الصوم

المسلمون والمسيحيون والبهائيون يصومون معاً.. لحظة للتأمل

: 3/17/24, 10:23 AM
Updated: 3/17/24, 10:23 AM
المسلمون والمسيحيون والبهائيون يصومون معاً.. لحظة للتأمل

المقال يعبر عن رأي كاتبه وليس عن رأي الكومبس

الكومبس – رأي: في عالم يشعر بالانقسام بشكل متزايد، حيث تبدو أصداء الخلاف أعلى من تناغم الاتفاق، فإن اجتماع ثلاث طوائف دينية رئيسية (المسيحيون والمسلمون والبهائيون) في ممارسة مشتركة للصيام يوفر لحظة عميقة للتأمل. والوحدة.

وبينما يشرع أتباع هذه الديانات المتنوعة في صيامهم المقدس، يصبح ذلك تذكيراً رمزياً بأنه رغم مساراتنا المتنوعة، فإن هناك خيطاً مشتركاً من الإنسانية والانضباط والتفاني الذي يربطنا جميعاً.

إن صعود “ثقافة الإلغاء”، بأحكامها وانقساماتها السريعة، يتناقض بشكل صارخ مع تعاليم الوحدة والتفاهم التي تكمن في قلب هذه الشعائر الدينية. الصوم، في جوهره، ليس مجرد امتناع جسدي، بل هو بادرة تأمل داخلي، وتطهير، وتجديد. ويدعو الأفراد إلى النظر إلى ما هو أبعد من السطح، والتعاطف مع كفاح الآخرين وتضحياتهم، والاعتراف بالروح الإنسانية المشتركة التي تتجاوز كل الاختلافات.

هذه الفترة من الصيام المتزامن لا يمكن أن تأتي في وقت أكثر أهمية. فهو يوفر لنا فرصة فريدة لوضع خلافاتنا جانباً، وإيقاف الدورة التي لا نهاية لها من الإلغاء والانقسام، والتفكير في قيم الرحمة والصبر والتعاطف التي نحتاجها بشدة في عالم اليوم. ومن خلال القيام بذلك، يمكننا اكتشاف القوة التي تكمن في الوحدة، وجمال الأصوات المتنوعة التي تجتمع معاً في وئام، والقوة التحويلية للتفاهم والاحترام.

دعونا نحتضن هذه اللحظة ليس فقط باعتبارها تقاطعاً للممارسات الدينية، بل كدعوة للعمل من أجل البشرية جمعاء لكي تجتمع معاً بروح من الاحترام المتبادل والتفاهم والمحبة. ومن خلال التركيز على ما يوحدنا بدلاً من ما يفرقنا، يمكننا أن نخلق عالماً أكثر شمولاً وسلاماً ووحدة. وهذا هو جوهر التقدم الحقيقي والطريق إلى شفاء عالمنا المجزأ.

“وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ۚ وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىٰ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا ۗ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ” (آل عمران).

“يسألهم أن يحققوا له فرحه، الذي لن يتحقق إلا بوحدتهم وحبهم لبعضهم البعض”. (رسالة بولس الرسول الى اهل فيليبى)

“يجب أن يكون التنوع في الأسرة البشرية سبباً للحب والوئام، كما هو الحال في الموسيقى حيث تمتزج العديد من النغمات المختلفة معاً لتشكل وتراً مثالياً. إذا قابلت أشخاصاً من عرق ولون مختلف عنك، فلا تثق بهم وتنسحب إلى قوقعة التقاليد، بل كن سعيداً وأظهر لهم اللطف”. (حضرة عبد البهاء).

د. زياد الخطيب

Alkompis Communication AB 559169-6140 © 2024.