سويدي يلتقي بأمه بعد فراق “قسري” دام أكثر من 40 عاماً

: 6/11/21, 2:17 PM
Updated: 6/11/21, 2:17 PM
Foto: gabriel/unsplash
Foto: gabriel/unsplash

الأم ظنت أن ولديها توفيا ودفعت ثمن الديكتاتورية سنوات من عمرها

الكومبس – ستوكهولم: التقى السويدي ديفيد هينينغسون بأمه بعد فراق قسري دام أكثر من 40 عاماً اعتقدت الأم خلالها أن ديفيد وأخيه قد ماتا، فيما ظن الابنان أن والدتهما لا تريد رعايتهما. فما القصة؟

أنتونيا غاتسيا مواطنة تشيلية قالت إنها سجنت في السبعينات خلال فترة حكم الديكتاتور بينوشيه في تشيلي، حين قبض عليها الجيش لأنها كتبت شعارات على الجدران ضد بينوشيه. فاقتيدت من منزلها وأجبرت على ترك ابنيها الصغيرين.

تقول أنتونيا “لم أستطع أن أقبّل الطفلين أو أودعهما. كتبت لأمي أن تعتني بهما فأرسلت إلي تقول إنها ستفعل ذلك. لم أر أطفالي مرة أخرى. كانت تلك آخر مرة”.

وتروي أنتونيا كيف أنها سجنت مدة أشهر دون أن تعرف ما يحدث. ثم تم إخبارها بأن الطفلين توفيا بالتهاب رئوي.

وعن ذلك تقول “كان الأمر أشبه بالسقوط في حفرة. كان التنفس فقط ما يبقيني على قيد الحياة، لأنه لم يكن لدي ما أعيش من أجله. لم يكن لدي أي آمال أو أحلام. كل ما أملكه مات”.

وفي الحقيقة جرى تبني ديفيد وشقيقه غابرييل في تشيلي في العام 1976، ونقلا إلى السويد. وطوال حياتهما كانا يعتقدان بأن والدتهما البيولوجية لا تريد الاعتناء بهما.

لكن بعد الكشف في العام 2018 عن عمليات تبني غير قانونية لأطفال من تشيلي لصالح عائلات سويدية، اتصل ديفيد بمنظمة تشيلية لمعرفة ما إن كان وشقيقه تم خطفهما من أسرتهما البيولوجية. وبعد كثير من البحث، اكتشف المفاجأة بأن أمه كانت تعتقد بوفاة ولديها طوال هذه السنوات.

وأخيراً التم شمل ديفيد مع والدته في مطار سانتياغو في تشيلي، في لحظات كانت صعبة اختلط فيها الفرح بالدموع.

يقول ديفيد “كان الأمر وكأن كل هذه السنوات قد اختفت بطريقة ما. هذا هو المكان الذي كان يفترض أن أكون فيه. نادتني أمي باسمي الحقيقي مانويل. وها أنا مانويل خيسوس”.

كما زار شقيقه غابرييل هينينغسون تشيلي والتقى بوالدته.

ويضيف ديفيد “لدي هوية أفتخر بها. أنا سويدي، لكني تشيلي الآن أيضاً”.

وكانت تشيلي أطلقت في العام 2018 تحقيقاً كبيراً في آلاف حالات التبني القديمة، حيث نُقل مئات الأطفال إلى السويد ليتم تبنيهم بشكل غير قانوني.

وأظهرت تحقيقات صحفية أن كثيراً من السويديين الذين قاموا بعمليات التبني كانوا يظنون أنها عمليات قانونية، حسب ما أخبرهم وسطاء التبني. في حين كانت في الحقيقة عمليات اتجار بالأطفال.

وأعلنت الحكومة السويدية في شباط/فبراير الماضي عزمها التحقيق في عمل مكتب سويدي للتبني بعد تقارير عن تبني أطفال سُرقوا من أهاليهم وجرى تزوير هوياتهم في بلدانهم الأصلية خلال عقود ماضية. وقالت وزيرة الشؤون الاجتماعية لينا هالينغرين إن الأمر لن يقتصر على القضايا المتعلقة بتشيلي، حيث تبنى أزواج سويديون ما يقرب من 60 ألف طفل من أكثر من 100 دولة.

Source: www.svt.se

Alkompis Communication AB 559169-6140 © 2024.