الحرب على غزة مستمرة في قتل المدنيين وسط مخاوف من اتساع رقعتها بعد اغتيال نائب رئيس المكتب السياسي لحماس صالح العاروري في بيروت. في السويد، ما زال موقف الحكومة السويدية بتأييد ما أسمته حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها وفقاً للقانون الدولي يثير جدلاً يتسع يوماً بعد آخر. اليوم وجّه 15 خبيراً سويدياً في القانون الدولي رسالة مفتوحة إلى وزير الخارجية توبياس بيلستروم انتقدوا فيها تبرير الحكومة السويدية لموقفها من حرب إسرائيل في غزة بالاستناد إلى القانون الدولي. الخبراء اعتبروا في رسالتهم أن رد إسرائيل على هجوم 7 أكتوبر تخطى حق الدفاع عن النفس وبات مخالفاً للقانون الدولي لأن حربها على غزة كانت واسعة النطاق وغير انتقائية، وأدت إلى عدد كبير من الضحايا المدنيين. وتحدثوا عن ارتكاب اسرائيل لجرائم حرب واضحة في القطاع. وانتقد الخبراء استخدام الحكومة السويدية المتكرر لعبارة “في إطار القانون الدولي” في معرض تبرير موقفها من الحرب، معتبرين أن عليها التوقف عن استخدام هذه العبارة بعدما خالفت الحرب الاسرائيلية القانون الدولي كما انتهك احتلالها المستمر وممارساتها الاستيطانية بشكل هيكلي القانون الدولي وقوّض حل الدولتين. الخبراء عبّروا عن اعتقادهم بأن الحكومة وصلت الآن إلى نقطة يتعين فيها على السويد أن تقول أشياء أخرى إذا كانت لا تزال تريد أن تكون دولة تسير سياستها الخارجية وفق القانون الدولي. وقال أساتذة القانون الدولي إن الاستمرار في ترديد عبارة “الدفاع عن النفس ضمن القانون الدولي” لم يعد قابلاً للتطبيق ويظهر أن الحكومة لا ترى ما يحدث.
الانقسام السياسي الذي تشهده السويد بين اليمين واليسار يتعمق لدى الأجيال الجديدة، وهذه المرة على أساس الجنس. اليوم أظهر استطلاع أجراه مركز فاريان لصالح التلفزيون السويدي أن الفوارق بين الشبان والشابات تتعمق سياسياً، ففي حين يتجه مزيد من الشبان نحو أحزاب اليمين تميل الشابات للتصويت للأحزاب اليسارية. الفوارق زادت بين المجموعتين في العام 2023. وضمن الفئة العمرية بين 18 و29 عاماً حل حزب ديمقراطيي السويد إس دي أولا بين الشبان مع نسبة دعم زادت عن 28 بالمئة بينما حل حزب المحافظين ثانياً مع 21 بالمئة من الأصوات. واختار 58 بالمئة من الشبان أحزاب تيدو فيما صوت 35 بالمئة لأحزاب المعارضة. وبالمقابل، حل الحزب الاشتراكي الديمقراطي أولاً لدى الشابات من الفئة العمرية نفسها مع نسبة دعم بلغت 37 بالمئة، ثم حزب اليسار ثانياً بنسبة 17 بالمئة. واختارت سبعون بالمئة من الشابات أحزاب المعارضة مقابل 29 بالمئة لأحزاب تيدو. وتبدو المعارضة قوية بين الشابات السويديات لحزب إس دي. خبراء اعتبروا أن الاختلافات الكبيرة تعود إلى التقييم المختلف للجنسين تجاه القضايا الأساسية، إذ تهتم الشابات بشكل أكبر بقضايا المساواة والتعليم والرعاية الصحية بينما يهتم الشبان أكثر بقضايا الجريمة والهجرة.
التوقعات الاقتصادية مستمرة بتفاؤلها في السويد خلال العام الجديد. اليوم توقعت شركات الأغذية انخفاضاً في أسعار المواد الغذائية العام الحالي مع ارتفاع سعر صرف العملة السويدية. اتحاد شركات الأغذية اعتبر أن تحسن الكرون كان أفضل هدية في عيد الميلاد. وكان ضعف الكرون أحد الأسباب المهمة لارتفاع أسعار المواد الغذائية في السنوات الأخيرة. في حين شهدت العملة السويدية تحسناً في الفترة الأخيرة، الأمر الذي يزيد الآمال باستقرار الأسعار أو انخفاضها. شركات الأغذية تتوقع أن تستمر الزيادة في تكاليف إنتاج الغذاء، لكن بوتيرة أقل من قبل. ويبدو أن الوضع في السوق العالمية يستقر بعد بضع سنوات من التقلب. ولم يطرأ أي تغيير على مؤشر أسعار الغذاء الذي تضعه منظمة الفاو في نوفمبر مقارنة بأكتوبر، بانخفاض قدره 10.7 بالمئة عما كان عليه في نوفمبر 2022. وكانت أسعار السلع العالمية بلغت ذروتها في مارس 2022 إبان الحرب التي شنتها روسيا على أوكرانيا وتوقف صادرات الحبوب من البلاد. وانخفضت الأسعار منذ ذلك الحين تدريجياً، لكنها بقيت عند مستوى عالٍ تاريخياً.
إقرأ أيضا: السويد: تخفيض ساعات العمل لمواجهة رسوم ترامب
اقتصادياً أيضاً، يبدو أن قطاع العقارات أحد أشد القطاعات تأثراً بأزمة التضخم. ارتفاع أسعار الفائدة أدى إلى نوع من الركود في سوق الإسكان بالسويد خلال الأشهر الأخيرة، الأمر الذي أثّر بشكل حاد على الوسطاء العقاريين. تقرير صادر عن جمعية الوسطاء العقاريين أظهر أن ثلث العاملين في القطاع يفكرون بالبحث عن مسار وظيفي مختلف بزيادة قدرها 10 بالمئة عن العام السابق. ثمانية بالمئة من الوسطاء الذين شملهم الاستطلاع توقعوا أن يكسبوا ما بين صفر و150 ألف كرون فقط خلال العام الحالي. في حين توقع 37 بالمئة منهم أن يتراوح دخلهم بين 500 ألف ومليون كرون. ويحصل ستون بالمئة من أعضاء جمعية الوسطاء العقاريين على دخلهم عبر العمولات التي يتقاضونها من صفقات البيع فقط. رئيس قسم التحليل في جمعية الوسطاء يواكيم لوسينسكي قلل من المخاوف واعتبر أن التحدي الذي يمثله الوضع الحالي في قطاع السكن يفرض على العديد من الوسطاء البحث عن مصدر دخل آخر غير أنهم سيحتفظون برخصهم وسيعودون للعمل في القطاع عند تحسّن الأوضاع في السوق.
الصقيع حديث السويديين هذه الأيام. شمال البلاد شهد خلال الأيام القليلة الماضية موجة صقيع قارس تدنّت معها الحرارة إلى أدنى مستوياتها منذ خمسة وعشرين عاماً، فيما تتوقع هيئة الأرصاد الجوية أن تتجه الرياح الباردة جنوباً خلال الساعات المقبلة وأن تصل إلى ذروتها يومي الجمعة والسبت المقبلين. درجة البرودة وصلت في منطقة كفيكيوك 43,6 تحت الصفر الليلة الماضي، وهي الأدنى منذ بدء تسجيل الحرارة في القرن التاسع عشر. كما سجلت خمس مناطق أخرى شمالية درجات دون 40 تحت الصفر. خبراء الأرصاد أكدوا أن موجة الصقيع ستسيطر على السويد خلال الأيام القادمة، وأن الجو سيصبح بارداً جداً يومي الجمعة والسبت في جميع أنحاء البلاد، حيث يتوقع أن تتدنى الحرارة إلى ما بين 15 و18 درجة تحت الصفر في مناطق وسط السويد. هيئة الأرصاد حذّرت من أن أجزاء من يوتالاند وسفيالاند ستواجه جواً عاصفاً إلى حد ما مع هبوب رياح شرقية قوية تحمل معها كثيراً من الثلوج. سماكة الثلوج المتساقطة قد تصل إلى 20 سنتيميتراً في ستوكهولم، و30 سنتيمتراً في سكونا وبليكنغه وكالمار. وفي مدينة لوليو الشمالية عثرت الشرطة على جثة رجل ثلاثيني بين أكوام الثلج والجليد. وأشارت التحقيقات الاولية إلى أن الرجل تجمد حتى الموت بسبب موجة الصقيع. ولم تتضح الأسباب التي دفعت بالرجل الى البقاء خارجاً وسط برودة شديدة. الكومبس تتمنى لكم السلامة دائماً.