المقال يعبر عن رأي كاتبه وليس عن رأي الكومبس
السويد بكل مكوناتها بحاجة إلى مراجعة شاملة لإعادة ترتيب الأولويات ونبذ العنصرية والبعد عن التشدد
الكومبس – رأي: من جمال الديمقراطية السويدية أنها سوق لعرض الأفكار المختلفة المنعكسة لفئات المجتمع المدني الواسع. قد يصعد في هذه السوق بعض أصحاب الأهداف الذين نظموا أنفسهم وأحسنوا عرض برامجهم وتفننوا في استثمار نقاط ضعف الآخرين واجتهدوا في توظيف الأخطاء المحيطة بهم.
الآن وبعد انتهاء الحفل الانتخابي وما سبقه أو تخلله من مُشاكساتٍ أو مُناكفاتٍ مبررة أو غير مبررة، وقد ربح في الانتخابات من ربح، نرجو بكل مشاعرنا حظاً سعيداً لمن سعى ولم يصل بعد لأغلب ما كان يصبو إليه.
ونبارك بكل أريحية لمن ربح أو حقق بعض ما يتطلع إليه، مذكرين إياهم جميعاً وإن لم يكونوا بحاجة إلى ذلك ـ بالفوارق الأساسية بين قيادة الأحزاب من ناحية والوصول إلى عضوية المجالس والبرلمان، وقيادة الدولة وأنظمتها وما يتطلبه ذلك كله من حسن التواصل وجودة التعاون وقدرة المرونة من ناحية أخرى.
ونؤكد هنا حاجة السويد ذات الأصول المتعددة بكل مكوناتها إلى مراجعات عامة وشاملة لإعادة ترتيب الأولويات والأفكار، ونبذ العنصرية والبعد عن التشدد، ونشر مزيد من روح التسامح، ومد يد التواصل والتعاون، والتحلي بالمرونة المطلوبة في التعامل مع الآخر أياً كان هذا الآخر، والتأكيد على حفظ حقوقه وعدم تهميشه للحفاظ على سويد واحدة موحدة متماسكة خصوصاً في ظل الظروف الاجتماعية والاقتصادية والسياسية التى يمر بها المجتمع في أدق تفاصيله المجتمعية، وكذلك في ظل الظروف الدولية الأكثر قرباً من الحدود الإقليمية وتأثيراتها السلبية المباشرة المتنوعة على جميع فئات المجتمع.
نحن جميعاً بحاجة ماسة إلى مُراجعات ثقافية اجتماعية سياسية، وإلى دور إعلامي مسؤول توعوي بنّاء لنزع أي فتيل محتمل لأي فتنة، والاجتهاد بجد ونشاط في غرس روح المواطنة والمساوة بين فئات المجتمع وأبنائه.. خصوصاً أننا في مجتمع مبني بطبيعته وسيظل ما دامت الحياة على التعددية.
وفي النهاية معاً وبالجميع تصبح السويد أفضل.
مش كده.. ولا إيييه!