أزمة دبلوماسية وتجارية بين السويد والعراق

: 7/20/23, 6:13 PM
Updated: 7/20/23, 6:13 PM

تطورات متسارعة في الأحداث شهدتها وتأثرت بها السويد اليوم. من حرق السفارة السويدية في بغداد فجراً. إلى تنظيم الميليشيوي السابق سلوان موميكا تجمعاً لحرق المصحف والعلم العراقي أمام السفارة العراقية في ستوكهولم، تتالت الإدانات والمواقف لتبدأ أزمة دبلوماسية بين السويد والعراق. لم يحرق موميكا المصحف أو العلم لكنه أمعن في إهانة الرمزين الديني والوطني أمام عشرات الأشخاص الذين قابلوه بصيحات الاستهجان فيما استمر شباب في حملة لجمع التبرعات للمساجد من المكان نفسه. موميكا وجّه إهانات مباشرة للحاضرين بإطلاق أوصاف مسيئة، فيما كان قد وصف المسلمين في التجمع الماضي بأنهم خطرين وقتلة، الأمر الذي دعا الشرطة إلى توجيه شبهة ارتكاب جريمة كراهية له. ولم يستثن موميكا الكومبس من الشتم، فيما شكر صفحة عربية تولت في الأيام الماضية مهمة الترويج لكل حركاته وأقواله معتبرة تصريحاته “أخباراً عاجلة”. انفض الجمع إذاً فيما تزداد المطالبات بحظر حرق الكتب المقدسة في السويد منعاً لاستغلال حرية التعبير، خصوصاً أن غالبية السويديين يؤيدون حظر حرق المصحف، وفق آخر استطلاعات الرأي. وتنظم الكومبس غداً ندوة حوارية تشارك فيها فعاليات دينية وسياسية وحقوقية وتناقش الحراك الهادف إلى منع إهانة الرموز الدينية.

الحكومة العراقية نفّذت وعيدها وأعلنت طرد سفيرة السويد في بغداد، وسحب القائم بالأعمال العراقي من سفارتها في ستوكهولم. رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني قال إن الخطوة العراقية هي “رد على تكرار سماح الحكومة السويدية بحرق القرآن الكريم والإساءة للمقدسات الإسلامية وحرق العلم العراقي”. وكانت الحكومة العراقية أعلنت عزمها قطع العلاقات بين البلدين في حال المضي قدماً بتجمع لحرق المصحف أمام سفارتها في ستوكهولم. وجاء ذلك بعد ساعات من اقتحام متظاهرين غاضبين السفارة السويدية في بغداد وإضرام النار بشكل أدى إلى تدمير أجزاء واسعة منها. الخارجية العراقية أدانت الاقتحام بشدة. وكذلك نددت الخارجية السويدية بالحادثة وانتقدت السلطات العراقية، معلنة استدعاء القائم بالأعمال العراقي في ستوكهولم للاحتجاج. بدايات أزمة دبلوماسية هي بين البلدين إذاً، فيما حذّر خبراء سويديون من تداعيات خطيرة للخطوة العراقية على السويد، خصوصاً في حال إقدام دول أخرى على اتخاذ الخطوة نفسها. بينما ركز الإعلام السويدي على دور الزعيم الشيعي مقتدى الصدر في الأحداث، خصوصاً أن المحتجين الذين اقتحموا السفارة كانوا من أنصاره.

الأزمة لم تتوقف عن الحدود الدبلوماسية بل تجاوزتها لتشمل جميع العلاقات التجارية. وزيرة الاتصالات العراقية هيام الياسري أعلنت أن بلادها ستمنع جميع الشركات السويدية من العمل على أراضيها. وقالت إن الحكومة العراقية قررت وقف جميع الأعمال التجارية مع الشركات السويدية في البلاد. وقبل ذلك أعلنت هيئة الإعلام والاتصالات العراقية تعليق ترخيص عمل شركة إريكسون السويدية للاتصالات. ورغم أن العراق ليس سوقاً كبيراً للشركة فإن ردود الفعل العالمية الغاضبة، على حرق المصحف في السويد، تثير قلق الشركات السويدية متعددة الجنسيات والعاملة في الخارج. حالة القلق تفاقمت بعد إعلان الحكومة العراقية عزمها قطع العلاقات التجارية مع جميع الشركات السويدية. وتتخوف الشركات والخبراء من امتداد الأزمة إلى دول أخرى. وتراقب الشركات السويدية عن كثب تطورات الأوضاع في العراق، الذي لا يعد سوقاً كبيراً لها، وكذلك في الشرق الأوسط الذي يستورد 2 بالمئة فقط من صادرات السويد.

بعيداً عن تداعيات حرق المصحف، شهدت شركة فولفو لصناعة السيارات، ارتفاعاً كبيراً في مبيعاتها خلال الربع الثاني من العام الحالي، مقارنة بالعام الماضي، لكنها سجلت بالمقابل تراجعاً في أرباحها. تقرير الربع الثاني أظهر ارتفاع إيرادات الشركة بنسبة 25 بالمئة إلى 102.2 ملياراً، مع بيع نحو 178 ألف سيارة. أرباح الشركة قبل الضرائب، سجلت انخفاضاً أكبر من المتوقع وصل إلى النصف، من 10 مليارات كرون إلى 5.4 ملياراً، وهو ما عزته إلى ضغوط الأسعار والظروف الاقتصادية الصعبة. ورغم هذه التحديات، ارتفع الربح التشغيلي من الأعمال الأساسية لشركة سيارات فولفو إلى 6.4 مليار كرون. وتعتبر النتيجة تحسناً جوهرياً في أداء الشركة، بفضل تعزيز قدرات الإنتاج والتسليم، رغم ظروف السوق المضطربة.

في الرياضة، انطلق اليوم مونديال السيدات بكرة القدم، لكن على وقع الرصاص. حادثة إطلاق نار في وسط مدينة أوكلاند أسفرت عن مقتل ثلاثة أشخاص أحدهم المهاجم، وإصابة ستة آخرين بجروح خطيرة عل مقربة من مكان إقامة المنتخب النرويجي الذي شارك في المباراة الافتتاحية. وبعد حفل افتتاح قصير ودقيقة صمت على أرواح ضحايا إطلاق النار، انطلقت المباراة الأولى التي خسرت فيها سيدات النرويج أمام البلد المضيف نيوزيلندا بهدف دون مقابل، وهو الفوز الأول لنيوزيلندا في تاريخ البطولة. كما ربح البلد المضيف الثاني استراليا مباراته الأولى أمام إيرلندا. وتعد سيدات الولايات المتحدة أبرز المرشحات للقب، في حين تلعب السويد مباراتها الاولى أمام جنوب أفريقيا الأحد المقبل. ويأتي مونديال السيدات على وقع تطور تاريخي في الكرة النسائية، لا سيما في ارتفاع منسوب الاحتراف في أنحاء العالم، وسط دعوات اللاعبات لإنصافهن واعتماد معايير المساواة مع الرجال.

Alkompis Communication AB 559169-6140 © 2024.