ارتفاع متجدد في أسعار المواد الغذائية

: 8/7/23, 5:43 PM
Updated: 8/7/23, 5:43 PM

الأزمة الاقتصادية التي بدأت منذ أكثر من عام ما تزال مستمرة، وسكان السويد الذين انتظروا طويلاً انخفاض أسعار المواد الغذائية مع تراجع مستويات التضخم، لن تسعدهم توقعات الاقتصاديين. فقد عادت أسعار الأغذية إلى الارتفاع مجدداً، بعد شهرين من الاستقرار. وأظهر تقرير اقتصادي اليوم ارتفاع أسعار المواد الغذائية بنسبة 0.2 بالمئة خلال شهر يوليو الماضي في متاجر البلاد. الارتفاع المتجدد أصاب 20 بالمئة من السلع، بينما سجلت أسعار منتجات كزيت الزيتون، والخضروات المجمدة، والفواكه الزيادة الأكبر. ووفق خبراء اقتصاديين تأتي الزيادة خلافاً لرغبة المتاجر الكبرى، بسبب ارتفاع مخاطر فقدان المزيد من العملاء. ويعيد هؤلاء أسباب الارتفاع الجديد إلى ضعف الكرون وزيادة تكاليف الرواتب والإيجارات. وسجلت الزيادة الأكبر في متاجر COOP مع نسبة وصلت إلى نحو 1 بالمئة، وهو ما يتوقع انسحابه على المتاجر الأخرى قريباً. ويزيد طين الأسعار بلة، الارتفاع المستمر في سعر النفط عالمياً، الأمر الذي يهدد بزيادة أكبر تشمل معظم السلع والمنتجات في الأشهر القادمة. ودعا خبراء اقتصاديون المستهلكين إلى عدم الاستسلام امام الأسعار المرتفعة، ومقارنة العروض لاختيار الأفضل، وكذلك التخلي عن متاجرهم المفضلة عند الحاجة. وتعاني السويد منذ أكثر من عام من ارتفاع أسعار السلع والمنتجات، ومستوى عال من التضخم، أثرا بشكل خاص على ذوي الدخل المنخفض، وأديا إلى تراجع مستمر في الاستهلاك. وكان ارتفاع الأسعار سبب في الربيع الماضي ضغوطاً كبيرة سياسية وشعبية على المتاجر الكبرى، ما أرغمها على وضع حد للارتفاع، وخفض أسعار بعض السلع.

وبينما تزداد أزمات الناس الاقتصادية، سجلت ميزانية الدولة أرباحاً أكبر فاقت التوقعات، مع فائض وصل إلى 6.5 مليار كرون في شهر يوليو الماضي. وارتفعت الإيرادات الضريبية بمقدار 5 مليارات كرون في يوليو، بينما انخفضت مدفوعات الدولة بـ3 مليار كرون عن المتوقع. وكانت التوقعات ترجح تحقيق فائض يبلغ 0.1 مليار كرون فقط، لكن ارتفاع الإيرادات الضرائبية وانخفاض المدفوعات، رفعا فائض الميزانية. وانخفض دين الدولة إلى ما دون ألف مليار كرون في مايو الماضي، ليصل إلى أدنى معدل له منذ العام 1993، وهو ما يظهر قوة المالية العامة للدولة. ومقابل زيادة أموال الدولة، تظهر الأرقام ارتفاع العجز المتوقع في ميزانيات المناطق والبلديات. ويواجه نظام الرعاية الصحية في ستوكهولم عجزاً قياسياً العام المقبل يتوقع أن يصل إلى 1.7 مليار كرون سويدي. وأمام منطقة ستوكهولم خيارات قاسية لخفض العجز، بينها إغلاق عيادات وخدمات صحية، واقتراض الأموال، وكذلك رفع الرسوم على الخدمات الطبية من نحو 250 كروناً إلى 350. ويلوح في الأفق أيضاً خيار تسريح عمال وموظفين، وهو ما يواجه معارضة سياسية حادة داخل الإئتلاف اليساري الذي يدير المنطقة. وتناشد معظم المناطق والبلديات الحكومة السويدية زيادة المنح الحكومية للمناطق والبلديات، لتخفيف ازماتها المالية المتفاقمة، وضمان تسيير خدماتها، وهو ما تؤجله الحكومة إلى مفاوضات ميزانية الخريف المقبل.

ومن أزمات الاقتصاد إلى أزمات السياسة، سببت أحداث حرق المصحف، تصدعاً في العلاقات بين السويد والدول الإسلامية، ومنها تركيا. غير أن وزير الخارجية السويدي يستبعد تأثير الأمر على مسار عضوية الناتو. ولا يرى وزير الخارجية، توبياس بيلستروم، أي سبب للشك في أن برلمان تركيا سيقوم بالتصديق على انضمام السويد إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو) في أكتوبر المقبل. وأكد بيلستروم أنه على اتصال بنظيره التركي هاكان فيدان، حول الاتفاق المشترك بين البلدين، والذي من المقرر أن يؤدي في نهاية المطاف إلى مصادقة البرلمان التركي. غير أن محللين متابعين، لا يستبعدون استخدام أنقرة لأزمة حرق المصحف، لتأخير عضوية السويد، في حال عدم تحقيق مطالبها كافة. وأكدوا أن عدداً كبيراً من البرلمانيين الأتراك سيصوتون كما يريد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان. وكانت الأيام الأخيرة حملت إدانة تركية متجددة للسويد، بعد رفع مجموعات كردية دمية للرئيس التركي خلال مسيرة ستوكهولم برايد. ورد منظمو المسيرة بالتبرؤ من الحادثة، وتوجيه النقد للمجموعة المسؤولة عنها. وعلى صعيد متصل بعلاقة السويد وتركيا، قدم أوسكار ستينستروم، الدبلوماسي السويدي المسؤول عن مفاوضات الانضمام للناتو استقالته اليوم. وتأتي الاستقالة بعد انتهاء مهامه الفعلية، مع توصل البلدين إلى اتفاق في يوليو الماضي، وإعلان الرئيس التركي موافقته على ضم السويد إلى الحلف الأطلسي. رئيس الحكومة السويدي أولف كريسترسون، علق على انتهاء مهام ستينستروم، وقدم له الشكر على جهوده “غير العادية” في ختام مهمته الدبلوماسية الصعبة.

أزمات السياسة والاقتصاد في السويد، تخبو أمام هول ما يعانيه البشر في أجزاء أخرى من العالم. وشهد البحر المتوسط اليوم مأساة جديدة، مع غرق مركبين للمهاجرين، كانا متجهين من صفاقس التونسية نحو جزيرة لامبيدوزا الإيطالية. وأكدت منظمات دولية مصرع ستة أشخاص حتى الساعة بينهم امرأة من ساحل العاج وطفلها الرضيع. وتمكن خفر السواحل الإيطالي من إنقاذ 57 شخصاً. ويُعتقد أن المركبين المتهالكين انطلقا من مدينة صفاقس، يوم الخميس الماضي، وأقلا نحو مئة شخص، باتجاه سواحل الجزيرة الإيطالية. السلطات التونسية من جانبها أعلنت عثورها على عشر جثث لمهاجرين غرقى خلال عطلة نهاية الأسبوع، قرب مدينة صفاقس. وتنطلق مراكب الهجرة من سواحل ليبيا وتونس، نحو جزيرة لامبيدوزا الإيطالية الأقرب للشواطئ الأفريقية، والتي شهدت قدوم أعدادٍ متزايدة من المهاجرين خلال الفترة الأخيرة. ويقيم حالياً حوالي 2450 مهاجراً في مساكن مؤقتة تابعة للصليب الأحمر في الجزيرة، بينما تبلغ سعتها الأصلية نحو 400 شخص فقط. ولقي ما يقرب من 1800 مهاجر مصرعهم في البحر الأبيض المتوسط من بداية العام، وذلك ​​أثناء محاولتهم الوصول إلى أوروبا.

في خبرنا الأخير، وعودة إلى السويد، غاب الطقس الصيفي المشمس وحلت الأمطار ضيفاً ثقيلاً على البلاد وسكانها هذا العام. فقد شهدت السويد منذ يوم أمس عاصفة قوية من الأمطار والرياح أدت إلى فيضانات أصابت الطرق والجسور، وأثرت على حركة الطيران والملاحة. وأدى الطقس العاصف اليوم إلى خروج قطار عن سكته في شمال البلاد، دون وقوع أي أضرار بشرية. كما تأخرت عدة رحلات من مطار أرلاندا ومطارات أخرى جراء الطقس العاصف. ونصحت السلطات المسافرين بمتابعة تطورات رحلاتهم، كما نصحت عابري جسر أوريسوند بين السويد والدنمارك بتوخي الحذر نتيجة الرياح الشديدة. ووضعت فرق الإنقاذ نفسها في حالة تأهب في عدة بلديات، تحسباً لوقوع فيضانات. وتوقعت هيئة الأرصاد الجوية استمرار الطقس العاصف، وهطول كميات أكبر من المتساقطات خلال الأيام المقبلة، وذلك في مناطق معينة من السويد.

Alkompis Communication AB 559169-6140 © 2024.