الكومبس ـ خاص: صعوبة إجادة اللغة العربية في بلاد المهجر لم تثن، ريماس الحاج علي، ابنة الاثني عشر عاماً عن الفوز بالمركز الثاني على مستوى السويد ضمن منافسات الدورة الثامنة من “تحدي القراءة العربي” التي أُقيمت في دبي بدولة الإمارات العربية المتحدة.
وتهدف هذه الدورة لتشجيع القراءة لدى الطلاب في العالم العربي ولدى الجاليات العربية عبر تحفيز أكثر من مليون طالب بالمشاركة بقراءة خمسين مليون كتاب خلال كل عام دراسي وفقاً للموقع الرسمي لهذه المسابقة التي تعد جزءاً من مبادرات مؤسسة “مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية”.
قدمت ريماس من محافظة درعا السورية إلى السويد عام 2015 حين كان عمرها ثلاث سنوات، وبدأ شغفها في القراءة منذ صغرها، حيث كانت تتابع برامج الأطفال باللغة العربية الفصحى ومن ثم بدأت والدتها بتعليمها القراءة والكتابة.

تم اختيار ريماس بداية من بين مئة طالب متفوقين في السويد حيث كانت من العشر الأوائل، ثم جرى امتحان نهائي بتحكيم من لجنة دبي لتحصل على المركز الثاني على مستوى السويد.
ونالت ريماس ميدالية ذهبية إضافة لمبلغ مالي ولوحاً رقمياً ورحلة إلى دبي للمشاركة في الفعاليات والبرامج الترفيهية.
قرأت الفتاة أكثر من ثمانين كتاباً ولكنها شاركت بخمسة و عشرين كتاباً حيث تم تلخيصهم و من ثم تمت مناقشتها بهذه الكتب التي قرأتها ولخصتها.
تصف ريماس شعورها عند حصولها على الجائزة وتقول:
” أحسست أن لكل مجتهد نصيب و أن تعب السنين و المثابرة قد أظهر ما لدَّي من قدرة و معرفة في اللغة العربية. كان شعور الفوز مليء بالفخر و الاعتزاز و أنا أمثّل بلدي و لغتي الأم التي هي لغة القرآن الكريم”
تعتبر ريماس اللحظة، التي تم الإعلان عن فوزها بأنها لحظة إنجاز بالنسبة لها وخاصة عند إدراكها أهمية أن تسعى لشيء وأن تعمل بجد لتحصل عليه.
قرأت ريماس، الكثير من الكتب العلمية و الأدبية و الروايات الهادفة على الرغم من أنها كانت تناسب أعماراً أكبر فالمفردات كانت جداً صعبة. إلا أن والدها ووالدتها ساعداها كثيراً في شرح المفاهيم والكلمات والمعاني الصعبة. كما أنها تقضي أوقات فراغها في قراءة الكتب والغوص في أعماقها حتى تصل إلى النهايات.
كان لوالد ووالدة ريماس دورٌ كبير في إتقان ريماس للغة العربية وهي بهذا العمر ، حيث علمتها والدتها أساسيات اللغة العربية وخاصة أنها كانت تقوم بتدريس اللغة العربية بالسويد في مركز تطوعي. وبسبب طريقة تدريسها الرائعة عشقت ريماس اللغة العربية على حد قولها.
كما تذكر تشجيع والدها لها وكيف كان يأخذها بشكل دائم إلى المكتبة ويساعدها في شراء الكتب العربية، التي لم تكن متاحة عن طريق الإنترنت حيث كانت تعتبرها ريماس أجمل الهدايا من والدها.
علاقة ريماس باللغة العربية
تتكلم ريماس ثلاث لغات و هي العربية و السويدية و الإنكليزية بطلاقة. وتتكلم اللغة العربية في البيت دائماً وتمارس اللغة السويدية في المدرسة و خارج البيت و تقرأ الكتب باللغات الثلاثة وتعتبر اللغة العربية، اللغة المحببة لديها، كيف لا وهي لغة القرآن الكريم كما تصفها.
التحديات والأهداف
أكثر ما يواجه ريماس من صعوبات كان فهم معاني بعض كلمات اللغة العربية الصعبة ولكنها كانت تتلقى الدعم من والديها بإيضاحها وكذلك تسأل اختها عن بعض الأشياء وخاصة أنها كانت تستعير كتبها.
لدى ريماس حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي منذ صغرها، وقبل مشاركتها في المسابقة كانت تقوم بنشر مختارات مما تحب من خلال الكتابة عن أفكارها و مشاعرها.
الهدف من حساباتها هو تعزيز الثقافة العربية و نشر و ما تراه مفيداً و ما فيه منفعة لها و لغيرها وكذلك إبراز ذاتها وتطوير مهاراتها اللغوية و الفكرية.
حلم ريماس يكمن في أن تصبح سفيرة للأطفال الذين يتحدثون العربية وأن تكون مصدر إلهام لهم لتطوير مهاراتهم اللغوية والثقافية وبالتالي تكون الصوت الذي يمثلهم ويعزز من حبهم للغتهم وتراثهم.
وجهت ريماس نصيحة للأطفال الناطقين بالعربية والمقيمين في المهجر بالقول:
“اقرأ ثم اقرأ ثم اقرأ و كيف لا و نحن أمة اقرأ، خير أمة أخرجت للناس ومثلما يقولون إن القراءة هي وعاء ممتلئ بالعلم كلما غصنا فيه كلما ارتقينا وارتفعنا، فالقراءة هي غذاء للنفس والعقل.”
والدة ريماس سناء أبو زيدان ووالدها محمد مأمون الحاج علي يقولان للكومبس : كنا و ما زلنا نقدّم لابنتنا ريماس الدعم المستمر والدائم الذي تحتاجه و نشجعها على الاستمرار مهما واجهتها صعوبات لنشعرها بأنه كلما زادت الصعوبة زادت المتعة والتحدي وازدادت الثقافة فلقد بدأت ريماس بقراءة القصص القصيرة منذ صغرها و ها هي الآن تقرأ العديد من الكتب لكتَّاب كبار مثل أدهم الشرقاوي و إياد قنيبي و تحفظ الكثير من الاقتباسات التي تحمل الحكم و المواعظ لتكون لها خير واعظ في حياتها اليومية.
يصف الوالدان شعورهما ويقولان:
“لنا الفخر بأننا استطعنا بفضل من الله أن نغرس حب اللغة الأم ولغة القرآن الكريم في فؤاد أولادنا لتبقى الجزء الأهم في حياتهم.”
منسقة دولة السويد في “مسابقة تحدي القراءة العربي”، خلود الفانوس قالت للكومبس: “أحب أن أنوه أن السويد وللمرة الثانية حازت على لقب البطولة في القراءة ، حيث كان الطالب محمود بلال حماد من مقاطعة كالمر الفائز عام 2019، والآن نحن نشعر بالفخر حقاً، وأحب أن أوجه كلمة لأبناء الجالية العربية في السويد وهي أنَّ لغتنا العربية فخورة بأبنائها الذين مازالوا محافظين على لغتهم وهويتهم وأنا أشجعهم على التقدم بلغتهم العربية مهما واجهتهم من تحديات.”
كما أشارت المنسقة إلى أن أبواب التسجيل في مسابقة تحدي القراءة العربي للموسم التاسع مفتوحة لجميع الراغبين بالمشاركة وذلك للأطفال بين 6-18سنة، ويمكن للأهل إرسال طلبات أبنائهم عبر الإيميل التالي : Khuloode1979@hotmail.com أو عبر مراسلتهم على صفحتهم في فيسبوك.