عتمة الخريف والظلام، تصل هذه الأيام الذروة، حيث تقل كثيراً ساعات النهار، ويكاد الكثير من الناس، خصوصا الذين يعملون ساعات طويلة، لا يرون الضوء لعدة أشهر.
باحثون سويديون أكدوا من جديد على أهمية الضوء في حياة الإنسان لمواجهة ما بات يُطلق عليه “كآبة الخريف والشتاء”.
وتظهر الأبحاث، أن المزيد من ضوء الصباح يمكن أن يساعدنا على الشعور بتحسن خلال الفترة المظلمة من فصلي الخريف والشتاء، حيث يزيد من الشعور باليقظة، وبالتالي يقلل من خطر الإصابة بالاكتئاب.
وأوضح الباحثون، أنه مع إعادة عقارب الساعة إلى الوراء، ساعة كاملة، والانتقال إلى التوقيت الشتوي لم تظهر أي آثار سلبية على الصحة من خلال تعديل الوقت.
ويوضح هؤلاء، أن “الضوء في الصباح يمنحنا الطاقة ويوازن إيقاع الساعة البيولوجية، إذ يتحكم الضوء في العديد من الوظائف المهمة للجسم ويمنحنا في الصباح الطاقة، كما أنه يوازن الإيقاع اليومي”.
وعادة ما يكون الضوء في السويد، عند مستويات منخفضة للغاية خلال فصل الشتاء، وحتى مع بداية الخريف تصل نسبة الضوء إلى 14 في المئة فقط من الضوء العالمي، ثم يتناقص أكثر خلال أشهر الشتاء.
الأستاذ المشارك في علم النفس بجامعة ستوكهولم، آني لودين، ظهر في عدة مقابلات تلفزيونية وقال فيها: “بسبب بيولوجيتنا، فإن لضوء النهار الخافت عدة عواقب سلبية”.
وأوضح، أن شهر نوفمبر هو الشهر، الذي يشعر فيه طلاب المدارس بالاكتئاب الشديد، وهو ما يمكن أن يؤدي إلى ما يسمى بالاكتئاب الموسمي.
ويرتبط الاكتئاب الموسمي بانخفاض الضوء.
ووفقاً لكاتيا فالي، كبيرة المحاضرين في علم النفس في جامعة سكوفد، فقد “يكون أحد تفسيرات الاكتئاب هو، أن إنتاج الميلاتونين عند الأشخاص يكون مرتفعاً جداً خلال النهار. لكن لماذا يكون بعض الناس أكثر حساسية لتقلص الضوء هو أمر غير معروف”.
وأشار آرني لودين إلى أنه حتى الساعة العاشرة صباحاً يكون للضوء تأثير واضح على خلايا الجسم مما يجعلها نشطة، بعد ذلك، يتغير تكوين الضوء، مما يعني أن الجسم لم يعد يستجيب بنفس النشاط، كما يقول.
بعبارة أخرى، أفضل طريقة لعدم فقدان أعصابك خلال فترة الظلام هي الخروج في الهواء الطلق قبل الساعة العاشرة صباحًا على الأقل.