ليس دائما (الكتاب باين من عنوانه)

: 6/5/21, 4:30 PM
Updated: 6/5/21, 4:32 PM
Newspaper on laptop computer, internet and electronic online news
Newspaper on laptop computer, internet and electronic online news

المقال يعبر عن رأي كاتبه وليس عن رأي الكومبس

مقالات الرأي: نعتمد أحيانا في تناولنا للأخبار على المثل القائل (الكتاب باين من عنوانه) وكأننا فعلا فهمنا كل الخبر من العنوان، نقول لمن يحب الأمثال أن يأخذ بهذه الحالة مثلاً آخر نحاول أن نتجاهله، المثل الذي يقول ( لا تحكم على الكتاب من غلافه).
مناسبة هذا الكلام هي الشكوى التي يرددها البعض من تغطية الأخبار المتعلقة بجائحة كورونا، ويطلقون عبارات مثل: احترنا، من نصدق؟ هذا تناقض، ..ألخ

هؤلاء ينسون أهمية التفاصيل، لأنه ورغم عصر السرعة الذي نعيشه، هناك أمور لا نستطيع ان نمر عليها مرور الكرام و نتصور أننا فهمناها ، فقط من خلال مشاهدة العنوان أو قراءة مقدمة الخبر، أو من خلال متابعة التعليقات..

أصحاب مقولة أن “الكتاب باين من عنوانه” يتهمون وسائل الإعلام، بأنها مخادعة، أو كاذبة، أو مُلفقة، والعديد إلى ما هنالك من هذه الاتهامات، الحجة ‏باعتقادهم هي (التناقضات).

أمانة نقل الأخبار وتنوعها، يمكن أن يضع البعض في دوامة التناقضات، لأنهم ببساطة لا يكلفون أنفسهم قراءة الخبر كاملا، لكي يأخذوا فكرة عن السياقات التي وضعت بها معلومات المادة الإخبارية.
في اليوم الواحد أو على نفس الصفحة الواحدة يمكن أن نقرأ عنوانين لخبيرين يظن البعض أنهما متناقضين، العنوان الأول إيجابي مفرح مثل: ” السويد من بين أفضل البلدان في التطعيم ضد كورونا”

أي وسيلة إعلام مهنية لا ترمي على الإطلاق إلى أن تفرحنا ولا إلى أن تُنكد علينا، هي تريد فقط أن تُخبرنا بالحقيقية.

والثاني على العكس غير مفرح وهو “انتشار كورونا في السويد أعلى من كل بلدان الاتحاد الأوروبي”
في هذه الحالة يعتقد البعض أن الوسيلة الإعلامية وقعت في تناقض، فهل هذه الوسيلة تهدف إلى أن تُفرح المتابعين أم إلى أن تُنكد عليهم؟
مع أن أي وسيلة إعلام مهنية لا ترمي على الإطلاق إلى أن تفرحنا ولا إلى أن تُنكد علينا، هي تريد فقط أن تُخبرنا بالحقيقية.

هذا مثال بسيط جدا، ولكن هناك أمثلة أكثر تعقيدا عندما يدخل الموضوع بمسائل النسبة والتناسب في إظهار انتشار العدوى ومقارنة ذلك مع دول أخرى.

هناك أشخاص بل وجهات تستغل العناوين دون الاطلاع على التفاصيل لتضع أحكاما عشوائية غير صحيحة

وعلى ذكر المقارنات هناك أشخاص بل وجهات تستغل العناوين دون الاطلاع على التفاصيل لتضع أحكاما عشوائية غير صحيحة، مثل خبر عن عدد الأشخاص الذين يقتلون أنفسهم في السويد سنويا، ونسبة الزيادة أو التناقص عن كل سنة، عناوين مثل هذه تقود البعض إلى استنتاج أن نسب الانتحار في السويد أعلى من غيرها، دون أن يكون لديهم معطيات أو حقائق عن أعداد المنتحرين في الدول الأخرى.

المهم أن نقول لهؤلاء الذين يعتمدون على مقولة (الكتاب باين من عنوانه) أن المعلومة الناقصة أحيانا تكون معلومة مضرة وليس لها اي فائدة. علينا أن ( لا نحكم على الكتاب من غلافه).

ليندا الجنابي

مقالات الرأي تعبر عن أصحابها وليس بالضرورة عن الكومبس

Alkompis Communication AB 559169-6140 © 2024.