الكومبس – خاص: قد يكون مجمع روسنغورد التجاري أو “روسنغورد سينتروم” مثالاً واضحاً على التنوع الثقافي والاجتماعي في مدينة مالمو حيث يشعر المرء عند دخوله المجمع كأنه خارج السويد في رحلة الى الشرق بتنوعه وجماله، فصار المجمع أشبه بعلامة فارقة في المدينة أو كما وصفه أحد زبائنه “شامة جميلة على خد مالمو”.

في المجمع التجاري تمتزج روائح العطور والبخور مع رائحة الأطعمة والتوابل الصادرة من المطاعم لتشكل فسيفساء قادمة من الشرق بسحره وروائحه وألوانه.

روسنغورد سينتروم مجمع تجاري مغلق يحتوي على كثير من المحلات التجارية من ثقافات وبلاد مختلفة من الشرق الأوسط، وأفريقيا و أوروبا الشرقية. محلات عربية وأخرى ألبانية وصومالية وتركية، وغيرها من المحلات التي تعمل بشكل يومي وتقدم بضائعها لسكان منطقة روسنغورد والمناطق المجاورة، ما يسّهل الحياة على السكان وخصوصاً من لايجيدون التحدث باللغة السويدية. كما يضم المجمع دوائر حكومية مثل مكتب العمل (Arbetsförmedlingen)، ومصلحة الضرئب (Skatteverket)، وصندوق التأمينات الاجتماعية (Försäkringskassan) وهيئة التقاعد (Pensionsmyndigheten)، ومكتب بلدية مالمو (Malmö stad).

كل هذه الدوائر الحكومية توجد في مكان واحد وسط المجمع، في حين تمتد مكتبة روسنغورد في نهاية المجمع بطوابقها الثلاثة الحديثة.

الكومبس تجولت في “روسينغورد سينتروم” والتقت عدداً من أصحاب المحلات والشركات التجارية هناك للاطلاع على سير العمل في المجمع كما التقت عدد من العُمال و الزبائن.

معظم أصحاب المحلات اشتكوا من ارتفاع مبالغ الإيجارات الشهرية للمحلات التي تفرضها شركة تريانو (Triano) الخاصة، حيث رفعت مؤخراً الإيجارات الشهرية للمحلات، ما بات يشكل “حِملاً ثقيلً”ا على المستأجرين خصوصاً أصحاب المحلات الصغيرة. على حد قولهم.

بشير، صاحب أحد المحلات في المجمع

بشير صاحب أحد المحلات في المركز التجاري سينتروم قال إنه يدفع 33 ألفاً و400 كرون شهرياً إضافة إلى الكهرباء والماء والنت، معبّراً عن استيائه من معاملة الشركة المالكة عندما حصل عطل في القفل الرئيسي لمحله لأن الشركة حمّلته تكاليف الصيانة ولم تساعده بشيء، حسب قوله. كما قال إن أصحاب المحلات لم يحصلوا على أي تعويض عندما حدث عطل في التيار الكهربائي وتم قطع الكهرباء عن المجمع لمدة ساعتين ونصف.

وفي الوقت نفسه، قال بشير إن الشركة المالكة تُقدم خدمات جيدة مثل النظافة العامة ونظافة المداخل والممرات، متمنياً تغيير آليه العمل في لوحات الاعلانات داخل المجمع حيث أنه كمستثمر لايحق له عرض منتجاته مع الأسعار بناءً على تعلميات الشركة المالكة، ويقتصر الاعلان على اسم المحل فقط.

في حين تحدث هادي، الشاب العشريني الذي يعمل في روسنغورد سينتروم، عن نقص في الخدمات داخل المجمع
مثل النظافة العامة و نظافة المرافق العامة، حيث تفتقر الحمامات للمناديل الورقية ولنظافة الأرضيات في بعض الأحيان، مشيراً إلى أن العمال يعانون في الصيف من ارتفاع درجات الحرارة، وفي الشتاء من البرد لأن المكيفات لاتعمل كما يجب.

إحدى الموظفات قالت إن مشكلة النظافة لاتقع على عاتق ادارة المجمع فقط بل هي مسؤولية الجميع، الإدارة والعمال والزبائن أيضاً، معتبرة أن “معظمهم لايلتزم بالنظافة حيث يرمون الأوساخ والمناديل الورقية بشكل عشوائي”، الأمر الذي أيده صاحب أحد المحلات أيضاً.

غزوان الذي يعمل في محل لبيع العطور والبخور تمنى أن تكون الأمور أفضل من حيث التنوع بالمحلات التي يفتقدها السينتروم كوجود الشركات السويدية المعروفة، وأن تكون ديكورات المجمع أكثر حداثة على نمط مجمعات مالمو الأخرى.

يوسف من سكان روسنغورد وقال إن المجمع يوفر عليه كثيراً من المشاوير اليومية بسبب قربه من منزله ووجود محلات خضار ولحوم حلال وسوبر ماركت متنوعة إضافة إلى محلات الألبسة والأحذية، كما أن الأسعار “نوعاً ما مقبولة وتناسب سكان المنطقة من أصحاب الدخل المحدود”.

لا شركات سويدية

على الطرف المقابل، قال Nusret Haruni من شركة تريانو المالكة للمجمع إن رفع الإيجار الشهري للمحلات يعود إلى ارتفاع معدل التضخم في البلاد، مشيراً إلى أن معظم شركات العقارات و السكن في السويد رفعت مبالغ الإيجار.

وعن النظافة داخل المجمع، قال Nusret إنه شخصياً يشرف على عمال النظافة بحيث يتم تنظيف الممرات والحمامات والمرافق بشكل دوري صباحاً ومساء ووضع المناديل الورقية بشكل يومي في جميع المرافق الصحية داخل المجمع، لكنه اعتبر أن “الزبائن لايلتزمون كثيراً بالقواعد العامة للنظافة”.
ووعن سبب عدم وجود شركات سويدية داخل المجمع، قال نوصرت إن “الشركات السويدية غير متحمسة للعمل في روسينغورد سينتروم. وحاولت الشركة المالكة إقناع بعض الشركات لكنها لم تنجح”.

بين المالك والمستأجر والزبون والزائر قصص ترويها محلات روسينغورد سينتروم في مجمع يقع جغرافياً في الغرب لكنه ينتمى ثقافياً للشرق ليشكل شرياناً حيوياً لمنطقة روسنغورد.

شادي فرح

روسنغورد مالمو

#Rosengård