منتدى أئمة الدول الاسكندنافية يرد على تصريحات مسيئة للإسلام والمسلمين

: 5/6/23, 6:51 PM
Updated: 5/6/23, 6:55 PM
رئيس مجلس الافتاء السويدي
رئيس مجلس الافتاء السويدي

المقال يعبر عن رأي كاتبه وليس عن رأي الكومبس

أرسلت عدة شخصيات ومؤسسات دينية مقالاً لـ الكومبس رداً على تصريحات رئيس لجنة العدل في البرلمان السويدي “ريكارد يومسهوف”، وعلى كلمة رئيس الحزب SD المسيئة للمواطنين المسلمين، وهنا نص هذا الرد حسب ما وصلنا من الشيخ سعيد عزام:

بعد عيد الفطر السعيد، وفرحنا بتهنئة السيد رئيس الوزراء “أولف كريسترسون” لنا في لفتة طيبة، وكذلك السيدة “ماجدالينا أندرسون”، طالعتنا الصحف السويدية بمقال للقيادي في حزب ديموقراطيي السويدSD، “Richard Jomshof “، ردا على مقال للكاتبة السويدية المنصفة السيدة “كريستينا باترينغ”التي انتقدت فيه سياسة الحزب الذي دأب ممثلوه على نشر ما من شأنه إيذاء المسلمين، وقد كان كلامه تعرضا لأهم رمزا دينيا لنا وهو نبينا محمد صلى الله عليه وسلم الذي يحبه ويتبعه ما يقرب من ملياري إنسان، وهو الذي أجمع المنصفون في الشرق والغرب على إنسانيته وعدالته وأخلاقه الرفيعة، وقد خلّف ذلك ردود فعل مشكورة من قبل مثقفين ورجال صحافة انتقدوا فيها التصريحات.

واستمرار مثل هذا في موقعه ووظيفته بالبرلمان وإصراره على الإساءة إلى المواطنين السويديين المسلمين فيه تعدّ صارخ على مبدأ عدم نشر الكراهية والتحريض بين فئات المجتمع، وهذا يجعلنا نطالب بعدم بقائه على رأس اللجنة حيث يشعر المواطنون المسلمون بالقلق أن يستغل موقعه الحساس في الإساءة لهم ولحقوقهم.

إنّ ما يحصل قد يودي بنا إلى أيام عصيبة مررنا بها وغيرنا لا نريدها أن تتكرر من مثل حرق القرآن الكريم والرسوم المسيئة للرسول صلى الله عليه وسلم في الدانمرك.

كثير مما يقال أو يكتب عن الإسلام والمسلمين اتهامات مضللة يصنفها قائلوها ظلما ضمنا تحت حرية الرأي، وهذا تنقيص لقيمة الحرية المسؤولة ومدلولاتها الحقيقية التي بغيرها لا نستطيع المحافظة على دولة رائدة في حقوق الإنسان والحريات وتفتخر بتنوعها الثقافي والديني.

وبالحرية تمكن المسلمون من ترجمة تراث الأمم الأخرى ومعارفها إلى العربية – والتي حوت كثيرا من الأفكار المخالفة لمعتقداتهم- وبحرية الفكر والبحث العلمي كان لهم النهوض بالعلوم، ففتحوا الجامعات حتى أصبحت مدارس الأندلس مقصدا لأبناء الذوات الأوروبيين.

ومن غير الحرية ما استطاعت المجتمعات المسلمة الحفاظ على تنوعها الثقافي والديني، مما حفظ تماثيل وكنائس ومذاهب إلى يومنا هذا، وما كنيسة القيامة إلا شاهد على ذلك.

لا يمانع مسلم ذو عقل حصيف من تقبل النقد العلمي الرصين، والتوجيه الهادف البعيد عن الانتقاص منه والتحريض عليه، وإيذاء مشاعره من خلال التعرض لرموزه الدينية؛كونه إنسانا من جانب، ويشكل مع غيره بعض فسيفساء مكونات المجتمع السويدي والأوروبي الأساسية.

وقديما قال خليفة المسلمين الثاني عمر بن الخطاب كلمته المشهورة: متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا..

ونكرر هنا والسياق مماثل إعجابنا بالبيان الذي صدر عن الجمعية اليهودية في السويد التي استنكرت فيه إقحام حرق المصحف الشريف ضمن مفهوم حرية الرأي، واستذكرت بمناسبة ذلك ما جرى لهم أيام الحكم النازي؛ حيث اعتدي أولا على الكتب ثم وصل الأمر إلى حرق البشر.

ومما قاله “يومسهوف” أنّ السويد الحديثة بنيت وفق أسس مسيحية، لذلك نقول له علينا جميعا أن نسع للمحافظة على التسامح، وأن يقف الجميع المسيحيون واليهود والمسلمون والعلمانيون معا في وجه كل الأطروحات الشعبوية والعنصرية التي تضر بالمجتمع وتؤثر على تنوعه الثقافي وخصوصيته.

وإنّ مما لا يعلمه الكثير أنّ المسلمين يعلّمون أبناءهم منذ طفولتهم احترام وتوقير أنبياء الله جميعا خاصة موسى وعيسى عليهما السلام اللذان يعتبران من أولي العزم، وآتاهم الله التوراة والإنجيل، تماما مثلما يحبون رسولهم محمدا عليه الصلاة والسلام، كما أنهم يتربون على الحوار ومناقشة المخالف بالتي هي أحسن.

لذلك من الجهل أن يوصف دين المسلمين بأباطيل فهذا تضليلا للناس، وتحريضا لبعضهم على كراهية المواطنين السويديين لأغراض عنصرية وسياسية مما قد يؤدي للاعتداء عليهم.

بينما نجد أن المطلع على نصوص القرآن الكريم وسنة رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم ـــ التي قام عليها الدين الإسلامي ـــ بحيادية وإنصاف؛ يجد أنّ هذه النصوص وبشهادة المنصفين لا تقرّ الاعتداء والظلم فحسب، بل تسحب البساط من تحت كل من يريد استخدام الدين لغرض الاعتداء.

إنّ فهم النصوص بسياقاتها، والاستناد في ذلك إلى أهل الاختصاص من العلماء كفيل بالحفاظ على الحريات و الأموال و الأعراض و النساء و الدماء.

وقد بدأنا نسمع في الغرب مصطلح الإسلاموية بشكل يقلق المسلم الممارس لتعاليم دينه المكفول حقه بذلك في الدستور، بل وصل الأمر إلى أن يقول رئيس حزب SD جيمي أوكيسون أنه يجد صعوبة في رؤية كيف يمكن لمسلم ملتزم بالكامل أن يكون جزءا من المجتمع السويدي، أي أنّ المسلم السويدي الملتزم بدينه لا مكان له في بلده، مع أنّه من نافلة القول أنّ البعض مسلم من أصول سويدية وأوروبية، وُلد ومات وهو يعمل على هذه الأرض الطيبة، ولا يعلم بأنّ أبناءه غير مرحب بهم من قبل “جيمي أوكيسون”.

وأقول ل”جيمي” إنّ الكثير ممن تقصدهم زملاء لك في البرلمان ويشتغلون في كل مناحي الحياة المختلفة، ولهم أبناء كبروا وترعرعوا على أنّ ليس لهم إلا هذا البلد الذي هاجر إليه آباؤهم للعيش بسلام، وينعمون فيه بدفء الأمن، في أجواء من الحرية افتقدوها في بلادهم.

ثمّ ما المانع من استفادة الساحة السويدية من قيم دين الإسلام وتعاليمه وحِكَمه ومعالجاته للظواهر الاجتماعية المختلفة أسوة بالأحزاب الدينية في البلدان الغربية، خصوصا وأن العالم بأسره بات يغرق في الظلم وازدواجية المعايير والمادية المتوحشة، كما والاستفادة أيضا من المتدينين الذين يبذلون الخير للغير باعتبارهم إما إخوة في الدين أو نظراء في الخلق.

ومن ضمن ما ساقه “يومسهوف” من مغالطات قوله أنّ الرسول صلى الله عليه وسلم حكم من خلال الحروب وتجارة الرقيق، وهذا يسع طفلا مسلم الرد عليه، حيث عادى مجتمع قريش المسلمين المسالمين في مكة المكرمة سنينا، وسلطوا عليهم صنوفا من الظلم والعذاب، واستولوا على أموالهم ومساكنهم وتجاراتهم، مما اضطر المسلمون إلى الهجرة إلى الحبشة المسيحية أولا، ثم إلى مستقر آمن ينعمون فيه بالحرية في مدينة يثرب التي تحولت إلى مدينة رسول الله.

ومع ذلك لم يُتركوا وشأنهم، بل عادوهم وشنوا عليهم الحروب، ولما تسنى للمسلمين الرجوع إلى مكة المكرمة ودخلوها سلما، عفا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أعدائه تماما مثلما فعل صلاح الدين الأيوبي بعد ذلك عندما دخل بيت المقدس.

إن أغلب البلاد المسلمة ذات الأعداد الكبيرة دخل أهلها الإسلام من غير حرب ولا قتال مثل دول شرق آسيا.

أما مسألة الرقيق فقد كانت منتشرة قبل الإسلام، وساهم الإسلام في تجفيف منابعها من خلال إجراءات تعبدية ذات نفع مجتمعي يطول شرحها هنا إلى أن انحصرت بشكل كبير قبل أن تعود في القرون الأخيرة بترويج من الاستعمار في القارة الأمريكية وغيرها،وانتهت بتحرر الأحرار المستعبدين في العصر الحديث.

ثمّ يأتي الادعاء بأن تزايد أعداد المهاجرين ممن قدموا من أماكن غير مستقرة يهدد المجتمع السويدي والقيم السويدية ادعاءً غير واقعي، واتهام للمؤسسات السويدية بالتقصير وهي التي سعت طوال هذه العقود لإدماجهم والاستفادة مما عندهم لبناء مجتمع متعدد الثقافات لا محو ثقافتهم، وعلى الذين يقصدون بكلامهم فئة معينة أن يكفوا عن ذلك لكونه تمييزا وعنصرية.

إننا ومن خلال استشراف المستقبل لا يسعنا إلا التحذير من هذا الخطاب؛ لما له من أثر نفسي سيء على المسلمين وبقية المواطنين، والانتقاص من حقوقهم التي كفلها لهم الدستور السويدي في مقدمة لما قد يؤدي لاستعدائهم والتعرض لهم بالأذى.

وإنّ مما يخيف المسلمون اليوم هو أن يستغل بعض العنصريين الديموقراطية ليصلوا إلى مواقع يغيرون من خلالها القوانين التي انتظم بها واقع السويد الجميل.

لذلك نهيب بجميع الخيرين إلى التكاتف لنبذ ما من شأنه تقسيم المجتمع، والنيل من لحمته وتماسكه في هذا الوقت الحرج.

وهنا نستحضر ما سجلته شخصيات اعتبارية وأصحاب أقلام منصفة عندما تنامت النعرات العنصرية، وطفت مفرداتها على السطح أنه علينا استنكارها وفي الوقت نفسه نعمل معا على استنكار ومعالجة الظواهر الغريبة التي لم يعتدها المجتمع السويدي، كمعاداة السامية والإسلاموفوبيا والإفروكانية.

وفي الوقت نفسه أصبحنا نسمع التساؤلات التي منها؛ إلى أين تسير السويد؟ وهل من يسيّر دفة الحكم يعلم إلى أين سيوصل البلاد؟ فلا صورة السويد بقيت كما كانت، ولا بقي عند من ولد بها ثقة في أن يبني مستقبله فيها. وهي أسئلة ما زالت قائمة إلى اليوم، والرد عليها بكل مسؤولية وموضوعية كفيل بتنوير الرأي العام السويدي.

وفي الختام نقول؛ من الوفاء الجميل إسداء الشكر لكل من تصدى لهذه الطروحات المؤذية لمشاعرنا، والتي تزعزع نفوس أبنائنا، والأمل لا زال معقودا بالمسؤولين أن ينطلق نقاش جاد ومسؤول حول معالم مستقبل السويد في ظل التحديات المتعددة التي تواجه المجتمع، يضطلع بإدارته الأحزاب السياسية الجادة، الجامعات المتخصصة، النقابات العمالية، الاتحادات المختلفة، ووسائل الإعلام المسموعة والمرئية.

حمى الله السويد لتبقى آمنة ثرية محبة للخير قائمة على العدل والمساواة، مساندة للمظلومين في العالم وملاذا لهم، يشعر فيها الجميع بالانتماء إليها، ويحرصون على رفعتها وتقدمها، ولتعود كما كانت أيام أولف بالمة وكارل بيلت وغيرهم من الأكابر.

وهذه قائمة مختصرة للشخصيات والمؤسسات المؤيدة لهذا المقال وصلتنا من الشيخ سعيد عزام رئيس مجلس الافتاء السويدي نقلاً عن منتدى أئمة السويد والدول الاسكندنافية:

١. الشيخ سعيد عزّام

٢. الدكتور سلامة علوان

٣. الشيخ حسان موسى

٤.الدكتور أشرف غالي

رابطة علماء الأزهر بالخارج – فرع السويد

٥- المهندس محمد سكيك أبو وديع

٦- الشيخ جمال الصياصنة

٧-الدكتور فؤاد أحمد إيمان

٨. الشيخ غسان اللحام

٩. الشيخ عمر الشيخ – الجالية الاريتيرية

١٠- الشيخ أحمد عبدالرحمن

١١- الأستاذ محمد الكردي

١٢. الدكتور عبد الكريم العلام

١٣. الشيخ محمد لعلام

١٤. الشيخ معاذ زمزم

١٥- المركز الإسلامي – هالمستاد

١٦- الشيخ مصطفي صوراني

١٧- الأستاذ ياسر جحيشة

١٨ – الشيخ بشير أحمد

١٩ – الشيخ عبده الزهداني

٢٠- المسجد الكبير بمدينة أوبسالا

٢١- الدكتور عوينات محيي الدين

٢٢. الشيخ وليد زعرورة

٢٣- الشيخ عبد الحميد الحمدي

مركز حمد بن خليفة الحضاري – الدانمرك

٢٤ – الدكتور آدم رديف

٢٥. الشيخ يوسف براهمي

٢٦- الشيخ أحمد حسن أبو إلياس

٢٧- مسجد طيبة كوبنهاجن

٢٨. مجلس الإفتاء السويدي

٢٩- جمعية حنيف للعلم والثقافة والتطوير بالسويد

٣٠- الشيخ محمد مسعود.

٣١ – مسجد آلبي – ستوكهولم

٣٢- الشيخ محمد جدة عبدالله

٣٣- الرابطة العالمية لعلماء أفريقيا بالسويد

٣٤- المركز السويدي الدولي للحوار والبحوث ودراسة الحضارات بالسويد

٣٥- الشبكة الأورو أفريقية لحقوق الإنسان بالسويد

٣٦- المنظمة الدولية لحقوق الإنسان والدفاع عن الحريات بأمريكا – فرع السويد

٣٧- المركز الثقافي الإسلامي تيمرو سندسفال –

٣٨- مسجد الإمام الحسن -المنتدى الإسلامي بهانينغا

٣٩- الشيخ محمد باسم الحو

٤١- الشيخ آسو أسنجر

٤٢-وقف مسجد ماشتا

٤٣-الدكتور حسام الدين مصطفى

٤٤- جمعية تابي الإسلامية

٤٥- وقف مسجد تابي

٤٦- الأستاذ علي ياسين

٤٧- المركز الإسلامي الثقافي – رنكبي

٤٨- الأستاذ مختار عرب

٤٩- مؤسسة مسلمي أوروبا EMA

٥٠- الجمعية متعددة الثقافات – أوسكارسهامن

٥١- البروفيسور محمد المختار جي

٥٢- الرابطة العربية الأفريقية- فرع السويد

٥٣- الأستاذ أسامة المسالمة

مسجد ليندسبري

٥٤-الشيخ يوسف الكيلاني

٥٥- المركز الإسلامي الثقافي – براندبارين

٥٦- الدكتور محمود الدبعي

٥٧- منظمة السلام الدوليةللاغاثة وحقوق الانسان

٥٨- الشيخ الشافعي ليان

٥٩- الشيخ أحمد عبداللطيف ابوالعباس

٦٠- الأستاذ يحي علقم ابوالعبد

٦١- الجمعية الاسلامية الثقافية Varberg

٦٢- مجلس أئمة اسكندنافيا

٦٣- اتحاد الصيادلة العرب بالسويد

٦٤- الصحفي منصور القزيري

٦٥- صحيفة السويد اليوم الالكترونية

٦٦- الأستاذ حمزة اللبيب

مسؤول علاقات الجالية الليبية بالسويد

Alkompis Communication AB 559169-6140 © 2024.