العيسى لصحيفة سويدية: الحوار والتسامح كفيل بحل مشاكل المهاجرين

: 11/20/22, 1:48 PM
Updated: 11/20/22, 2:39 PM
من صحيفة أفتونبلادت
من صحيفة أفتونبلادت

الكومبس – صحافة: تحت عنوان رئيس أقوى المنظمات الإسلامية يتحدث عن نيانس والـ SD : أجرت صحيفة أفتونبلادت السويدية، في الرياض، حواراً مع الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي، محمد بن عبد الكريم العيسى.

ودعت الرابطة العديد من الصحفيين حول العالم، للحديث وإبداء الرأي حول التطورات في المملكة العربية السعودية والعالم الخارجي.

وكانت صحيفة افتونبلاديت، الصحيفة السويدية اليومية الوحيدة التي تواجدت هناك.

ويقول مراسل الصحيفة الذي أجرى الحوار معه، ” إن العيسى كان يرتدي ثوباً أبيضاً وقد حيّانا عند وصوله إلى غرفة الاجتماعات الكبرى بمكتب رابطة العالم الإسلامي في العاصمة الرياض بوضع كفيه أمام صدره قبل أن يصافحنا بحرارة.

ووفق الصحيفة، فإنه وبشكل عام، يبدو أن الأمين العام لإحدى أقوى المنظمات الإسلامية في العالم متواضعا بشكل واضح، ويتمتع بالطيبة نوعا ما مع الصحفيين. وهذا في تناقض صارخ مع نهج القيادة السياسية في المملكة العربية السعودية حسب الأفتونبلادت، حيث يقع الصحفيون الذين يرتكبون الأخطاء ضحايا لجرائم قتل، كما تم إعدام 81 شخصًا في وقت سابق من هذا الربيع في يوم واحد ، فيما زج بأمهات الأطفال الصغار اللواتي غردن عن دعم حقوق الإنسان في السجون لعقود.

وأشارت الصحيفة أيضاً إلى أنه تحت قيادة العيسى، أصبحت رابطة العالم الإسلامي في وقت قصير، قوة للإجماع بين الأديان والتواصل مع الجماعات اليهودية والمسيحية ، وكذلك الأقليات الإسلامية في المملكة العربية السعودية.

كما أشارت الأفتونبلادت إلى أن محمد العيسى، قاد قبل بضع سنوات أكبر وفد إسلامي على الإطلاق لزيارة معسكر اعتقال أوشفيتز النازي، كما زار السويد مرتين، مرة لاستلام جائزة بناء الجسور، وفي الزيارة الأخرى للمشاركة في مؤتمر حول الاتجار بالبشر في ستوكهولم.

يقول العيسى، “أنا حريص للغاية وقلق على الأقليات في جميع أنحاء العالم، سواء كانت دينية أو عرقية أو أقليات أخرى”.

ولدى سؤاله عما سمتها الصحيفة، التوترات بين المهاجرين والسويديين الأصليين التي ظهرت مؤخراً؟ أجاب:

“الأطراف التي لا تحترم القوانين قد تجمع أشخاصًا رجعيين حقًا ويمكن أن يكون من الصعب إجراء محادثات معهم، لكن نحن بحاجة إلى حوار وخلق الفهم والمعرفة “.

وخلال اللقاء، تناول مراسل الصحيفة ما يقال عن السويد من جهة، بأن حزب ديمقراطي السويد والأحزاب اليمنية تصعب الكثير من الأمور على المهاجرين وتعاقبهم، ومن جهة أخرى ما يقوله حزب نيانس بأن المسلمين في السويد يوضعون في السجن دون محاكمة وأن الخدمات الاجتماعية تأخذ أطفال المهاجرين دون سبب، لكن محمد العيسى يدعو مرة أخرى للحوار بغض النظر عن الحزب الذي يدعم هذه الأقاويل ذلك قائلاً:

“لدينا خبرة في أشياء من هذا القبيل مع اليمين في أوروبا ومنها الجماعات اليمينية المتطرفة للغاية. وأكد أنه الآن، بعد أن جلسنا وتحدثنا معهم، أصبحوا أصدقائنا”.

ولا يريد العيسى أن يذكر بالتحديد المنظمات والأحزاب من أقصى اليمين الأوروبي الذي أجرى حوارًا معها ، لكنه يقول إنهم كانوا ودودين واستمعوا إلى نصائحه عندما التقوا فيه حين زار دولهم.

وتابع، “يجب ألا نسيء فهمهم. إنهم جزء من الشعب وطنيون للغاية ويحبون بلدهم ومن حقهم حماية وطنهم. بالطبع، عليهم أيضًا واجب حماية حقوق الإنسان. يجب أن يكون لدينا توازن بين ذلك. لا ينبغي أن نكون متطرفين”.

وحول ما يردده حزب نيانس، يعتقد زعيم رابطة العالم الإسلامي أن مسؤولية نيانس تعتمد على التصريحات التي أدلى بها مسؤولوه وكيف فسروا وضع الأقليات الدينية في السويد.

وقال، “ربما ليس لديهم قيادة حكيمة، أو ربما لديهم فكرة خاطئة عن الإسلام؟ “. ويتساءل، “يمكننا أن نسأل أنفسنا لماذا لا يوجد في دول أخرى أحزاب مماثلة في نفس هذا الاتجاه”.

وتقول الصحيفة السويدية، إنه على الرغم من أن الدولة السعودية حتى وقت قريب كانت تمول المساجد والمشاريع الأخرى في العالم ضمن إطار اتهامها بنشر الفكر الوهابي، إلا أن العيسى يدعو إلى احترام ثقافة كل دولة وقوانينها الخاصة.

وقال، “أنا مقتنع تمامًا بأن للسويد دستورًا قويًا للغاية وأن هناك أشخاصاً يعملون على حمايته…إذا لم يتعلم الشخص من المدرسة والأسرة، فإن القانون هو ما سيعلمه. وكل بلد يمنحك الخيار”.

ويتابع محمد العيسى، إذا لم تتبع القانون، “فيجب تطبيق القانون بالقوة”، لأنه “لا ينبغي ترك الدول في حالة من الفوضى”.

ولدى سؤال الصحيفة عن مجرمي العصابات الذين يتسببون بأعمال شغب وكيفية غرس القيم الوطنية في نفوسهم ونشر الوعي بينهم؟ أجاب:

“يتطلب الوصول إلى مجرمي العصابات وغيرهم التزاماً، ليس أقله من الأشخاص المقربين منهم. على سبيل المثال، إذا كان المجرمون من خلفيات دينية، فيجب على القادة الدينيين أن يلعبوا دورًا وأن يؤثروا عليهم”.

وتابع، “الخطب الدينية، وصلاة الجمعة، وتعليم الأئمة جميعها لها دور مهم تلعبه – فبعضها يمكن أن يؤثر، ولكن إذا لم يكونوا متأثرين بالدين ، فنحن بحاجة إلى العمل مع والديهم أو أولياء أمورهم”.

وذكرت أفتونبلادت، أن إحدى المشاريع الرئيسية لمحمد بن عبد الكريم العيسى خلال فترة توليه منصب الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي هي، زيادة تمثيل المرأة في الرابطة. وبشكل عام، لا تزال المملكة العربية السعودية تُعتبر واحدة من أكثر البلدان التي تفتقر إلى المساواة بين الجنسين في العالم، حسب الصحيفة السويدية، على الرغم من تنفيذ العديد من الإصلاحات في السنوات الأخيرة. ومع ذلك، فإن العيسى متفائل للغاية بشأن الوضع الذي استجد الآن في البلاد.

وقال، “أعتقد أن المرأة في المملكة العربية السعودية هي الآن جزء من جميع القطاعات. فهناك وزيرات في الحكومة. وهن يعملن في العديد من القطاعات الهامة والحيوية، والمنظمات الرائدة، وعضوات المجالس ويعملن كسفيرات”.

وتشير تقارير عدة، حسب الصحيفة السويدية، إلى أن المرأة السعودية تتقاضى نصف ما يتقاضاه زملائها من الذكور في العمل بسبب، قلة الخبرة الوظيفية وانخفاض التعليم لديها، وفي هذا الإطار، قال العيسى، “على مستوى القطاع الحكومي لا يوجد مثل هذا التمييز…تتمتع المرأة في المملكة العربية السعودية بهذه الخاصية الفريدة المتمثلة في عدم وجود تمييز في الأجر لمجرد كونهن نساء! يجعلنا فريدين من بقية العالم. أن تحصل المرأة على نفس أجر الرجل”.

فيما وجه العيسى سؤالا مضادا لمراسل أفتونبلادت قائلاً له، لدي سؤال لكم في المقابل.. ألا يوجد في السويد أيضاً عدم مساواة بين الجنسين في الأجور؟

Source: www.aftonbladet.se

Alkompis Communication AB 559169-6140 © 2024.