الكومبس ـ خاص: أفاد 14 محتجزاً عراقياً في مركز الترحيل التابع لمصلحة الهجرة في ماشتا بأن المصلحة أبلغتهم بأنه سيتم ترحيلهم عند الساعة التاسعة والنصف صباح غد الثلاثاء في طائرة خاصة من مطار ستوكهولم إلى مطار بغداد. ما يعني استئناف ترحيل العراقيين المرفوضة طلبات لجوئهم قسراً إلى بلدهم الأم بعد توقف عمليات الرتحيل لفترة من الوقت. ولم تؤكد مصلحة الهجرة معلومات الترحيل واكتفت بإحالة السؤال إلى الشرطة السويدية باعتبارها المسؤولة عن تنفيذ عمليات الترحيل.

الكومبس تواصلت مع عدد من الأشخاص المقرر ترحيلهم غداً وروا لها قصصهم والظروف المحيطة بمسألة إقامتهم في البلاد.

فاضل علي (26 عاماً) متزوج من سويدية ولديه طفلة عمرها 6 سنوات وطفل عمره 5 أشهر حاصلين على الجنسية السويدية.

يقول فاضل “قدمت إلى السويد العام 2015 وحصلت على إقامة طالب ثم عملت في النجارة لأستطيع إعالة عائلتي. لا مشاكل لدي ولم أدخل في حياتي مركز شرطة”.

فاضل علي

وبعد رفض منحه إقامة احتُجز فاضل من قبل مصلحة الهجرة. وعن ظروف احتجازه يقول “عوملت كمجرم ووُضعت القيود في يدي مرتين. الأولى عندما اقتادتني الشرطة إلى سجن الترحيل. والثانية عندما أرادوا تنفيذ ترحيلي في 17 أبريل، لكن ألغيت الرحلة حينها نتيجة إلغاء الرحلات للعراق بسبب ما حصل بين إيران وإسرائيل. وغداً سيتم ترحيلي من جديد”.

ويتساءل فاضل: “لا شيء لدي في العراق وعائلتي هنا في السويد.. لماذا سيتم ترحيلي؟”.

“أهلي في السويد”

راني نوري (44 عاماً) أحد المقرر ترحيلهم غداً يقول “أهلي هنا في السويد لكن أولادي في العراق”.

راني نوري

ويضيف “خمس سنوات وأنا مقيم في السويد دون مشاكل ولا أعلم أي ذنب اقترفت ليُتخذ قرار بترحيلي؟ لقد عملت بنزاهة ودفعت ضرائبي (..) لا أعلم إن كنت سأبقى على قيد الحياة لأن الحياة غير آمنة في العراق وهناك اغتيالات دوماً هناك ووضعي الأمني ليس جيداً في العراق”.

مقيم منذ 9 سنوات

إياد محمد علي عمره 53 عاماً قدم إلى السويد بإقامة عمل وهو مقيم في البلد منذ تسع سنوات. ويقول إنه لم يحصل على أي مساعدة من الدولة ولديه عقد إيجار شقة يدفع إيجارها حتى وهو في المحتجز.

إياد محمد علي

يقول إياد “أنا من القومية التركمانية ونحن من الأقليات ولا أقارب لدي في العراق. لدي أخ فقط وهو هنا في السويد. سأعود إلى الشارع في العراق. لا أعلم ما الذي ينتظرني في منطقة كركوك فهي منطقة نزاعات”.

“حاولت الانتحار”

علي أحد الذين سيتم ترحيلهم أيضاً عمره 37 عاماً. قدم إلى السويد العام 2015 وهو الآن محتجز في مركز الترحيل منذ ديسمبر الماضي حين جرى توقيفه في يوتيبوري.

يقول علي “حاولت الانتحار بقطع الوريد وضربت رقبتي بسكين وقامت الشرطة بإسعافي واحتجازي بعد ذلك 16 يوماً في المنفردة ثم أخذوني إلى السجن النظامي في يوتيبوري وبقيت مدة شهر بين المجرمين إلى أن تواصلت مع الهجرة وأوضحت أنني لست مجرماً فتم نقلي إلى المحتجز في ماشتا”.

يضيف علي “لست مسؤولاً عن التصرفات التي سأقوم بها لأنني سأقاوم وأحاول منعهم من ترحيلي إلى العراق. مستعد أن أموت هنا في السويد بدل أن أموت في العراق، فأنا لست مستعداً للقبض علي هناك من قبل المنظمات الإرهابية خصوصاً أن أخي مخطوف والآخر مقتول وكنت أعمل موظفاً في الشرطة سابقاً ومعظم عائلتي كانت من الضباط”.

ويتابع “لست ضد قانون الهجرة وأنا احترم القوانين لكن عندما يكون القانون مساوماً على حياة الأبرياء فلن أنصاع له”.

وكانت مصلحة الهجرة أعلنت أن عمليات ترحيل العراقيين المرفوضة طلبات لجوئهم من السويد مستمرة. وقالت المصلحة رداً على اسئلة الكومبس في في وقت سابق إنه “لا تغيير في ذلك”.

وكانت أنباء أثيرت عن توقف الترحيل القسري للعراقيين المرفوضة طلبات لجوئهم بعد ترحيل عدد من الأشخاص على متن طائرات واستقبالهم في بغداد. وقال المحامي مجيد الناشي للكومبس حينها إن ملاحقة المرفوضة طلبات لجوئهم لم تعد بنفس الشدة التي كانت عليها في الفترة الماضية. وجرى إطلاق عدد ممن كانوا في الحجز. وفسّر الناشي ذلك بالقول “إما أن الحكومة العراقية قررت عدم استقبال العراقيين (المرحلين قسرياً) أو أن الحكومة السويدية اكتشفت أن ما حدث لم يكن صحيحاً لذلك سيكتفون بالأشخاص الذين سيعودون طوعياً”.

في حين رد المكتب الصحفي لمصلحة الهجرة رداً مقتضباً على سؤال الكومبس بهذا الخصوص ليقول إن العمل على تنفيذ عمليات الترحيل مستمر دون أي تغيير.