الكومبس – ستوكهولم: أصدرت هيئة الصحة العامة السويدية تقريراً جديداً يركز على مخاطر الأجهزة الرقمية ووسائل التواصل الاجتماعية على الأطفال واليافعين، وأبرزها تدهور الصحة النفسية، ومشاكل النوم والتركيز، وساعات الجلوس الطويلة.

وعلّق وزير الشؤون الاجتماعية، ياكوب فورشميد في صحيفة DN، على هذا التقرير متوقعاً أن يتساءل المجتمع في المستقبل عن كيفية القبول بهذا الوضع وبأجهزة تسرق وقت الأطفال.

واستند التقرير، الذي قُدم يوم الاثنين، إلى أبحاث وبيانات من دراسات استقصائية وطنية ومجموعات تركيز مع الأطفال والشباب وأولياء الأمور.

وأشار التقرير إلى أن الأطفال والشباب أنفسهم يعترفون بأنهم يستخدمون الوسائل الرقمية بشكل مفرط ويجدون صعوبة في التحكم في ذلك.

وأكدت مراجعة قامت بها صحيفة DN حول خوارزميات تطبيقات الفيديو هذا الأمر، حيث يمكن للمستخدمين أن يتعرضوا خلال أقل من 20 دقيقة لمحتوى يتضمن هوس الجسم، والعنف، وأفكار انتحارية.

وركز فصل خاص في التقرير على تأثير إدمان الهواتف المحمولة على النوم. يجد الأطفال صعوبة في الذهاب إلى الفراش في الوقت المناسب، وغالباً ما يواجهون صعوبة في النوم بعد مشاهدة محتوى مخيف على الإنترنت.

وأظهرت دراسة سابقة نشرتها الصحيفة أن الأطفال والشباب يأخذون هواتفهم إلى السرير، مما يؤدي إلى قلة النوم. حيث أن ثلث الفتيات في السنة الأخيرة من المرحلة الثانوية ينامون ست ساعات أو أقل في الليلة، مما يضاعف من خطر الإصابة بمشاكل القلق خلال سنة واحدة وفقاً للتوجيهات السريرية.

وأظهر التقرير أيضاً أن هناك علاقة بين صعوبات النوم والمشاكل النفسية وزيادة استخدام الوسائل الرقمية. وتزداد نسبة الجلوس لفترات طويلة مع تقدم العمر، والأطفال الذين يقضون وقتاً طويلاً على وسائل التواصل الاجتماعي غالباً ما يكونون غير راضين عن أجسامهم ويظهرون أعراض اضطرابات الأكل.

وتظهر الدراسات أن ست من كل عشر فتيات في الصف السابع اكتشفن عيوباً جديدة في أجسامهن عبر الصور على وسائل التواصل الاجتماعي، بينما يشعر اثنان إلى ثلاثة من كل عشرة فتيان بنفس الشعور.

وفقاً لأحدث دراسة صادرة عن المجلس الوطني لوسائل الإعلام Statens medieråd، “الأطفال والإعلام 2023″، يستخدم الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 13 و18 عاماً الوسائل الرقمية من 6 إلى 7 ساعات يومياً خارج المدرسة. وهذا يزيد من خطر الإصابة بالسمنة والصداع وآلام الظهر.

وسلط التقرير الضوء أيضاً على الاستخدام المفرط للوسائل الرقمية من قبل البالغين، مما يمكن أن يؤثر سلباً على التفاعل مع أطفالهم الصغار.

وفي الوقت نفسه، تظهر بعض الدراسات أن الوسائل الرقمية يمكن أن تكون محفزة ومفيدة للتعلم لدى الأطفال.

لكن فورشميد يحذر من أن المعرفة الحالية تُظهر بوضوح أن القضية ليست مجرد ذعر أخلاقي، بل إن الاستخدام المفرط يزاحم العديد من الأنشطة الضرورية لصحة الأطفال.

ومن المقرر أن تصدر هيئة الصحة العامة في الخريف توصيات حول استخدام الأطفال والشباب للوسائل الرقمية، بهدف معالجة التحديات التي تم تحديدها في التقرير بشكل أفضل.