بينما تتزايد المخاطر الأمنية المحيطة بالسويد، جراء أزمة حرق المصحف، أعلنت وزارة الدفاع الروسية عن إطلاق مناورات عسكرية في بحر البلطيق، لترفع منسوب التأهب السويدي، وكذلك الأطلسي. ويشارك في التدريبات التي أطلق عليها “درع المحيط” 30 سفينة وزورقاً حربياً، و20 سفينة دعم، و6 آلاف عسكري روسي. وتشمل المناورات البحرية، تدريبات عسكرية على حماية الممرات البحرية، ونقل الجنود، والدفاع عن السواحل. كما تتضمن أكثر من 200 تمرين قتالي. وتجري روسيا بانتظام مناورات بحرية في بحر البلطيق، ممرها المائي الرئيسي نحو العالم. قوات الدفاع السويدية، رفضت التعليق على المناورات الروسية، لكنها أكدت سيطرتها على المياه السويدية والمنطقة البحرية المباشرة. وتحول بحر البلطيق إلى بؤرة توتر رئيسية بين الحلف الأطلسي وروسيا، لا سيما بعد انضمام فنلندا إلى الناتو، وإمكانية لحاق السويد بها قريباً. وتحيط تسع دول بالبلطيق، إضافة إلى روسيا، والسويد، سبع دول أخرى جميعها أعضاء في الناتو، وهي فنلندا، استونيا، لاتفيا، ليتوانيا، بولندا، ألمانيا، والدنمارك.
وعلى صعيد مرتبط بالأمن، ورغم تحذيرات رئيس الوزراء السويدي، منحت الشرطة تصريحا جديداً لتجمع أعلنت منظمته أنها ستقوم خلاله بحرق نسخة من المصحف. وتنوي المرأة صاحبة التصريح إقامة التجمع عند شاطئ في منطقة بروما بستوكهولم. وادعت المرأة أن هدفها هو إلقاء الضوء على استخدام الدين في السياسة، وتسببه في مقتل الكثير من الناس. وكان رئيس الحكومة السويدي أولف كريسترشون حذر من خطورة المضي قدماً بتجمعات حرق المصحف، مع تزايد التهديدات الأمنية لبلاده. ولكنه أكد أن منح التصريحات هو مسؤولية الشرطة وحدها. ويمنع قانون النظام العام الحالي في السويد، الشرطة من حجب تصاريح التجمعات بسبب المخاطر الأمنية، وهو ما تسعى الحكومة السويدية لتعديله. وفي الدنمارك طرح حزبان يمينيان، إجراء استفتاء شعبي حول تعديل القانون لحظر حرق المصحف. ويريد الحزبان عرقلة مقترح الحكومة الدنماركية الرامي لوقف تجمعات حرق المصحف أمام السفارات، متذرعيْن بحماية حرية التعبير وانتقاد الأديان. وكانت حكومتا السويد والدنمارك أعلنتا أخيرأ عن مراجعة قانونية لحظر حرق المصحف في البلدين، بعد تداعيات سياسية وأمنية كبيرة.
ومن السياسة إلى ميدان العمل الفعلي، سجلت السويد ارتفاعاً كبيراً في ضحايا حوادث العمل خلال النصف الأول من هذا العام. وأعلنت مصلحة بيئة العمل عن فقدان 28 شخصاً لحياتهم أثناء ممارستهم عملهم، وهو أعلى رقم تسجله السويد منذ العام 2011. ولقي في يوليو الماضي وحده أربعة أشخاص مصرعهم، جراء حوادث مرتبطة بعملهم، وفقاً لإحصاءات مصلحة بيئة العمل. ويشكل العمال في قطاع البناء، والعاملين في قطاع النقل، القسم الأكبر بين الفئات التي تتعرض لحوادث مميتة. مصلحة بيئة العمل السويدية ألقت باللائمة على النقص في تقييم المخاطر، أو غيابه كليا، محملة أصحاب العمل المسؤولية. وتحدث مسؤول في مصلحة بيئة العمل عن قصور في إدراك أهمية تقييم المخاطر، وكذلك تجاهل بعض أرباب العمل لإجراءات الوقاية والسلامة الضرورية. وحذر من أساليب خطيرة تنتهجها بعض الشركات في عملها، واصفاً الأمر بـ”الجريمة المهنية”.
إقرأ أيضا: مخاوف من موجة عنف جديدة في السويد
قصة نجاح جديدة تسطرها الشابة السويدية من أصول عراقية، جنة ناصر. فقد تمكنت جنة من الفوز بمنحة قيمتها نصف مليون كرون في ريادة الأعمال، بعد تقديمها مشروعاً لصناعة مواد عازلة للجدران باستخدام الطحالب. وتحتوي السويد على كميات كبيرة من الطحالب لا يتم الاستفادة منها اقتصادياً، ولذلك يعد مشروعها الأول من نوعه في السويد والعالم، كما أكدت جنة للكومبس. وقصة نجاح جنّة لا تقتصر على منحة رواد الأعمال، بل سبقها فوزها بمسابقة أفضل مئة رائد أعمال شاب في السويد. وفازت الشابة بعد تأسيسها شركة طالبية صنفت ضمن أفضل عشر شركات من نوعها في السويد، وذلك من بين 12 ألف شركة. جنة أنهت دراستها الثانوية هذا العام وستبدأ في العام القادم دراسة الهندسة واختصاص البناء. أسرة جنّة وصلت إلى السويد قبل 15 عاماً فقط، وعانت كما غيرها من أسر المهاجرين من صعوبات البدء من جديد، ولكن المثابرة أثمرت نجاحاً ينمو عاماً بعد عام.
ونتجه بعيداً إلى اليونان في خبرنا الأخير، حيث أعلن رئيس وزرائها، عن عطلة مجانية للسياح في جزيرة رودس، بعدما أجبرتهم الحرائق الهائلة على الهرب خوفاً. رئيس الوزراء اليوناني كشف عن تقديم رحلات مجانية إلى الجزيرة المتوسطية، للسياح المتضررين من الحرائق، وذلك صيف العام المقبل. وتسعى اليونان من خلال ذلك إلى إعادة جذب السياح نحو الجزيرة المنكوبة، والتي شهدت في يوليو الماضي، حرائق ضخمة أدت إلى تضرر 15 بالمئة من مساحتها. واضطرت السلطات اليونانية إلى إجلاء نحو 20 ألف شخص من سكان الجزيرة والسياح بسبب الحرائق. وتعد الجزيرة المتوسطية وجهة سفر رئيسية للسياح من دول أوروبية عدة، بينها السويد. وتشكل السياحة مصدر الدخل الرئيسي لجزيرة رودس، وكذلك لليونان.