الكومبس- خاص: قبل نهاية العام الماضي قدم مجموعة من طلبة “جامعة يوتيبوري” الذين كانوا مسؤولين عن المخيم الطلابي الذي تمت إزالته في نوفمبر/ تشرين الثاني مقترحاً إلى اتحاد طلبة جامعتهم (Göta Studentkår) يقضي بتأكيد مطالبهم بضرورة الضغط على إدارة جامعة يوتيبوري بقطع جميع العلاقات الأكاديمية مع الجامعات الإسرائيلية، إضافةً إلى إدانتها رسمياً للحرب على غزة، على غرار ما فعلته الجامعة ذاتها بعد الحرب الروسية على أوكرانيا.

ووفقاً لطلبة شاركوا في اجتماع اتحاد الطلبة الذي دام أكثر من 4 ساعات، فقد جاءت نتيجة التصويت لصالح مقترحات الطلبة، وبهذا يكون إتحاد طلبة جامعة يوتيبوري (Göta)، وهو ثاني أكبر اتحاد للطلبة في السويد، قد تبنى رسمياً مقترحات الطلبة، حيث نشر الاتحاد على صفحته الرسمية “البروتوكول” الخاص بالاجتماع الأخير الذي حصل مع الطلبة، ونصَّ البيان على ما يلي:

  • أن يتخذ اتحاد طلاب (Göta) موقفاً بشأن قيام جامعة يوتيبوري بإنهاء تعاونها مع المؤسسات الإسرائيلية التي تدعم أو تسهم في انتهاكات القانون الدولي وحقوق الإنسان.
  • أن يدعو اتحاد طلاب (Göta) جامعة يوتيبوري إلى إدانة جرائم الحرب والإبادة الجماعية المستمرة في فلسطين علناً.
  • أن يطالب اتحاد الطلاب (Göta) جامعة يوتيبوري بإدخال تدابير دعم خاصة للباحثين والطلاب الفلسطينيين، مع التركيز على السلامة والفرص لمواصلة تعليمهم وأبحاثهم.
  • أن يطالب إتحاد الطلاب (Göta) جامعة يوتيبوري بتقديم تدابير دعم لجميع الطلاب والباحثين في الجامعة في الحالات التي تؤثر فيها الصراعات في العالم المحيط سلباً على رفاهية الطلاب والباحثين وفرصهم في مواصلة التعليم والعمل.
  • أن يقوم مجلس الاتحاد بتعيين مجموعة عمل تعمل على أساس آراء الطلاب حول كيفية عمل اتحاد طلاب اتحاد الطلاب (Göta) بشأن هذه القضية.
  • أن يعمل اتحاد الطلاب (Göta) على ضمان حصول الطلاب على تأثير أكبر في القرارات المتعلقة بالتعاون الدولي للجامعة.

يتكون الاتحاد الرئيسي لطلبة جامعة يوتيبوري (GUS) من أربعة اتحادات طلبة فرعية بحسب الجامعات والمؤسسات التعليمية التي ينتمي إليها الطلبة، وهي اتحاد طلاب “يوتا” (Göta) المذكور أعلاه، واتحاد طلاب كلية يوتيبوري للاقتصاد (HHGS)، واتحاد الفنون (Konstkåren)، إضافة إلى اتحاد طلاب “أكاديمية سالغرينسكا” (SAKS). وعند سؤال غسان عللوه، وهو أحد طلبة جامعة يوتيبوري عما إن كانت هناك تحركات مشابهة للاتحادات الأخرى في الجامعة نفسها تدعو لوقف العلاقات الأكاديمية مع الجامعات الإسرائيلية قال “إن هذا الأمر هو إنجازٌ كبير لجميع الجهود التي بذلناها منذ بدء الحركة الطلابية في الجامعة نتيجة الحرب على غزة، وبما أن اتحاد “يوتا” هو الأكبر في جامعة يوتيبوري فسيصبح من السهل على الاتحادات الأخرى أن تتبنى مثل هذه الاقتراحات، نحن نعمل على هذا الأمر ونتعاون مع الأطراف المسؤولة عن ذلك”.

وأضاف “إن الجامعة تعزو صعوبة قطع تعاونها مع الجامعات الإسرائيلية إلى التزامها بالاتفاقات والمعاهدات التي أبرمها الاتحاد الأوروبي، لكن وفقاً للمادة الرابعة عشرة من قانون المنح المالية الصادر عن المفوضية الأوروبية للعام 2024 فإنه يحق للجامعات أن تنهي تعاونها مع أي جامعة أخرى من أي جهة كانت إذا كانت هذه الجهة أو المؤسسة ترتكب خرقاً ضد القانون الدولي لحقوق الإنسان، ورغم هذا فإن إدارة الجامعة لا تزال ترفض مراجعة اتفاقياتها مع الجامعات الإسرائيلية”.

مراسلات تثير الجدل

وكانت مراسلات بين الناطق الرسمي باسم المخيم الطلابي لـ”جامعة يوتيبوري”، طه خطاب، ورئيسة جامعة يوتيبوري، مالين بروبيري، لفتت نظر الإعلام السويدي كصحيفتي “يوتيبوري بوستن”، و“داغينز نيهيتر”. حيث اعتبرت مديرة الجامعة هذه المراسلات بمثابة “تهديدٍ من قبل الطلبة” بسبب احتوائها كلمات مثل “التحذير الأخير”، و”اتخاذ تدابير لا يمكن تجاهلها”، إذ قالت إن هذه الرسائل تحتوي على عبارات “جديدة” و”مهددة”، وفقاً لحديثها مع صحيفة “يوتيبوري بوستن”، لكن الشرطة أغلقت التحقيق الأولي في هذه المراسلات بسبب “عدم تضمنها أي تهديدات غير قانونية” وفقاً للصحيفة ذاتها.

وبحسب عدد من الطلبة فإن الهدف من المراسلات كان الحصول على قائمة تشمل أسماء الجامعات الإسرائيلية التي تتعاون معها جامعة يوتيبوري، حيث أفاد الطلبة أنهم وبعد تصعيد الأمر بينهم وبين الجامعة حصلوا على قائمة تحتوي أسماء الجامعات الإسرائيلية، ونشروها على صفحتهم الرسمية على “إنستغرام”. وقال غسان عللوه إن هذه المراسلات “كشفت العديد من الأمور التي لا يعلمها كل الطلاب حول حجم الدعم المالي والمعنوي الكبير للباحثين من القادمين من أوكرانيا مقارنة بالباحثين الآخرين في الجامعة ذاتها”.

وعن المراسلات والتقدم الأخير الذي حققه الطلاب بعد أن تبني اتحاد طلبة جامعة يوتيبوري (Göta) اقتراحاتهم، قال الطالب والناشط الفلسطيني طه خطاب للكومبس “بتحقيقنا هذا الإنجاز أصبحنا نؤمن بديمقراطية حق الاختيار ضمن المؤسسات الأكاديمية، فقد شعرنا خلال التصويت على مقترحنا وكأننا في انتخابات البرلمان، وبسبب تأييد الأغلبية من أعضاء الاتحاد لمقترحاتنا فقد حُسمت النتيجة لصالحنا رغم وجود بعض الأشخاص الذين حاولوا تقديم اقتراحٍ مضاد. هذا الأمر يثبت أن نشاطنا حول دعم القضية الفلسطينية لا يقع خارج إطار القانون”.

وعن المراسلات التي حصلت بينه وبين مديرة الجامعة، قال طه “الأمر انتهى الآن بعدما حسمت الشرطة الأمر بعدم وجود أي تهديد من جانبنا. كان تعاون القسم الأمني في الجامعة جيداً جداً بهذا الشأن. ورغم كل هذا فإن موافقة اتحاد الطلبة على مقترحاتنا بشأن قطع العلاقات مع الجامعات الإسرائلية إنجاز تاريخي ونأمل أن يحدث فرقاً مع إدارة الجامعة”.

رد جامعة يوتيبوري

وتواصلت الكومبس مع رئيسة الجامعة وسألتها عما إن كان هناك إجراءات ستتخذها الجامعة بعد تبني مقترح الطلبة بشكل رسمي من قبل اتحاد الطلبة، وهل بدأت الجامعة حواراً مع الطلبة حول هذه النقاط. وما زالت الكومبس بانتظار الرد من رئيسة الجامعة حتى تاريخ نشر هذا المقال.

يذكر أن طلبة “جامعة شالمش” في يوتيبوري كانوا قد قدموا أيضاً مطالبَ مشابهة لإدارة جامعتهم، حيث أكدوا رغبتهم بقطع جميع العلاقات الأكاديمية مع المؤسسات والمعاهد الإسرائيلية وفقَ المقابلة التي أجرتها معهم الكومبس سابقاً.

راما الشعباني

يوتيبوري