بخطئهم أخيراً”.

وزارت رئيسة البلدية أوسا هوكمان إريكسون (اشتراكية ديمقراطية) منزل مايا وقدمت لها الاعتذار. كما زارت منازل طلاب آخرين للغرض نفسه. وقالت إريكسون “لن نقبل أبداً بالتنمر، فهو من أسوأ الأمور التي يواجهها المرء في حياته. أنا أيضاً تعرضت للتنمر عندما كنت صغيرة”.

تنمر نفسي

منذ الصف الأول تعرضت مايا للتنمر من قبل أقرانها في المدرسة. وقالت إن التنمر كان نفسياً بالأساس حيث تعرضت للتسلط والعزلة والنبذ، الأمر الذي أصابها بمرض نفسي في النهاية.

وأضافت “صرت أعاني من الاكتئاب واضطرابات في الشهية”. كما عانت من الرهاب الاجتماعي ونوبات من الذعر.

وأثرت سنوات الدراسة على جميع أفراد الأسرة، ورغم كثير من المحادثات والاتصالات والاجتماعات للأهل مع المدرسة، فإن التنمر لم يتوقف.

وقالت والدة مايا “في بعض الأحيان كنا نأخذها إلى المستشفى عدة مرات في الأسبوع نتيجة تدهور حالتها الصحية، وقال الأطباء إنه يجب عدم تركها لوحدها والتأكد دائماً من أنها تاكل بشكل جيد”.

وتحولت قصة مايا ومعاناتها من التنمر إلى قضية رأي عام في البلدية. وانطلق يوم السبت الماضي موكب دراجات نارية في البلدية لتسليط الضوء على ما تعرضت له مايا وغيرها من الأطفال والمراهقين الذين يواجهون مشكلة التنمر في المدارس.

الظاهرة تزداد

وفي استطلاع أجرته منظمة Friends في السويد قال 10 بالمئة من طلاب الصفوف من الثالث إلى السادس إنهم تعرضوا للتنمر العام الماضي.

وقالت الخبيرة في المنظمة آنا فيتيفوش إن “الأرقام مرتفعة جداً. الصورة العامة هي أن التنمر يزداد للأسف، وأعتقد بأن السبب في ذلك هو أن لدينا بيئة اجتماعية قاسية بشكل عام”.

واستطلعت المنظمة آراء حوالي 20 ألف طفل في السويد. وفي الصفوف من السادس إلى التاسع، كان الرقم أقل وبلغت نسبة المتعرضين للتنمر 5 بالمئة.

أما فيما يتعلق بإساءة المعاملة، كالسخرية أو توجيه الشتائم، فكان الرقم أعلى بكثير، حيث أفاد 27 بالمئة من طلاب المرحلة المتوسطة المستطلعة آراؤهم إنهم تعرضوا لسوء المعاملة في العام الماضي.

التنمر الإلكتروني يزداد أيضاً

وكان مئات من مديري المدارس الابتدائية أكدوا تنامي ظاهرة “التنمر الإلكتروني” في السويد. حيث يتعرض عدد كبير من الأطفال في البلاد للإساءة والتنمر والتحرش الجنسي على الهاتف المحمول أو الكمبيوتر من أقرانهم في المدرسة.

وقال الاختصاصي النفسي الدكتور رياض البلداوي لـ”الكومبس” إن التنمر الإلكتروني شكل جديد من أشكال التنمر بحيث تتحول التكنولوجيا إلى منصة للمتنمرين، وتصبح وسائل التواصل الاجتماعي ساحة حرة للتأثير السلبي على الأشخاص.

وأضاف أن “التنمر من خلال شاشات الأجهزة الذكية يتضمن سلوكاً وطابعاً متكرراً مع نية الإيذاء”، ليخلص إلى تعريف التنمر الإلكتروني بأنه استخدام الانترنت والهواتف الذكية أو أي جهاز رقمي لإرسال أو نشر نص أو صور بقصد إيذاء أو إحراج شخص آخر.

ونشرت وسائل الإعلام السويدية مؤخراً عدداً من التقارير التي تعرض حالات أطفال تعرضوا للإساءة بشكل أثر على حياتهم المدرسية. وفي إحدى الحالات تحدث الطفل ليام (11 عاماً) كيف صار زملاؤه يلقبونه بـ”مثلي الجنس” على سناب شات، الأمر الذي جعله حزيناً وغاضباً ودفعه إلى كتابة شتائم قبيحة.

وعن آثار التنمر، قال الدكتور البلداوي لـ”الكومبس” إن التنمر بأشكاله “ينتج أفراداً يفضلون العزلة والوحدة بسبب إحساسهم بالرفض. التنمر يحطم رؤية الإنسان لنفسه، ويجعله يلجأ إلى الوحدة ويولّد لديه شعوراً بأنه غير مؤهل أو كفء لأي علاقة اجتماعية، وهذه الأزمات النفسية تؤدي أحياناً الى الانتحار، خصوصاً لدى المراهقين”.

Source: www.svt.se

Alkompis Communication AB 559169-6140 © 2024.