السويد في مواجهة موجة عنف “غير مسبوقة”

: 9/13/23, 5:55 PM
Updated: 9/13/23, 5:55 PM

بداية ساخنة للسياسة السويدية بعد إجازة الصيف. مناظرة بين رؤساء الأحزاب في البرلمان شهدت تراشقاً حاداً وصل إلى حد مطالبة الحكومة بالاستقالة. المعارضة اتهمت الحكومة بعدم فعل أي شيء لمعالجة الوضع الأمني المتدهور أو الظروف الاقتصادية السيئة، فيما ردت أحزاب الحكومة بتحميل الحكومة السابقة مسؤولية ما آلت إليه الأوضاع. وظل التحالف مع حزب SD كما كان دائماً مثار جدل عميق. رئيسة حزب البيئة ميرتا ستينيفي قالت إن حكومة تتحالف مع عنصريين لا يمكن أن تمثل السويديين، مطالبة الحكومة بالرحيل. زعيمة المعارضة رئيسة الاشتراكيين الديمقراطيين مجدلينا أندرشون وجهت انتقادات لاذعة لرئيس الوزراء لعدم تصرفه بجدية ضد حزب SD في أزمة حرق المصحف، ما أثار غضب رئيس الحزب جيمي أوكيسون الذي وصف هجوم أندرشون بـ”الوقح”. أندرشون تمكنت من إسكات أوكيسون الذي وقف أمام هجومها عاجزاً عن الكلام بعد لحظات صمت طويلة وكأنه نسي ما يريد قوله، حين دعت أندرشون رئيس الحكومة إلى بدء التعاون مع الأحزاب الأخرى في البرلمان بدلاً من SD، مكررة مطلبها بإقالة ريكارد يومسهوف من رئاسة لجنة العدل البرلمانية، ومعتبرة أن تصريحاته المعادية للإسلام ساهمت في تفاقم الأزمة. أندرشون عبّرت عن اعتقادها بأن الحكومة لا تفعل ما يكفي لمكافحة عنف العصابات. وقالت إن وعود الحكومة بـ”الحرب على العصابات” لم تسفر عن شيء، “فالسويد أصبحت أكثر خطورة والسويديون أصبحوا أكثر فقراً” حسب تعبيرها. هجوم زعيمة المعارضة جعل جيمي أوكيسون يستشيط غضباً ويرد بحدة بالقول إن رئيسة الوزراء السابقة تتحدث “كلاماً فارغاً”، محتجاً كعادته بسياسة الهجرة التي اتبعتها الحكومات السابقة. أحزاب الاشتراكيين واليسار والبيئة استبقت المناظرة بمؤتمر صحفي انتقدت فيه كيفية تعامل الحكومة مع أزمة حرق المصحف. وقالت أندرشون إنه “ليس لدى الحكومة أي خطة للتعامل مع الوضع”. فيما غاب عن المؤتمر رئيس حزب الوسط محرم ديميروك الذي قال إنه يفضل التركيز على موضوع مهم هو حمى الخنازير الإفريقية.

موجة العنف تسجل ضحية أخرى. شاب في العشرينات من عمره قتل برصاصة في الرأس في سولينتونا. بينما كان رئيس الوزراء أولف كريسترشون يزور اليوم مدينة أوبسالا المكلومة بحرب العصابات أيضاً، متوعداً بإجراءات غير مسبوقة. كريسترشون قال إن مجرمي العصابات لن يتوقفوا إلا حين يتم سجنهم، أو ترحيلهم إذا لم يكونوا مواطنين سويديين. لا يوجد بلد آخر في أوروبا كلها يواجه ما نواجهه. الأمور تتجاوز كل الحدود. وفق ما يقول رئيس الوزراء، مؤكداً أن هجوم حكومته ضد العصابات مستمر وأنها “تتخذ إجراءات صارمة لم تستخدمها السويد من قبل”، ومشيراً إلى أنه سيُسمح للشرطة اعتباراً من هذا الخريف بالتنصت على المشتبه بهم لأغراض وقائية. كريسترشون قال ايضاً إن التنقل بين الشبكات الإجرامية يجب أن يكون سبباً للترحيل، حتى لو لم يكن المرء مشتبهاً في ارتكابه أي جريمة”. رئيس الحكومة اعتبر أن السياسيين السويديين “كانوا ساذجين لفترة طويلة جداً ولا بد أن تصبح الدولة صارمة الآن. وتشهد مدينة أوبسالا منذ الأسبوع الماضي أحداث عنف متتالية جراء صراع جديد تدور رحاه بين أفراد من عصابة “الثعلب الكردي”، بعد انشقاق حصل داخلها. وقُتل شاب بإطلاق نار في أوبسالا خلال محاولة اغتيال استهدفت أحد أقارب زعيم العصابة رافا مجيد، لكنها أصابت شخصاً آخر. كما شهد الأسبوع الماضي مقتل امرأة تبيّن أنها أم قيادي في العصابة انشقّ عنها. وقتل شخصان في محافظة ستوكهولم هذا الأسبوع، أحدهما صبي عمره 13 عاماً. فيما وصف قائد الشرطة أندش تورنبيري ما يحصل بأنه جرائم عنف غير مسبوقة في نطاقها، مؤكداً أنها ذات طابع دولي حيث تصدر أوامر القتل من أشخاص يقيمون خارج البلاد.

“كأنها تطلق النار على قدميها” هكذا وُصفت “زلة اللسان” التي وقعت فيها نائبة رئيس الوزراء إيبا بوش في وقت حساس جداً للسويد. بوش كانت قد هددت بقطع المساعدات عن تركيا إن لم تسلم رافا مجيد المعروف باسم “الثعلب الكردي”، قبل أن تتراجع عن تهديدها وتصف تصريحاتها بأنه سوء تعبير. رئيسة المسيحيين الديمقراطيين قالت اليوم إنه ليس من المناسب وقف المساعدات وإن تصريحها كان “عاماً” ويعني أن “الدول التي تتلقى المساعدات يجب أن يُتوقع منها أيضاً التعاون في المسائل القانونية”. وارتبط عدد من أعمال العنف في الفترة الأخيرة بعصابة “فوكستروت” التي يقودها مجيد الموجود في تركيا. وكانت السلطات التركية منحت الجنسية لمجيد رغم أنه مطلوب في السويد. وحذّرت السلطات السويدية تركيا أمس من إمكانية وصول أعمال العنف إلى أراضيها، في حال عدم بذل مزيد من الجهود لردع زعماء عصابات سويدية يقيمون على أراضيها. علماً أن السويد تحتاج إلى موافقة تركية لإتمام عضويتها في حلف شمال الأطلسي (ناتو).

شاب اسمه أحمد إسكندر يحصل على تصريح من شرطة ستوكهولم لتجمع عام قال إنه سيحرق خلاله العلم الإسرائيلي أمام السفارة الإسرائيلية. وبحسب تصريح الشرطة، الذي اطلعت الكومبس على نسخة منه، سيجري التجمع أمام السفارة الإسرائيلية عند الساعة الثانية عصر غد الخميس. وعن دوافع تقديمه طلب الترخيص للتجمع، قال أحمد للكومبس إنه يريد لفت انتباه الرأي العام السويدي والدولي لممارسات الاحتلال الإسرائيلي بحق الفلسطينيين، خصوصاً سرقة الأراضي وبناء المستوطنات وأعمال التنكيل والقتل والتضييق على السكان ومنعهم من ممارسة حياتهم اليومية. أحمد قال إنه يحترم السويد وقيمها في حق حرية التعبير، مؤكداً أن تجمعه لا علاقة له إطلاقاً بالأديان، وأنه يحترم التوراة والإنجيل كما يحترم القرآن. وعن الرسائل التي يريد توجيهها من خلال تجمعه، قال أحمد إن الرسالة الأولى موجهة إلى الدول العربية التي قامت حكوماتها بتطبيع العلاقات مع إسرائيل. في حين أن الرسالة الثانية موجهة للحكومة السويدية الحالية التي يرى أنها تصمت عن ممارسات الاحتلال بعكس مواقف الحكومات السابقة التي أدانت بشكل واضح الممارسات الإسرائيلية ودعمت حق الفلسطينيين في تقرير مصيرهم.

خبر قد يكون ساراً لمستخدمي الأكياس البلاستيكية، وغير سار لمن تقلقهم التغيرات المناخية. اليوم أعلنت وزيرة البيئة رومينا بورمختاري إلغاء الضريبة على الأكياس البلاستيكية تماماً اعتباراً من نوفمبر العام المقبل. جدل كبير ثار في السويد حول هذه الضريبة منذ فرضها في العام 2020. وفي وقت سابق من هذا العام اقترحت الحكومة تخفيض الضريبة في ميزانية الخريف لهذا العام، في حين أعلنت الوزيرة اليوم إلغاءها تماماً. الوزيرة اعتبرت أن السويد تجاوزت هدف الاتحاد الأوروبي المتمثل في تقليل استهلاك البلاستيك بهامش جيد”. وأضافت أن الحكومة مقتنعة بأن الشعب السويدي يستخدم الأكياس البلاستيكية بحكمة في حياته اليومية. الإيرادات الضريبية ستنخفض بمقدار 650 مليون كرون سنوياً بعد إلغاء الضريبة. وكانت أسعار الأكياس تضاعفت في المتاجر بعد فرض الضريبة، لذلك ينتظر أن تعود إلى أسعارها الطبيعية بعد إلغاء الضريبة. وكانت السويد فرضت الضريبة استجابة لتوجيه الاتحاد الأوروبي الذي ينص على أنه يجب تخفيض استهلاك الأكياس البلاستيكية إلى 40 كيساً للشخص الواحد سنوياً بحلول العام 2025.

وقالت الوزيرة اليوم “لا يوجد أي فائدة من أن تكون باهظة الثمن”.

Alkompis Communication AB 559169-6140 © 2024.