الكومبس- خاص: تتجه الأنظار هذا الأسبوع إلى”معرض يوتيبوري للكتاب” الذي يفتح أبوابه للزوار غداً الخميس ويستمر حتى 29 سبتمبر، احتفالاً باليوبيل الأربعين لتنظيم هذا الحدث.
أربعة أيامٍ مكتظة بالنشاطات والحوارات الثقافية والسياسية والترفيهية والفنية والدينية أيضاً التي ستشكل مقصداً مهماً لدور النشر، ولمحبي القراءة من كل بقاع الأرض وكافة الشرائح العمرية، وذلك وفقاً للبرنامج الذي أعلنت عنه إدارة المعرض.
80 ألف زائر خلال أربعة أيام
يعود تاريخ تأسيس معرض يوتيبوري للكتاب إلى العام 1985، إذ حضر المعرض آنذاك 5 آلاف زائر، لينموَ المعرض بعدها ويتوسع بنشاطاته الثقافية المتنوعة، وتزيد طاقته الاستيعابية، حيث من المتوقع أن يستقطب المعرض نحو 80 ألف زائر خلال أيام افتتاحه الأربعة، وفقاً للصفحة الرسمية للمعرض.
ويحظى المعرض منذ ذلك العام باهتمام إعلامي وعالمي بسبب برنامجه المتنوع، وضيوفه الذين يعدون من أبرز قادة السياسة والثقافة والفنون، وسيتَّسم المعرض هذا العام بثلاثة موضوعات رئيسة وهي:
- Sápmi: أو “قومية سامي” :وهم السكان الأصليون لمنطقة شمال الدول الاسكندنافية في السويد وفنلندا والنرويج. وضمن هذا الموضوع سيركز “معرض يوتيبوري للكتاب” على قضايا هؤلاء السكان ، بما في ذلك الأدب والفلسفة والموسيقى التقليدية (jojk) الخاصة بهم، إضافة إلى قضايا الأرض، والبيئة، التي تهم الساميين، وبهذا الصدد أعلن منظمو المعرض أن المؤسسة الثقافية (Tjállegoahte) و”جمعيات الكتاب الساميين” (Bágo)، و(Sámi Girječálliid Searvi) سيكونون ضيوفَ الشرف لهذا العام إلى جانب ضيوفٍ آخرين.
- الفضاء: يركز هذا القسم من معرض الكتاب على التكنولوجيا، والخيال العلمي، والوجود البشري في المستقبل، بالتعاون مع “وكالة الفضاء السويدية”.
- جائزة حورية البحر أو (Sjöjungfrun): أسس منظمو المعرض هذه الجائزة كجزء من الاحتفال باليوبيل الأربعين لـ”معرض الكتاب في يوتيبوري”، وستمنح هذه الجائزة للكاتبة الأمريكية جويز كارول أوتس (Joyce Carol Oates) بسبب تأثير كتاباتها بالقرّاء السويديين هذا العام.
ومن المُخطط أن يضم المعرض العديد من المقابلات والندوات الصحفية التي يتحدث فيها بعض المشاهير والقادة والمؤثرين في شتى المجالات مثل: رئيس الوزراء السويدي الأسبق ستيفان لوفين، الذي سيتحدث عن خبرته السياسية التي جمعها في كتاب “حقيقتي”، ورائد الفضاء السويدي ماركوس فاندت الذي سيخوض بتفاصيل رحلته إلى الفضاء، إضافة إلى ماريا كوتشن الكاتبة السويدية المتخصصة في مواضيع الفضاء والأسئلة الوجودية.
كما يشارك كاتب الخيال العلمي البريطاني، بيتر هاملتون في المعرض ويتحدث عن أفكاره حول الإبداع والواقع في كتابة الخيال العلمي. ومن المتوقع أن يصل مزيد من قادة الأعمال والثقافة إلى يوتيبوري للمشاركة في الحدث يوم الخميس.
“تأثير الرسول محمد”
على الصعيد العربي، ستشارك الإمام ومؤسسة “جامع أنغريد” في يوتيبوري، إيمان البارودي، في اليوم الأول لافتتاح المعرض، وسيحاورها المؤرخ ومؤلف كتاب “محمد”، كلاس جرينيل الذي تحدث في كتابه عن تأثير الرسول عبر التاريخ أو (Muhammed Inflytande)، ودوره في تأسيس الإسلام. كما سيسلط الحوار الضوء على “أهمية كل من الرحمة والسيف في تأسيس الإسلام”، وتاريخ الشرق الأوسط. وسيدير جلسة الحوار الصحفي إدغار مانهايمر.
كما ستشارك الطاهية والمؤلفة، كاميلا حاميد، في عدة حوارات خلال “معرض الكتاب في يوتيبوري” يومي السبت والأحد، إذ حظيت حميد ذات الأصول العربية بشعبيةٍ واسعة في السويد بعد عرض برنامج خاص بها على التلفزيون السويدي وهو “رحلة العودة لكاميلا حاميد: المغرب”، الذي عرضت فيه قصتها والروابط العاطفية للخبز والصداقة والذكريات والعائلة، كما أن كاميلا نشرت سابقاً عدة كتب طبخ مثل (Kaka på kaka)، و(Baka utan ugn) و(Godare glass)، ويتابعها حالياً على إنستغرام أكثر من نصف مليون متابع.
السفارة الإسرائيلية غير موجودة على خطة المعرض
شهدت الدورة الـ39 من “معرض الكتاب في يوتيبوري” التي افتُتحت العام الماضي، والتي شارك فيها أكثر من 700 دار نشر ومنظمة وجهة من 40 دولة حول العالم، انتقاداً حاداً من السفارة الإسرائيلية في السويد التي اعترضت على عدم إشراكها رسمياً في تنظيم موضوع الثقافة اليهودية، حيث صرح السفير الإسرائيلي زيف نيفو كولمان آنذاك، “أن المعرض غيّب أجزاء مهمة من الثقافة اليهودية من خلال التركيز على المحرقة والشتات دون أن يشمل إسرائيل”، وكما هو واضح من البرنامج الذي نشره منظمو المعرض، فلم يرد ذكر اسم السفارة الإسرائيلية في السويد كجزء من المشاركين في المعرض هذا العام أيضاً، لكن سيكون هناك أحد الحوارات الصحفية حول هجوم 7 أكتوبر والحرب واسعة النطاق على غزة وآثارها الجيوسياسية، وستنظم “جمعية الصداقة السويدية الإسرائيلية”. هذا الحوار يوم الجمعة، ثاني أيام المعرض تحت عنوان “إسرائيل بعد مرور عام على 7 أكتوبر”.
راما الشعباني
يوتيبوري
