شخصية سويدية ساهمت في ترويج “الفخ” بين رجال العصابات

زعيمان مهمان للعصابات يعيشان في تركيا

الكومبس – ستوكهولم: أوقع مكتب التحقيقات الفدرالي الأمريكي FBI آلاف المجرمين حول العالم في فخ استخدام نظام اتصالات مشفر أنتجه للتنصت على العصابات.

وأظهرت معلومات نشرتها صحيفة أفتونبلادت اليوم أن سويدياً يبلغ من العمر 37 عاماً كان شخصية رئيسة في القيام بهذه المهمة لصالح الشرطة، دون أن يدري. وهو الآن هارب ومطلوب للولايات المتحدة.

وشارك أكثر من 9 آلاف عنصر شرطة في جميع أنحاء العالم في عملية كبيرة عُرفت باسم “درع طروادة”، وأسفرت عن القبض على 800 شخص من المجرمين الخطرين، 155 منهم في السويد. كما ضُبطت أطنان من المخدرات والأسلحة وعدد من المركبات الفاخرة.

وكان كل ذلك نتيجة لنجاح مكتب التحقيقات الفدرالي في خداع 12 ألف شخص في 300 شبكة إجرامية لاستخدام الهواتف المشفرة التي جرى التنصت عليها ورصدها.

النظام يسمى Anom وانتشر بقوة في الأوساط الإجرامية بعد أن تمكنت الشرطة من اختراق التطبيقات المماثلة Encrochat وSky Global. وكانت خطة مكتب التحقيقات الفيدرالي بسيطة: مراقبة كل الاتصالات للسيطرة على العصابات الإجرامية.

لكن الشرطة كانت تحتاج إلى أشخاص مهمين في بيئة العصابات لترويج النظام ووضع الهواتف في الاستخدام.

شخصية سويدية رئيسة

ووقع اختيار مكتب التحقيقات على رجل سويدي يبلغ من العمر 37 عاماً، ضمن آخرين، لينشروا النظام بين العصابات دون أن يعرفوا أن الشرطة وراء إنشاء النظام. فكان السويدي واحد من المديرين الثلاثة لمنصة أنوم، بحيث يكون لديهم السيطرة الكاملة على النظام. ويمكنهم إضافة مستخدمين جدد أو مسح الهواتف عن بعد إذا تم القبض على شخص ما.

ووجه الادعاء العام الأمريكي اتهامات لـ17 شخصاً بنشر منصة أنوم، وبينهم السويدي الذي كان أيضاً أحد اربعة أشخاص “مؤثرين” باعوا وحدات أنوم لمجرمين آخرين.

وقالت المتحدثة باسم وزارة العدل الأميركية كيلي ثورنتون لأفتونبلادت “وزعوا الهواتف التي تحوي نظام أنوم على مجرمين آخرين لتسهيل الاتجار بالمخدرات وغسيل الأموال وعرقلة سير العدالة”.

يعيش في تركيا

فيما قال المدعي العام راندي غروسمان “إنهم مجرمون معروفون يتمتعون بالسلطة والنفوذ على المجرمين الآخرين، ولديهم خبرة في الأجهزة المشفرة. وكان لهم دور كبير في جعل الآخرين يستخدمون هذا النوع من الأجهزة المشفرة”

وسوّق هؤلاء النظام المشفر باعتباره “صناعة مجرمين ليستخدمه مجرمون”، دون أن يدركوا أن الشرطة تقف وراءه.

وأضاف غروسمان “المفارقة الكبرى هي أن الأجهزة التي كان المجرمون يستخدمونها للهروب من العدالة، أصبحت هي الأدلة ضدهم. وبإعلان أن التحقيقات الفدرالية تقف وراء النظام هدفنا إلى انهيار ثقة المجرمين بكل الأجهزة المشفرة”.

واعتقل ثمانية من المتهمين الـ17 في موجة المداهمات التي جرت في جميع أنحاء العالم الإثنين الماضي. ومن بين التسعة الذين ما زالوا مطاردين السويدي البالغ من العمر 37 عاماً. ووفقاً للائحة الاتهام، فإنه يعيش في تركيا.

وفي تركيا أيضاً يُعتقد أنه يعيش المسؤول الأكبر عن وضع هواتف أنوم بين أيدي المجرمين، وهو شخص يدعى هاكان أيك ويبلغ من العمر 42 عاماً.

نشأ أيك في أستراليا ويعرف باسم “رجل عصابات فيسبوك”، وفقاً لـBBC. ولفت أيك الأنظار إليه من خلال نشره صور ساعاته وسياراته باهظة الثمن على وسائل التواصل الاجتماعي. وذكرت الشرطة الأسترالية أنه حصل على الأموال من تهريب المخدرات والجريمة المنظمة.

وقال محقق أسترالي لوسائل إعلام محلية إن الشرطة اختارته ليكون الشخص الرئيس في نشر النظام المشفر بسبب مكانته في عالم الجريمة.

وتحثه الشرطة الآن على تسليم نفسه إلى السلطات من أجل سلامته.

وكانت الشرطة الأوروبية اخترقت تطبيقات عدة للاتصالات المشفرة التي تستخدمها الشبكات الإجرامية للتواصل بين أفرادها، ثم ظهر نظام Anom للاتصالات السرية وتداولت العصابات عبره ملايين الرسائل بين المجرمين في أنحاء العالم، وتبين لاحقاً أن مكتب التحقيقات الفدرالي الأمريكي FBI هو من أنشأ التطبيق للإيقاع بالمجرمين.

وأسفرت مراقبة الاتصالات عن القبض على 800 شخص حول العالم، وضبط أكثر من ثمانية أطنان من الكوكايين إلى جانب 250 سلاحاً نارياً، و55 مركبة فاخرة، وما يعادل حوالي 48 مليون دولار.

وقالت مديرة العمليات الوطنية في الشرطة السويدية ليندا ستاف في مؤتمر صحفي بمدينة لاهاي الهولندية أمس “نعتقد بأننا منعنا عشر جرائم قتل في السويد عبر القبض على المشتبه بهم”.

وأضافت “قبضنا على 70 شخصاً خلال المداهمات التي وقعت في العملية الكبيرة التى جرت الإثنين”.

وفي المجموع، قبضت الشرطة السويدية على 155 شخصاً، وكان كثير منهم في مناصب قيادية بالشبكات الإجرامية.

وتلقت الشرطة السويدية معلومات عن مراسلات نظام Anom لمدة تسعة أشهر.

المصدر: www.aftonbladet.se