الضحايا حين يتعاطفون مع جلادهم

: 8/17/22, 5:57 PM
Updated: 8/17/22, 5:57 PM
الضحايا حين يتعاطفون مع جلادهم

المقال يعبر عن رأي كاتبه وليس عن رأي الكومبس

الكومبس – رأي: “باب الهجرة المعاكسة مفتوح لكم.. المحطة التالية كابول”، إنها ليست عبارة منقولة عن تعليق في الفيسبوك من أحد العنصريين، بل هي تصريح من القيادي في حزب الـSD توبياس أندرشون دعا فيها المهاجرين إلى الهجرة المعاكسة بمنشور ساخر تضمن عبارة “المحطة التالية كابول” وهنا ليست كابول تحديداً ما يقصده هذا القيادي، بل يمكن أن تكون دمشق، أو بغداد أو مقديشو أو أي مدينة في الشرق الأوسط تحديداً.

كلما حاول حزب ديمقراطيي السويد ورئيسه إخفاء النزعة العنصرية السائدة والمتأصلة في سياستهم. وكلما حاول حلفاؤه الجدد، أولف كريسترشون وإيبا بوش، تلميع صورته على أنه أصبح حزباً مروضاً ومهجناً وأنه أقلع عن نشر الكراهية والعداء للمسلمين وللأجانب عموماً، تظهر بشكل واضح أكثر صورته الحقيقية من خلال عبارة “من فمهم ندينهم” من فترة إلى أخرى.

المفارقة أن هذا الحزب “النظيف” كما يريد أن يظهر نفسه والذي يتعامل بعدائية وفوقية مع كل ما هو غير سويدي، يتسخ من فترة إلى أخرى بفضائح أعضائه المتورطين بالفساد واستخدام المال العام وحتى في الجريمة.

واحدة من أمثلة كثيرة عن فضائح فساد

ومع ذلك لا يزال هناك من يتعاطف مع هذا الحزب حتى من الأجانب أنفسهم، هؤلاء الأجانب يعتبرون أنفسهم غير معنيين وغير مستهدفين بسياسات هذا الحزب العنصرية، وينغرّون بتصنيفات الأجنبي الصالح والأجنبي الطالح، ولا ينتبهون إلى أنهم سيبقون أجانب في منظور هذا الحزب وليس مواطنين من الدرجة الأولى، حسب تصنيفاته العنصرية.
بينما يبتعدون عن أحزاب تقدمهم على أنهم مواطنون وليسوا أجانب.

المفارقة أن أحزاباً سويدية عريقة ترفض مجرد التعاون مع الـSD وتضحي بمصالحها كي لا تبيع مبادئها، في حين نرى في المقابل أن جزءاً من الضحايا أنفسهم يصوتون ويتعاطفون مع جلادهم.

قبل حوال 25 يوماً على موعد الانتخابات تشتد الحملة الدعائية وتشتد معها ضراوة المعركة الانتخابية، ونشهد أحياناً ضربات تحت الحزام بين الأحزاب باستخدام حتى الكذب والترهيب والترغيب بأساليب دعونا نصفها بأنها “تحت الحزام”.

هذا ما شهدناه في المناظرة الحزبية الأخيرة يوم الثلاثاء، اتهامات واتهامات مضادة وطلب من رئيس SD جيمي أوكيسون للناخبين بمعاقبة مجدلينا أندرشون على 8 سنوات قادت بها هي وحزبها السويد “نحو الهاوية”، كما يقول كلام يقترب من الشعبوية وكأن أوكيسون لو كان مكانها سينقل السويد نحو المجد والأعالي.

السؤال الآن هو أنت كناخب ولك صوت كأي شخص آخر قي السويد، مثل رئيسة الوزراء ومثل رئيس أي حزب، من ستعاقب؟ الأهم ألا تعاقب نفسك بعدم الذهاب إلى الانتخابات، مثل من أراد معاقبة القطار، عندما اشترى تذكرة لكنه لم يسافر!

د. محمود آغا

Alkompis Communication AB 559169-6140 © 2024.