الكومبس ـ خاص: من المعتاد بين العائلات من أصول مهاجرة تداول القصص التي يتولى فيها السوسيال الرعاية القسرية للأطفال. لكن من غير المألوف تداول حالات لا يقبل السوسيال بوضع الطفل في مراكز حماية الشباب تلبيةً لرغبة الوالدين.
تواصل نصر (اسم مستعار) وزوجته مع السوسيال العام الماضي ليعلمهم عن وضع ابنتهما ( سمر) البالغة من العمر آنذاك 14 عاماً ويطلب منهم مساعدتهما في التعامل معها لأنها عنيدة جداً و تتحدى والديها في كثير من الأمور.
وحاولت دائرة الخدمات الإجتماعية، توجيه الوالدين وابنتهما وإرشادهما عبر اجتماعات متتالية مع العائلة كما خضع الوالدان لمساعدة من قبل föräldrastöd التابعة لبلدية يونشوبينغ.
قامت مدرسة سمر العام الماضي بتقديم بلاغ قلق للسوسيال بحق نصر بتهمة ضربها ولكن السوسيال كان على علم بكل المشاكل الأسرية وبحالة سمر وأعلمهم بكذبها بل وحاول إلزامها بدورات توجيهية لديه.
بعد عدة جلسات مع الأخصائيين أصبحت الأمور أفضل ولكن بعدة عدة أشهر بدأت المشاكل التي شعر الوالدين بصعوبة في التعامل معها وهي بقاء سمر خارج المنزل أياماً عدة وجوالها مغلق مما تسبب لهم بشعور الخوف عليها واضطرهم للتواصل مع السوسيال وإعلامهم بذلك.
بعد خروج سمر عدة أيام عادت إلى المنزل واعتذرت ولكن لم يفي ذلك بالغرض لأنها عادت وتصرفت نفس الشيء بعد فترة من الزمن مما دعى الوالدين بتقديم بلاغ قلق للسوسيال مرة أخرى خوفاً عليها ورغبة منهم في حمايتها.
يقول نصر:
“لا يتصرف السوسيال بطريقة سريعة وهو يرفض أن يضع سمر في مركز رعاية الشباب لديه بل يقول لنا موظفين السوسيال أن المكان المناسب لها هو منزلها مع عائلتها.”
كذبت سمر على والديها مرات عدة وقام والديها بتوجيهها بعدم الكذب وما من شيء يدعو للكذب وحاولت والدتها في إحدى المرات التأكد من مكان وجودها وطلبت منها الاتصال مرئياً لرؤية مكان تواجدها ولكنها رفضت ذلك وقامت بإغلاق جوالها ولم تعد إلى المنزل.
يضيف نصر : حاولت ووالدتها كثيراً التفاهم معها وإرشادها أن البيئة الخارجية في هذا الوقت لعلها تكون خطرة ولكنها لا تقتنع وما من حل فهي باتت في الآونة الأخيرة تخرج من المنزل ولا تعود لعدة أيام وعندما طلبت من السوسيال إرشادي بما يجب أن أقوم به فقالوا لي عليك التواصل مع Fältarbete وهو العمل الميداني تحت رعاية البلدية و في حال عدم حصولك على المساعدة تواصل مع الفرق الليلة التابعة للبلدية وفي حال لم تتلقى المساعدة اتصل مع الشرطة.
عندما خرجت سمر ليلاً ولم تعد, ذهب نصر للبحث عنها وعندما رآها في أحد مراكز التسوق تكلّم معها وطلب منها العودة للمنزل ولكنها أجابت أنها لا تريد العودة فقام بالفعل بكل ما طلب منه السوسيال ولكن لم يحصل على مساعدة مما اضطره للتواصل مع الشرطة وملاحقتها ريثما تحضر الشرطة.
استمر نصر في مكالمته مع الشرطة وقامت سمر بالتواصل مع شابين وطلبت منهما اللحاق به ومنعه من اللحاق بها وفي هذه الأثناء قام الشابان بضرب نصر وإسقاطه أرضاً وهربت سمر من المكان وهي تضحك. وعندما حضرت الشرطة قبضت على نصر بدلاً من الشابين حتى وضح لهم نصر أنه من اتصل بالشرطة ومازالت المكالمة مستمرة على حد قول نصر.
يضيف الوالد: منذ بداية المشكلة أخبرنا السوسيال أن ابنتنا بحاجة لتقييم نفسي لكنهم كانوا يتجاهلون ذلك كل الوقت حيث قمنا باستشارة أخصائيين نفسيين عن الحالة وتبين أنها تعاني من مرض يسمى ثنائي القطب وهي بحاجة للمتابعة والعلاج النفسي والدوائي. ونعتقد أن السوسيال قد قصّر في اتخاذ الإجراءات اللازمة وتجاهل كل ما نقوله.
إقرأ أيضاً: سحب ثلاثة أطفال من والديهما بسبب سلوك الأطفال
عندما طلبت من السوسيال وقلت لهم أنني سأغلق الباب ولن أسمح لابنتي بالدخول للمنزل لعلها تتعلم أن المنزل لا تستطيع الخروج منه والرجوع إليه متى تشاء رفض ذلك وقال لي أنت ستتحمل العواقب.
قامت الشرطة في إحدى المرات التي شاهدت بها سمر خارجاً بإخضاعها لفحص المخدرات ولكن تبين أنها لا تتعاطى المخدرات ولكن الوالد يؤكد أن الطريق الذي تسلكه ابنته هو في نهاية المطاف تعاطي المخدرات ولذلك قدم طلب للسوسيال بأن يقوموا برعاية ابنته فترة من الزمن لألا تدخل عالم المخدرات والجريمة ولعلها تشعر مدى أهمية العائلة وهي بعيدة عنها في أي مركز تابع للسوسيال ولكنهم رفضوا لأنها ليست في خطر حقيقي كما قالوا له.
يتساءل نصر ما فائدة المساعدة المقدمة من السوسيال بعد انخراط ابنتي في عالم المخدرات والجريمة؟ فهو يضع الشباب بمساكن رعاية خاصة بهم بعد وقوعهم في مرحلة الخطر ولكنه لا يحميهم من الخطر المحدق بهم مسبقاً.
المادة 3 من قانون الرعاية القسرية للأطفال (LVU)
تنص المادة 3 على الشروط التي يجب توفرها لتوفير الرعاية للأطفال واليافعين بناءً على سلوكهم الخاص، والمعروفة بـ “حالات السلوك”. ويمكن اتخاذ قرار بتوفير الرعاية إذا كان الشاب يعرض صحته أو تطوره لخطر واضح بالإصابة نتيجة:
- إدمان المواد المخدرة
- الأنشطة الإجرامية
- سلوك اجتماعي مفسد
يجب أن يكون سبب الرعاية هو حاجة الطفل الخاصة، وليس من الكافي فقط تلبية مصلحة المجتمع لحمايته لتبرير اتخاذ قرار الرعاية بموجب LVU. يمكن اتخاذ قرار بتوفير الرعاية بناءً على المادة 3 من قانون LVU حتى قبل حدوث الأضرار الاجتماعية أو الطبية، حيث يكفي وجود خطر جاد لحدوث مثل هذه الأضرار لتبرير القرار.
يمكن اتخاذ قرار بإدخال الطفل إلى الرعاية بناءً على سلوكه إذا كان دون سن 18 عاماً. كما يمكن اتخاذ قرار بتوفير الرعاية لشاب تجاوز سن 18 عاماً ولم يبلغ 20 عاماً، إذا كانت مثل هذه الرعاية مناسبة بناءً على الظروف الفردية والاحتياجات الشخصية.
عندما لا يعود هناك حاجة للرعاية بموجب قانون الرعاية القسرية للشباب (LVU)، يجب على لجنة الرعاية الاجتماعية اتخاذ قرار بإنهاء الرعاية. ويجب أن تنتهي الرعاية التي تم اتخاذ قرار بها بناءً على المادة 3 من LVU في موعد أقصاه عندما يبلغ الشاب سن 21 عاماً.
ريم لحدو