الكومبس – خاص: عندما وقّع عقد العمل مع الشركة كانت أوقات العمل من الإثنين إلى الجمعة لكن مع الوقت أصبح ربيع (اسم مستعار) يعمل خارج أوقات الدوام وفي العطل. قال عامل المستودعات يشكي ظروف العمل التي بحسب وصفه لا تحترم حياته الخاصة “يجبروننا على العمل لأنهم يعرفون أننا نخاف عواقب الرفض”.
بدأ ربيع منذ حوالي 5 سنوات عامل مستودعات في شركة أبوتيا Apotea وهي صيدلية إلكترونية. وما جذبه إلى العمل هناك الراتب الجيد لعامل المستودعات مقارنة براتب مهنته السابقة التي لا يريد ذكرها. وكان ربيع يشعر بضغط العمل دائماً، لكن مع جائحة كورونا وارتفاع الطلب على الأدوية إلكترونياً ازداد ضغط العمل، وهنا دقت وسائل الإعلام أول ناقوس خطر يتعلق بظروف عمل موظفي الشركة.
في العام 2020 كتبت جريدة Dagens ETC مقالاً انتقدت فيه بيئة العمل في الشركة جاء فيه التالي: “يشهد الموظفون في مستودع Apotea في Morgongåva على ثقافة مؤسسية سيئة مع مراقبة مستمرة بالكاميرا وتهديد بالرسائل النصية من المالك والمدير التنفيذي Pär Svärdson”. وذُكر في المقال أن أحد موظفي الشركة شهد على بكاء العديد من الأشخاص بعد حديثهم مع المدير.
بعد شهر من نشر أولى الانتقادات رد مدير الشركة واعترف بتقصيرها بالقول: “كبرت الشركة بسرعة جداََ ولم نتمكن من مواكبة ذلك وفي الوقت نفسه كنا تحت الضغط”.
ورغم اعتراف الشركة بالتقصير ووعودها بحل الوضع فإنه تبين ومن خلال تحقيق آخر لجريدة Dagens ETC أنهم لم يستطيعوا أن يوفوا بوعودهم المتعلقة بتحسين بيئة العمل للموظفين، وخصوصاً من ناحية إجبارهم على العمل الإظافي.
الآن وبعد مرور حوال 3 سنوات من ظهور أولى الشكاوى على الشركة ما زال الموظفون يعانون ظروف عمل سيئة يشعرون من خلالها بالضغط وانتهاك وقت الفراغ، كما جاء على لسان عامل المستودعات ربيع.
يضيف ربيع “لا يحترمون يوماً أحمر أو أصفر. يجبروننا على العمل لأنهم يعرفون أننا نخاف عواقب الرفض. أغلب من يعمل في المستودعات أجانب وكثير منهم لديه إقامات مؤقتة ويخافون أن يقولوا لا فيؤثر هذا على مستقبلهم”.
ويتابع “بدأ الضغط منذ بدء كورونا، وبيئة العمل من سيئ إلى أسوء. أحياناً نضطر للعمل في العطل والأدهى والأمر أنهم يخبرونا قبل موعد العمل بوقت قصير. أحياناً قبل الموعد بيوم أو يومين”.
لدى ربيع عمل آخر بدوام جزئي ويريد أن يترك عمله في مجال المستودعات يوماً ما، لكنه حالياً يشعر أنه مضطر للعمل لكي يعيل عائلته الصغيرة. ويتمكن بفضل عائلته أحياناً من رفض بعض عروض العمل الإضافي الإجبارية بعذر عطلة الأبوة أو الاعتناء بطفل مريض (VAB)، في حين لا يستطيع كثير من زملائه العزّاب فعل ذلك.
يقول ربيع “يرسلون لنا أوامر العمل الإضافي الإجباري، وإذا رفض الموظف يُعطى إنذاراً، وبعد ثلاثة إنذارات يفقد وظيفته”.
هل تكلمت مع النقابة؟
كنت عضواً في النقابة لكني تركتها لأنها لم تساعدنا في شيء. لم ينتج عن اجتماعتنا معها وشكوانا شيء. كان ردهم دائماً أنه يحق لرب العمل إجبارنا على العمل الإضافي في ظروف مثل ظروف الشركة.
الكومبس تواصلت مع آبوتيا ورد مدير الشركة ستيفان إريكسون على التساؤلات:
هل أنتم على دراية بالنقد الذي تتعرض له الشركة وأن الموظفين ليسوا مرتاحين في العمل؟
للأسف تحتاج Apotea أحياناً إلى طلب العمل الإضافي من موظفينا. عندما نطلب وقتاً إضافياً من موظفينا يتم تحديده من خلال ما إذا كان لا يمكننا حل الذروة اللوجستية بأي طريقة أخرى. هذا يتوافق مع اتفاقنا الجماعي الحالي، ووفقاً لقانون إدارة العمل الذي ينطبق على جميع الشركات في سوق العمل السويدية.
هل حاولتم حل المشاكل؟ وعدت Apotea في مناسبة سابقة عندما كتبت صحيفة Dagens ETC عن بيئة العمل بتحسينها، هل طرأت أي تغييرات منذ حينها؟
بالطبع ، تطمح الشركة دائماً إلى تجنب العمل الإضافي لموظفينا. فمن المهم أن يتمكنوا، إلى أقصى حد ممكن، من تحقيق أفضل توازن ممكن بين الحياة المهنية والحياة الخاصة. عندما لا يكون من الممكن تجنب طلب ساعات عمل إضافية من موظفينا نريدهم أن يعرفوا بأقل قدر ممكن من التأخير أن متطلبات العمل قد تؤثر على حياتهم خارج مكان العمل. ولذلك نقوم بإخطارهم في أسرع وقت ممكن. لقد قمنا وسنواصل تعيين مزيد من الموظفين لعملياتنا اللوجستية لتقليل العمل الإضافي.
ما هو ردك على انتقادات الموظف؟
قامت Apotea بالكثير فيما يتعلق الأمر ببيئة العمل وهو عمل لن ينتهي أبداً وسنواصل بكل قوة مع موظفينا.
يُذكر أنه في حالة العمل الإضافي الإلزامي لا يوجد وقت منظم يجب على صاحب العمل قبله أن يخطر بضرورة أداء العمل الإضافي. يمكن أن يحدث ذلك مع إشعار قبل بضع ساعات فقط. في حالة العمل في المساء أو في عطلة نهاية الأسبوع يحق لصاحب العمل أن يطلب من الموظف العمل الإضافي حتى في وقت متأخر من اليوم نفسه إذا ظهرت احتياجات ملحة في العمل.