حرب العصابات في السويد تحصد مزيداً من الضحايا

: 6/12/23, 5:53 PM
Updated: 6/12/23, 5:53 PM

نهاية أسبوع “قاتمة جداً جداً”. بهذا التعبير وصف رئيس الحكومة السويدية أولف كريسترشون، موجة العنف التي شهدتها البلاد خلال عطلة نهاية الأسبوع. حادثة إطلاق نار جماعي في فاشتا، حصدت ضحيتين حتى الآن بينهما فتى في الخامسة عشر من العمر، بينما يقبع مصابان برصاص العصابات في المستشفى، أحدهما يعاني من جراح خطيرة. الحادثة هّزت السويد من جديد، وأعادت أولوية قضية الأمن إلى النقاش السياسي، وكذلك احتلت صدارة مواقع التواصل الاجتماعي والقنوات وصفحات الصحف. وروى شهود عيان لحظات الرعب التي عاشوها مع أطفالهم حين كانوا يمرون في المكان، بعدما أطلق مسلحون أكثر من 20 طلقة تجاه المستهدفين. ولم تتضح بعد الدوافع وراء الحادثة، وسط حديث عن ارتباطها بحرب العصابات. رئيس الحكومة أعرب عن قلقه على الاتجاه الذي تسلكه بلاده جراء عنف العصابات، ولكنه أكد مضي الحكومة في سياستها الصارمة لمحاربة الجريمة المنظمة وعكس الاتجاه السائد حالياً. بينما استغل حليف الحكومة حزب ديمقراطيي السويد، الأمر، لتصعيد مطالبه بإقالة قائد الشرطة السويدية أندش ثورنبيري، ومؤكداً العمل لاستدعائه إلى لجنة العدل البرلمانية قريباً.

بينما تبدو الحكومة عاجزة أمام موجات العنف الإجرامية، اجتمعت اليوم استثنائياً وقررت تلبية مطلب أنقرة بترحيل مواطن تركي يُشتبه بعلاقته بحزب العمال الكردستاني. الحكومة قالت إن قرارها يتوافق مع تقييم المحكمة العليا السويدية، التي وافقت على مطالب النائب العام التركي، بإعادة المواطن المدان في بلاده بجرائم مخدرات. وأكدت وزارة العدل السويدية أنها أبلغت السلطات التركية بموافقتها على إعادة الرجل إلى بلاده. ومن المقرر أن يتم تسليمه خلال الأسابيع المقبلة. ويؤكد الرجل أن مطالبة تركيا لا تتعلق بالمخدرات إنما بنشاطه كمناصر لحزب العمال الكردستاني وعضو في حزب الشعوب الديمقراطي المحظور في تركيا. وكما كان قرار المحكمة العليا سابقة قضائية، يُعد قرار الحكومة، في توقيته وشكله سابقة سياسية، وسط تصاعد آمال ستوكهولم بضمها قريباً إلى حلف الناتو. ويأتي هذا بعد أيام على سابقة قضائية أخرى، أدانت فيها محكمة سويدية رجلاً بتمويل الإرهاب، بعد جمعه أموالا لصالح حزب العمال الكردستاني، المصنف إرهابياً.

ومن أروقة الحكومة والمحكمة العليا، إلى محكمة الاستئناف التي أصدرت اليوم حكماً، أسقطت بموجبه قرار الشرطة السويدية بحظر تجمعات حرق المصحف. الحكم الذي كان متوقعاً، أكد قراراً سابقاً للمحكمة الإدارية، بافتقاد الشرطة إلى المبرر القانوني لعدم منح التصاريح بحرق المصحف. ورفضت الشرطة الحكم الأول للمحكمة الإدارية، معتبرة أن تقييمها لمخاطر إقامة هذه التجمعات، جاء بالتوافق مع جهاز الأمن السويدي (سابو). غير أن طعن محكمة الاستئناف سيصعب مهمة الشرطة حالياً، وقد يجبرها على اللجوء إلى المحكمة العليا في حال إصرارها على الحظر المفروض. وكان خبراء قانونيون توقعوا سابقاً أن تصدر محكمة الاستئناف قراراً مماثلاً للمحكمة الإدارية، معتبرين أن منع تجمعات حرق المصحف يحتاج إلى تعديل القانون الحالي في السويد.

الخوف من الخدمات الاجتماعية، السوسيال، وعدم الثقة بالسلطات، يمنع عائلات مهاجرة من إرسال أطفالهم إلى الروضات. هذا ما أظهره تقرير للتلفزيون السويدي بيّن أن نحو 800 طفل في يوتيبوري تتراوح أعمارهم بين ثلاث وخمس سنوات لا يذهبون إلى روضات المدينة. وتحدثت عائلات من القادمين الجدد عن خوف ورعب جراء شائعات منتشرة حول سحب الأطفال، منعتهم من إرسال أطفالهم إلى الروضات. غير أن البلديات ستكون مجبرة مع بداية يوليو المقبل، على التدخل للوصول إلى الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين ثلاث وخمس سنوات ولا يذهبون إلى الروضة. وتُلزم أحكام جديدة في قانون التعليم البلديات على توفير أماكن في الروضات لجميع الأطفال الذين عاش أولياء أمورهم في السويد لمدة تقل عن خمس سنوات. ويهدف الأمر إلى تعزيز تطوير اللغة السويدية لدى الأطفال، ويترافق مع شكاوى متصاعدة من ضعف مدرسي لدى الطلاب المهاجرين، بسبب مستواهم في اللغة السويدية.

ومن لهيب السياسة والأمن، إلى الطبيعة والمناخ، وتصاعد المخاوف من صيف حار وجاف، بعد شتاء طويل وثلوج امتدت حتى بداية مايو. هيئة الأرصاد الجوية السويدية حذرت اليوم، من موجة حرّ، تتوقع أن تجتاح مناطق واسعة من البلاد خلال الأسبوع الحالي. وقالت الهيئة إن درجات الحرارة ستشهد ارتفاعاً يوم غد الثلاثاء، لتصل إلى 26 درجة مئوية في مناطق واسعة من البلاد. كما توقعت الهيئة أن ترتفع الحرارة بشكل أكبر بدءاً من الأربعاء لتصل إلى نحو 30 درجة مئوية. ورجّحت أن يستمر الطقس الحار والجاف والحرارة المرتفعة طيلة الأسبوع المقبل. الهيئة تحدثت عن ارتفاعٍ شديدٍ في خطر الحرائق مع ارتفاع الحرارة، وغياب المطر في السويد التي تغطي الغابات 70 بالمئة من مجمل مساحتها. وشهدت السويد أسوة بغيرها من مناطق العالم، ارتفاعاً متزايداً في درجات الحرارة خلال مواسم الصيف الأخيرة، ما يبعث القلق لدى السلطات والسكان من موسم حرائق جديد يشبه صيف 2018 الحار والجاف.

Alkompis Communication AB 559169-6140 © 2024.