فيديو “المعلمة الغاضبة” ينتشر عالمياً ويفتح باب المقارنات

: 3/12/22, 6:11 PM
Updated: 3/13/22, 3:48 PM
الصورة من الفيديو المتداول
الصورة من الفيديو المتداول

الكومبس – أخبار السويد: تناقلت عدة صفحات ومواقع وحتى وسائل إعلام خارجية ومنها الجزيرة، مقطع الفيديو الذي انتشر في السويد، ويظهر معلمة لغة سويدية تصرخ وتضرب يدها على مقعد أمام إحدى الطالبات في مالمو، الفيديو الذي نشرته الكومبس أيضا، لاقى ردود فعل متفاوتة، بين متفهم لمثل هذه الحالات في المدارس من قبل المدرسين وبين مستغرب ومندد بتصرف المعلمة غير المعتاد خاصة في المدارس السويدية، لكن اللافت أن بعض المواقع وحتى موقع الجزيرة ركز على كون الطالبة التي تلقت صراخ المعلمة مسلمة، وأبرزت ذلك في العنوان. وذلك لإعطاء الخبر أبعاد عنصرية تتعلق خاصة بالعداء للمسلمين.
الفيديو ومن ناحية أخرى فتح ملفات المقارنة خاصة على منصة الكومبس بين المعلقين، المقارنات بين طرق التدريس في بعض الدول التي أتى منها المتابعين وبين السويد، وفيما وجد البعض بأن أسلوب المعلمة الغاضب يمكن أن يكون اعتياديا في مدارس دول خارج أوروبا، حسب قولهم، وعلق البعض مستغرباً من ردود وتعليقات المستنكرين لردة فعل المعلمة، ووصل فيهم الحد إلى التهكم بالقول: هل أصبحتم حساسين فجأة ورقيقين ولم تعودوا تحتملوا التوبيخ؟ هل أصبحتم سويديين؟. وكأن المشاعر الإنسانية تتفاوت بحسب المناطق الجغرافية التي ينتمي إليها الناس.
فيما كان هناك تعليقات أيدت ردة فعل المعلمة بشكل قاطع واستهجنت تصويرها، ورجحت أنه تم استفزازها لتصل إلى هذه الدرجة من العصبية.
والبعض استنكر ردة فعلها في بلد يتسم بالحرية والمساواة مثل السويد، ذهب البعض الآخر إلى المقارنة بين التعليم الذي تلقاه في بلدانه وبين موقف المعلمة في بلد مثل السويد وأنه لم يشهد هذا النوع من التعنيف.

وبغض النظر عن الآراء وتوجهات التعليقات، إلا أن أسلوب وسلوك المعلمين وتصرفاتهم وضبطهم لأعصابهم صفات يجب أن يتحلى بها كل معلم خاصة فيما يتعلق بتعليم لغة جديدة في بلدان الغربة، وهذا ما أكد عليه معلقين آخرين.

هل يؤثر سلوك المدرسين على حب أو كراهية الطالب للمادة؟

“قم للمعلم وفه التبجيلا كاد المعلم أن يكون رسولاً” من منا لم يحفظ ويردد هذا المقطع للشاعر أحمد شوقي، الذي يدل على قيمة مهنة التدريس العالية والتي تعتبر مهنة مقدسة، وتجد في حياة كل طالب بصمة تركها أحد أساتذته ليس بالضرورة أن تكون إيجابية، وقد تصل ببعض الطلاب إلى كره الدراسة وربما تركها بسبب سلوك سلبي تعرض له الطالب من قبل أحد الأساتذة، وكيف إذا كان الحال في بلد جديد ولغة مختلفة، والمعلم لا يجيد لغة الطالب.

نصير لـ الكومبس: قصة الفيديو غير مكتملة وتجربتي كانت بشكل عام إيجابية

الكومبس تواصلت مع أحد طلاب اللغة السويدية للحديث حول تأثير  أسلوب المعلم في تدريس اللغة السويدية، وكيف يصف تجربته الدراسية في السويد، وكيف كانت ردة فعله حول تصرف لمعلمة السويدي الذي انتشر في اليومين الماضيين.  
يقول الطالب نصير (40) عاماً وهو طالب في أحد مدارس ال SFI في مالمو.
“أعتبر أن تجربتي الدراسية في السويدية إيجابية، ولقيت التشجيع من قبل معلماتي، وتلقيت العديد من النصائح منهم بأن لا أخجل من أخطائي حين أتحدث باللغة السويدية، لكنني في الوقت نفسه مررت ببضع مواقف سلبية من قبل إحدى المعلمات، كنت قد بدأت للتو في تعلم اللغة السويدية، وقادم جديد إلى البلد”. مضيفاً

كان ذلك أثناء المستوى الأول من مراحل اللغة، وكنت أتحدث مع زميلي في الصف للاستفسار عن شيء ما، فما كان من المعلمة إلا أن وبختني أمام الجميع وباللغة السويدية، ولم تراعي أنني لا أستطيع الرد عليها أو الدفاع عن نفسي، كان بالفعل موقفاً محرجاً أتذكره إلى يومنا هذا.
يتابع نصير: عندما رأيت فيديو المعلمة المتداول حالياً، بالطبع رفضت رفضاً قاطعاً التصرف الذي قامت به، لأنه لا يحق لأي شخص أن يقلل من شأن شخص آخر لأي سبب كان، وبالأخص أن على المعلم التحلي بالصبر وأخلاقيات المهنة، وفي الوقت نفسه ونظراً إلى سن المعلمة شعرت بشيء من التعاطف معها، وكنت أرغب أن نفهم ما الذي حدث وأوصلها إلى هذه المرحلة من الغضب؟ أريد أن أعرف ليس لأبرر تصرفها أو أعطيها الحق في الصراخ في وجه الطالبة، لكن من أجل أن تكتمل القصة في عقلي تماماً. ويختم نصير حديثه قائلاً: تعرضت للكثير من العنف خلال مرحلتي الدراسية في بلدي وجعلني في مرحلة ما أكره متابعة الدراسة لذلك أرى تأثيراً كبيراً لدور المدرس في مسيرة الطالب الدراسية والنفسية.
سارة سيفو

Alkompis Communication AB 559169-6140 © 2024.