الكومبس – اقتصاد: اختلفت تقديرات البنوك الكبرى في السويد بشأن عدد تخفيضات الفائدة المتوقعة خلال العام الجاري. ففي حين توقع بنك “نورديا” إجراء تخفيضين إضافيين، رأى Handelsbanken أن البنك المركزي السويدي سيكتفي بتخفيض واحد فقط. ومع ذلك، فإن كلا البنكين يتوقعان أن تتعزز القدرة الشرائية للأسر خلال العام.
وفي تقريره الاقتصادي، رسم بنك “نورديا” صورة أكثر إشراقاً للأسر السويدية، على الرغم من أن عدم الاستقرار السياسي في عدة دول، بما في ذلك الولايات المتحدة، قد يؤثر على الاقتصاد السويدي. وتوقع أن تؤدي تخفيضات الفائدة إلى تحسين أوضاع الأسر السويدية بعد فترة صعبة.
وتوقع أن يجري البنك المركزي السويدي تخفيضين إضافيين للفائدة قبل الصيف، مما سيؤدي إلى وصول سعر الفائدة الأساسي إلى 2 بالمئة. وهذا بناءً على توقع أن التضخم وفقاً لمؤشر KPIF سيبقى منخفضاً عند 1.8 بالمئة كمتوسط سنوي، وهو أقل من هدف التضخم البالغ 2.0 بالمئة للبنك المركزي.
وقالت كبيرة الاقتصاديين في البنك، أنيكا فينست، “الآن فقط بدأت معدلات الفائدة تنخفض بشكل ملموس للأسر والشركات. الفوائد المنخفضة تجعل التوقعات الاقتصادية للسويد أفضل مقارنة بالعديد من الدول الأخرى.”
واعتبر بنك “نورديا” أن الاقتصاد السويدي تجاوز ذورة الأزمة، حيث أن نسبة البطالة ستستقر عند 8.4 بالمئة هذا العام، ثم تبدأ في الانخفاض في السنوات القادمة.
توقعات أخرى أكثر حذراً
على الجانب الآخر، اتخذ Handelsbanken موقفاً أكثر حذراً في تقريره الاقتصادي، وتوقع تخفيضاً واحداً إضافياً للفائدة هذا العام، وأن يتوقف خفض الفائدة بعدها. كما خفض البنك توقعاته لنمو الاقتصاد السويدي وحذّر من خطر موجة جديدة من التضخم. ولكنه رغم ذلك توقّع أن يشهد الاقتصاد السويدي انتعاشاً هذا العام.
وقالت كبيرة الاقتصاديين في Handelsbanken، كريستينا نيمان، “نتوقع أن الأسر ستستمر في ادخار جزء أكبر من دخلها مقارنة بما قبل ارتفاع الفائدة. لكن النمو القوي في الدخل يمنح مساحة لزيادة الاستهلاك هذا العام.”
أما فيما يتعلق بسوق الإسكان، فأشارت كلا المؤسستين إلى وجود علامات واضحة على التعافي. وتوقّع Handelsbanken زيادة في أسعار المنازل بنسبة 6 بالمئة مقارنة بالعام الماضي، في حين رأى بنك “نورديا” أن الأسعار ستتحسن لكنها لن تعود إلى مستويات 2022–2023.
واعتبر بنك “نورديا” أن صدمات التضخم وأسعار الفائدة في السنوات الأخيرة تركت عواقب سلبية أكبر على الاقتصاد في عدة جوانب مقارنة بجائحة كورونا.