الكومبس – أخبار السويد: كشفت صحيفة أفتونبلادت أن شبكة روسية تقوم بشراء قطع أراض في المدخل الشمالي لأرخبيل ستوكهولم من خلال أقارب، وأن الشبكة متورطة في مخطط واسع النطاق لغسيل الأموال، وترتبط بأحد مراكز الاستخبارات للنظام الروسي في السويد.
وفي شهر نوفمبر الماضي، أرسلت الشرطة المالية تحذيراً شديد اللهجة إلى القطاع المصرفي السويدي، محذرة في تقرير لها من انتشار الجريمة المنظمة على نطاق واسع وارتكازها على شبكات ناطقة بالروسية في السويد. ويتضمن ذلك غسيل أموال منظم من خلال فواتير مزورة وهويات مزيفة وشركات مرتبطة بشبكات كبيرة حيث يتم تقديم غسيل الأموال كخدمة مقابل عمولة. وأن الأرباح الإجرامية يتم توجيهها في أغلب الأحيان إلى الخارج.
واستند تقرير الشرطة المالية إلى نحو 200 تقرير عن أنشطة مشبوهة، إلى حد وصف الأشخاص من البلدان الناطقة بالروسية كعامل خطر يجب على الجهات الرقابية والبنوك مراقبته.
وقالت مديرة الشرطة المالية لينا بالمكلينت لأفتونبلادت “هذا أمر خطير وهناك مبالغ ضخمة من المال تتدفق في آلة غسيل الأموال هذه. لقد تلاعبوا بالنظام”. مشيرة إلى أن الشبكات الناطقة بالروسية يمكن أيضاً استخدامها للالتفاف على العقوبات الصادرة ضد دول أو أفراد.
خمسيني بدور محوري
وبحسب الصحيفة فإن الشبكات الإجرامية الناطقة باللغة الروسية ليست فريدة من نوعها عندما يتعلق الأمر بالانخراط في غسيل الأموال، لكن النطاق المكشوف عنه بارز جداً.
وكشفت الصحيفة بأن إحدى الشبكات الناطقة بالروسية والمرتبطة بغسيل الأموال ومنصة لعمل استخبارات النظام الروسي في السويد قد اشترت قطع أرض، بما في ذلك عند مدخل أرخبيل ستوكهولم الشمالي. وأن رجل يبلغ من العمر 54 عاماً له دور مركزي في الشبكة.
وجاء الرجل إلى السويد في سن 18 عاماً من الاتحاد السوفيتي، وفي عام 1989 تقدم بطلب للحصول على تصريح الإقامة والعمل في السويد، ولكن تم رفض الطلب من قبل مصلحة الهجرة السويدية، ثم تقدم باستئناف لدى الحكومة، وفي عام 1991 ألغت وزيرة العمل آنذاك منى سالين القرارات السابقة ومنحت الرجل تصريح إقامة. وبعد فترة وجيزة، أصبحت إستونيا دولة مستقلة، وأصبحت إقامة الرجل في السويد دائمة فيما بعد.
ليست كباقي الكنائس
وبعد مرور حوالي 30 عاماً من حصوله على الإقامة وتأسيسه شركة إنشائية سويدية، شارك في بناء مبنى كنيسة جديد في فيستروس للكنيسة الأرثوذكسية الروسية. لكنها ليست كباقي الكنائس، وفقاً للصحيفة، حيث ينظر إليها في السويد باعتبارها طرفاً فاعلاً لدى النظام الروسي.
وفي عام 2022، أصدرت الشرطة الأمنية سابو بياناً أكد أن الكنسية تتلقى تمويلاً كبيراً من الدولة الروسية، وتم منذ ذلك الحين سحب الدعم الحكومي السويدي للكنيسة الأرثوذكسية الروسية.
وقالت كارين لوتز المتحدثة الصحفية باسم الشرطة الأمنية “إن الدولة الروسية تستخدم الكنيسة الأرثوذكسية الروسية كمنصة لجمع المعلومات الاستخباراتية والتأثير، سواء ضد الأفراد في الشتات الروسي أو ضد السويد بشكل عام”.
وأثارت الكنيسة الأرثوذكسية الروسية الجدل، ليس فقط بسبب ارتباطها بالاستخبارات الروسية، ولكن أيضاً لأن كاهنها أدين بارتكاب احتيال محاسبي خطير وتم منعه من النشاط التجاري لفترة من الوقت بعد ذلك، وهو حاصل على ميدالية من قبل جهاز الاستخبارات الروسي. كما كشف عن أن تمويل مبنى الكنيسة تم من قبل شركة الطاقة النووية الروسية الحكومية روساتوم.
أراضي في مواقع استراتيجية
ووفق تقرير أفتونبلادت فإن شبكة الرجل الخمسيني أظهرت اتصالات مع أشخاص ناطقين بالروسية أدينوا بارتكاب جرائم مالية في السويد، وتم تحويل مبالغ بالملايين من خلال البنوك السويدية الكبرى. كما يمتلك عقاراً غير مبني في أوبسالا إلى جانب ثلاثة رجال آخرين، متورطين بجرائم اقتصادية وغسيل أموال وفواتير مزورة ويمتلكون قطع أراض في مواقع مختلفة من السويد إلى جانب شراء أقارب لهم أراض أخرى في جزر مختلفة من المدخل الشمالي لأرخبيل ستوكهولم.
وحول ملكية الأراضي في أحد المعابر القليلة في الأرخبيل قال باتريك أوكسانين، الخبير في السياسة الأمنية في مركز أبحاث Frivärld لأفتونبلادت “نرى أن هناك نمطاً بين غسيل الأموال الروسي والاستحواذ على الممتلكات. إن الأمر قد يتعلق بقطع أراضٍ في مواقع استراتيجية يمكن أن تستخدمها روسيا في حالة أمنية أسوأ”.
وشهدت فنلندا نمطاً مشابهاً من عمليات شراء أراضي في مواقع استراتيجية في الأرخبيل خارج توركو، مرتبطة برجال أعمال روس وقضايا غسيل أموال.
وأكد أوكسانين “يمكن النظر إلى روسيا باعتبارها منظمة إجرامية حيث تتشابك شبكات الجريمة المنظمة مع أجهزة الاستخبارات والأمن الروسية، وحيث يمكن للجماعات الإجرامية، مثلاً، تقديم خدمات لروسيا، مثل التمويل أو المساعدة بشكل ملموس في التخريب”.
حادثة المصعد
وكشفت الصحيفة أيضاً أن أحد أقارب الرجل البالغ من العمر 54 عاماً يعمل مطوراً للبرمجيات في مجال صناعة الدفاع بالسويد. وقال لأفتونبلادت إنه لا يعلم شيئاً عن ارتباط الرجل بالدولة الروسية، وأنهم يلتقون قليلاً بشكل مقطع في أحد أعياد الميلاد مثلاً.
يشار إلى أن شركة البناء، التي يرأسها الرجل (54 عاماً) كانت متورطة وفقاً لأفتونبلادت في حادث مصعد البناء المميت الذي أدى إلى وفاة خمسة أشخاص بمنطقة سوندبيباري بستوكهولم في ديسمبر 2022.