فقدت أحد أطفالها في قوارب الموت: أم تواجه خطر الترحيل القسري الى الأردن

: 7/20/18, 12:37 PM
Updated: 7/20/18, 12:37 PM
خالد الكردي
خالد الكردي

المقال يعبر عن رأي كاتبه وليس عن رأي الكومبس

الكومبس – خاص: تلقت “الكومبس” هذه الرسالة، من لاجئ فلسطيني يدعى خالد كردي، يطرح قصة إنسانية تعاني منها عائلته الصغيرة التي فقدت طفلة في قوارب الموت قبل الوصول الى السويد، لكن مصلحة الهجرة قررت تسفير زوجته الى الأردن، بسبب أنها لم تنتظر الحصول على قرار لم الشمل بزوجها، وانما وصلت السويد قبل ذلك، وتقدمت بطلب لجوء، فحصلت على رفض وتسفير الى الأردن.

الكومبس تنشر هذه الرسالة لأسباب إنسانية، رغم علمنا بإن قوانين اللجوء واضحة في مثل هذه الحالات، عندما يتعلق الأمر بلّم الشمل، وعدم انتظار الحصول على الموافقة. تقول الرسالة:

انا خالد كردي وزوجتي لبنى محمد ظافر طبيلة، وابني وليد كردي وأبنتي جود كردي.

كنت انا وزوجتى لبنى نعيش فى ليبيا، وكانت حياتنا جميلة، لكن بسبب الأوضاع هناك، والتهديدات التي تعرضت لها، أصبحت حياتنا في خطر، فأضطررت الهرب من ليبيا عن طريق ما يسمى بـ (مراكب الموت)، وهو عن طريق البحر، واتيت الى السويد لوحدي، وقدمت على اللجوء وانتظرت 11 شهراً، ولم يصدر قرار في حقي، ومن بعدها اصبح خطر الموت يلاحق زوجتي وطفلتي جود، فقمت بتهريب زوجتي، وأبنتي من ليبيا في نفس الطريقة عن طريق البحر.

في الطريق الى إيطاليا، انقلب القارب الذي كان يقل عائلتي الصغيرة، وتم انقاذ زوجتي، لكن طفلتي جود ماتت غرقاً، وكانت 5 سنوات فقط، وتم دفنها في إيطاليا، واكملت زوجتي مسيرتها وهي خائفة وينتابها حزن عميق، على فقدان ابنتنا جود، وعلى بعدها عني طيلة 11 شهراً، فلقد ضحت بحياتها لكي تصل الي وعندما وصلت تقدمت بطلب للجوء، وبدأت بتلقي العلاج النفسي عند طبيبة نفسية، وذلك بسبب فقدان أبنتنا جود، وبعد فترة زمنية حملت زوجتي، واصبح الأمل يبعث أشعته من جديد لنا.

جود الأولى

صدر قرار في 8 نيسان/ أبريل 2016 ينص على منحي إقامة لمدة سنة ولكن مصلحة الهجرة قررت تسفير زوجتي الى الأردن، لأنها تحمل الجنسية الأردنية، وأنا فلسطيني بلا وطن، فبدأت المعاناة من جديد، ولأنها كانت حامل أوقفوا قرار التسفير، وتأملنا أن ترى مصلحة الهجرة الظروف الإنسانية المحيطة بنا، وتحصل في الأخير على الإقامة.

أنجبت زوجتي في هذه الأثناء طفلنا وليد، وشعرنا من جديد ببعض الأمل، وبعد سنة تم استدعائها من جديد الى مصلحة الهجرة لغرض التسفير، لكنها كانت حامل من جديد، فقرروا مرة ثانية وقف تسفيرها، وكان هذا في 6 شباط/ فبراير 2018. وأنجبت زوجتي الطفلة الثانية واسميناها جود على اسم اختها التي توفيت.

بعد وجود الأطفال في حياتنا شعرنا ببعض الأمل، لكن دائرة الهجرة استدعتنا من جديد وقررت تسفير زوجتي وتفريقها عن طفلها الذي يبلغ من العمر سنة وأربعة أشهر فقط، وأبنتي التي تبلغ من العمر شهر ونصف الشهر.

” أطلب من كل شخص لديه أدنى حس إنساني أن يقف معنا”

عندما اتيت للسويد اتيت الى بلد الإنسانية، البلد الذي يهتم بحقوق الانسان، والبلد الذي يهتم بحقوق المرأة والطفل، فهل هذا القرار الظالم اللا إنساني له علاقة باحترام حقوق الإنسان؟

هل حقوق الإنسان تنص على تفريق أم عن طفليها الصغيرين؟ خصوصا أنها فقدت طفلة لها في الطريق الى السويد؟

جود الثانية

أطلب من كل شخص لديه أدنى حس إنساني أن يقف معي، ضد هذا القرار غير الإنساني، مع العلم أنني حاصل الآن على الإقامة وأبني لديه إقامة مثلي، وقد قدم أبني وأبنتي طلب الحصول على الإقامة، لكن مصلحة الهجرة تصر على إبعاد زوجتي.

Alkompis Communication AB 559169-6140 © 2024.