موجة البرد القارس تضرب السويد بشدة. درجات الحرارة دون الصفر في جميع أنحاء البلاد. ومدن الشمال تسجل اليوم الأبرد منذ عقود. في حين يُتوقع أن يعتدل الطقس وأن ترتفع الحرارة في بعض المناطق 20 درجة خلال يوم واحد في عطلة نهاية الأسبوع. البرد شلّ حركة المرور في أجزاء واسعة مع درجات حرارة وصلت إلى 40 تحت الصفر في مناطق عدة. في أوميو على سبيل المثال بلغت درجة الحرارة 32 تحت الصفر وهي الأقل منذ العام 2010، في حين سجلت لوليو 37 درجة تحت الصفر وهو أبرد يوم منذ العام 1999. وسجلت درجات الحرارة في قرية بيوركلوند الشمالية 48.8 درجة تحت الصفر بحسب أحد سكان القرية مقتربة من الحرارة الأدنى التي سجلتها السويد في فبراير 1966 وبلغت حينها 52.6 درجة تحت الصفر. التيار الكهربائي انقطع عن آلاف المنازل في إلفسبين فجر اليوم. كما انقطعت الكهرباء في الجنوب عن أكثر من 3 آلاف منزل في سكونا بعد سقوط أشجار على خطوط الكهرباء. ورغم برودة الطقس، نقلت وسائل الإعلام اليوم عن سويديين قولهم إنهم مصرون على متابعة العمل وحياتهم الاعتيادية. الأرصاد الجوية تتوقع أن يصل مرتفع جوي إلى السويد نهاية الأسبوع، ما يؤدي إلى طقس أكثر اعتدالاً في الشمال بحيث تكون الحرارة فوق الصفر في بعض المناطق الأسبوع المقبل. ومن المتوقع ان تكون الدرجات أكثر برودة في جنوب البلاد في البداية قبل أن يتحسن الطقس مع بداية الأسبوع.

لم يكن الطقس أفضل حالاً في الجنوب، حيث أدت كثافة الثلوج إلى اضطراب كبير في حركة وسائل النقل العام. وعلق ما يصل إلى ألف سيارة ومركبة وسط الطريق السريع إي 22 بعدما حاصرتها الثلوج. واضطر ركاب السيارات إلى الانتظار طويلاً، وبعضهم لأكثر من 19 ساعة متواصلة، بينما عملت خدمات الإنقاذ على توزيع الطعام والشراب للعالقين. كثير من العالقين أعربوا عن غضبهم الشديد جراء تأخر عملية الإنقاذ والفوضى التي سيطرت على المكان، واضطرارهم للانتظار ساعات طويلة جداً وسط الطقس البارد. وقالت إحداهن إنها علقت مع ابنيها في سيارتها لمدة 19 ساعة، واصفة الوضع بالفظيع. وبين العالقين من كانوا يستقلون باصات النقل العام التي علقت أيضاً وسط الثلوج. وفتحت مطاعم مجاورة أبوابها طوال الليل لاستقبال العالقين وتأمين الطعام والشراب ومكان دافئ لهم. وتوقعت مصلحة النقل استمرار إغلاق الطريق السريعة أمام حركة المرور حتى صباح غد الجمعة. فيما دعا متحدث باسم الشرطة الناس إلى البقاء في منازلهم وعدم الخروج إلى الطرقات إن أمكنهم ذلك، واصفاً الوضع بـ”الصعب” في ظل استمرار التساقط الكثيف للثلوج.

موجة البرد القارس أدت إلى ارتفاع كبير في أسعار الكهرباء في السويد لتصل إلى أعلى مستوى لها منذ عام. سعر الكهرباء سيصل إلى 2.17 كرون للكيلواط في النصف الجنوبي من البلاد غداً الجمعة، وحوالي 2.10 كرون في شمال البلاد. بينما سيقترب السعر من 6 كرونات للكيلوواط الواحد خلال ساعات الذروة بعد ظهر غد الجمعة. وسجل سعر الكهرباء نحو كرون واحد للكيلوواط اليوم الخميس. وتعد أسعار غد الجمعة الأعلى منذ ديسمبر 2022. شركة الكهرباء السويدية تتوقع أن يصل استهلاك الكهرباء إلى ذروته مع انخفاض درجات الحرارة شمالاً، وتسجيل حرارة دون الصفر في كافة أنحاء البلاد. كما تتوقع انخفاض إنتاج الكهرباء من الرياح يومي الجمعة والسبت، إضافة إلى استمرار العطل في مفاعل فوشمارك النووي الذي يعمل بنصف طاقته فقط حالياً. الشركة تتوقع انخفاض الأسعار مجدداً بداية الأسبوع المقبل مع ارتفاع درجات الحرارة في البلاد.

تداعيات إقدام الميليشوي السابق سلوان موميكا على حرق المصحف في السويد مستمرة. اليوم أدانت محكمة مالمو خمسة شبان بأعمال عنف إثر حرق موميكا نسخة من المصحف في مالمو 3 سبتمبر الماضي. وحكمت المحكمة على شاب عمره 19 عاماً بالسجن سنتين وستة أشهر، وعلى فتى عمره 16 عاماً بحبس الأحداث، وعلى ثلاثة فتيان بالمراقبة. في حين برأت اثنين من الفتيان من التهم. وكان موميكا أقدم على حرق المصحف في ساحة فيرنهيم في مالمو. وفي مساء ذلك اليوم تجمع مئات الأشخاص في روسنغورد احتجاجاً على حرق المصحف وتطور الأمر إلى أعمال عنف ومواجهات مع الشرطة خلال المساء والليل. المحكمة قالت إن الغرض من أعمال الشغب في روسنغورد كان جذب أفراد الشرطة ثم مهاجمتهم. وحكمت المحكمة على ثلاثة من المدانين بدفع حوالي 700 ألف كرون معاً تعويضاً عن الأضرار. كما حكمت على اثنين منهم بمبلغ إضافي قدره 700 ألف كرون أيضاً. وكان عدد من المحتجين ألقوا الحجارة على سيارات الشرطة وأحرقوا سيارات أفراد عاديين وأشعلوا النار في مرآب. وأُضرمت النيران في أكثر من أربعين سيارة ولحقت أضرار بثماني سيارات تابعة للشرطة. وقدّر الادعاء العام الأضرار بعشرة ملايين كرون.

حزب الاشتراكيين الديمقراطيين المعارض يوجه اللوم إلى حزب المحافظين الحاكم على ما وصفه بسياسات الهجرة السخية، متهماً رئيس الحكومة أولف كريسترشون “بالتهرّب من مسؤوليته عن أزمة اللجوء في العام 2015”. المتحدث في قضايا الهجرة باسم الاشتراكيين أندش إيغيمان دعا رئيس الوزراء إلى إجراء نقد ذاتي وتحمّل المسؤولية عن سياسات حزبه. فيما اعتبر سكرتير الحزب توبياس بودين أن الحكومات التي قادها المحافظون ساهمت في الفصل المجتمعي الذي تعيشه السويد حالياً، وهو تعبير يستخدمه السياسيون السويديون للإشارة إلى عدم نجاح سياسة دمج قسم كبير من المهاجرين في المجتمع. الاشتراكيون لفتوا إلى أن الهجرة إلى السويد زادت بشكل أسرع من أي وقت مضى خلال تولي فريدريك راينفيلد من المحافظين رئاسة الحكومة بين 2006 و2014. وتحدث بودين عن مسؤولية أولف كريسترشون الشخصية باعتباره كان وزيراً للتأمينات الاجتماعية. الاشتراكيون شددوا على أن الهجرة يجب أن تكون ضمن حدود ضيقة جداً لفترة طويلة. وكانت الحكومة الحالية وجهت اللوم مراراً إلى حكومات الاشتراكيين السابقة فيما يتعلق بسياسة الهجرة.