افتتاح جامعة عربية في السويد.. هكذا رد مؤسسها على الانتقادات

: 1/27/23, 5:43 PM
Updated: 1/28/23, 9:32 AM
افتتاح جامعة عربية في السويد.. هكذا رد مؤسسها على الانتقادات

الكومبس – خاص: تأسست عام 2022 جامعة التاج السويدية بالقرب من مدينة يوتيبوري. مؤسس الجامعة هو رئيس المجلس الإسلامي في السويد محمود الدبعي. وقامت إحدى الصحف السويدية المستقلة (Doku) مؤخراً بإجراء تحقيق حول الجامعة وتوصلت إلى أنها قد تنتمي لما يسمى بالجامعات الوهمية أو مصنع الشهادات.

حسب موقع الجامعة الإلكتروني فقد تم تأسيس جامعة التاج السويدية، العام الماضي، وتصف الجامعة نفسها بأنها “إحدى مؤسسات التعليم التي توفر نظاماً تعليمياً حديثاً وأبحاثاً في المجال الأكاديمي والمهني”. كما أنها، وفقاً للموقع، “جامعة بحثية متكاملة”، حيث تقدم شهادات البكالوريوس والماجستير والدكتوراه وأن إحدى أهداف المؤسسة هو تنمية وتطوير المجتمعات العربية، من بين أمور أخرى.

وكان أثار افتتاح الجامعة العربية السويدية الكثير من التساؤلات عند صحيفة (Doku) وهي مؤسسة مستقلة لها اتجاه يميني تقوم بالتحقيق في الجهادية. الصحيفة حاولت الإجابة عن الأسئلة التالية: ما حقيقة هذه الجامعة؟ ما نوع التعليم الذي تقدمه؟ من هم محاضريها؟ ومن يتقدم بطلب الدراسة فيها؟

السبب وراء شكوك الصحيفة السويدية حول هذه الجامعة بالذات هو انتشار الجامعات الوهمية أو مصانع الشهادات مؤخراً والتي يذكرون أنه غالبا ما تكون لها صلة بالعالم العربي، خاصة بالعراق. مثال على ذلك هو كشف شبكة من الجامعات الوهمية ناشطة في الشرق الأوسط منحت شهادات “أجنبية” لطلابها. إحدى هذه الجهات الوهمية التي تعطي شهادات من دول أوروبية هي “جامعة أوسلو الدولية” التي اكتشف بعد ذلك أنه تم تأسيسها من قبل مهاجر كردي ليس لديه شهادة تعليم عال.

المثال الآخر الذي قدمه التحقيق في النرويج كشف عن نشاط مطاعم بيتزا تحولت الى خدمات ترجمة ومنها إلى جامعة، حسب الصحيفة السويدية، لاحقا حذّر باحث جزائري من التعامل مع هذه المؤسسة ومحاربة النصب في مجال البحث العلمي.

وبالعودة إلى السويد وفيما يتعلق الأمر بجامعة التاج السويدي فنشرت الأخيرة صور لحرم جامعي حديث على موقعها الإلكتروني ولكن عند قدوم زيارة صحفيين الجريدة المستقلة العنوان المسجل به الجامعة لم يكن هناك الاّ بيت، حسب وصفهم، أقرب بأن يكون كوخاً وعند البحث عن العنوان وجد الصحفيون اسمي رجلين مسجلين على نفس العنوان وعند سؤال الجيران عمّ اذا كان هناك أي نشاط تدريسي في العنوان لم يعرف الجيران أي شيء عن ذلك.

سبب زيارة الصحافة لموقع الجامعة، التي يُشك بوجودها، هو منشور لمؤسس الجامعة محمود الدبعي، نشره نهاية السنة الماضية. أعلن الدبعي في المنشور عن افتتاح جامعة تدرس باللغات العربية، الإنجليزية والسويدية وبأسعار منافسة.

التضارب بين ما يصوره موقع الجامعة وبين الحقيقة، أثار المزيد من التساؤلات حول ما يحاول القيام به الدبعي. عند القيام بالمزيد من التحقيق وجدت Doku أن جامعة التاج السويدي هي مسجلة كشركة مساهمة تملك كل اسهمها ندى العبيدي وتتشارك في الإدارة مع محمود الدبعي. وبعد انشاء موقع الجامعة وانشاء صفحات على وسائل التواصل الاجتماعي ذاع سيط الجامعة في عام 2022 في عملية بحث عن محاضرين.

فريق Doku تواصل مع كلٍ من محمود الدبعي وندى العبيدي للحصول على أجوبة حول كل هذه التضاربات. أجاب محمود الديبي أن جامعة التاج السويدي ليست جامعة بالمعنى الكامل وأن شكل الشركة المساهمة لا يمنعها من العمل كمؤسسة تعليمية. وكتب أيضا أن الشهادات معتمدة حاليا من قبل العراق وعدة دول أخرى ومن عدة جامعات عربية وأجنبية وأنهم في طريقهم للاعتراف بهم من قبل السويد.

مديرة الجامعة ندى العبيدي أكدت على تصريح الدبعي وقالت إن الشهادات غير معترف بها من قبل السويد ولكنها معترف بها من قبل دول أخرى. وأضافت الأخيرة أن البيت الشبيه “بالكوخ الصيفي”، كما وصفه الصحفيون، ليس بيتاً، بل هو مكتب وأن مكتب العمل سيساعد الشركة في العثور على مدرسين. ووفقاً لأجوبة العبيدي الكتابية ل Doku فقد تقدم 40 طالبا للدراسة في الجامعة لسنة 2023 من بينهم طلبة عرب، أفارقة وحتى سويديين ونرويجيين.

وثيقة تسجيل الجامعة كشركة مساهمة.

الكومبس تواصلت مع أحد مؤسسي جامعة التاج السويدي محمود الدبعي لتسأله عن دوره في تأسيس الجامعة وعن رده على التحقيق السويدي الذي خلط بين فكرته وبين ظاهرة الجامعات الوهمية في نص واحد.

وقبل أن نطرح أيّ أسئلة علّق الدبعي، بكثيرٍ من الاستياء كالتالي: “الموضوع تحمل زائد عن الواقع. الجامعة لازالت في بداية إنشائها ولم تكتمل ولم تستقبل طلاب حتى الآن ولكن الصحيفة كتبت عن الجامعات الوهمية والاتجار بالشهادات وأسقطت هذا الشيء على هذا العمل الذي لم يخرج للضوء بعد. هناك خلفية لهؤلاء الصحفيين فهم ضد المسلمين والعرب بشكل عام. هذه المؤسسة الصحفيةضد ما يقوم به بعض الإسلاميين والظاهر أنها حشرتنا من هذا الباب”.

الفكرة جائت خلال الجائحة قبل ثلاثة سنوات واندفاع الكثير للتعليم عن بعد. كنا نريد إنشاء معهد مهني تأهيلي للدراسات العليا او للاندماج في المجتمع من خلال تعلم اللغة السويدية والانكليزية والرياضيات وفكرنا في أننا من الممكن أن ننشط هذا الأمر وبالفعل تم تقديم الطلب لمديرية التعليم ثم تم تأجليه لغاية اكمال المتطلبات وعدم التفرغ الكامل من قبلنا ثم جاءت فكرة إنشاء جامعة للتعليم عن بعد يستفيد منها الطلاب سواء داخل السويد أو خارجها في مواد يريدون أن يتعلموها، سواء تعليم مهني أو تعلم لغات. من ثم قمنا بإنشاء شركة مساهمة حتى نستثمر في هذا المشروع . وبالفعل أسسنا هذه الشركة وأنا جزء من الشركة وهناك فرق بين أن أكون جزءاً من الشركة وأن أكون تابعاً للطاقم التعليمي الذي يحاضر في الجامعة لاحقا. أنا لست جزءاً من الطاقم التعليمي ولا علاقة لي بسياسة الجامعة العلمية، ولكنّي جزء ممن أنشأ هذه الشركة التي تمتلك الجامعة.

ما الذي دفعكم إلى فكرة افتتاح جامعة – هناك العديد من الجامعات في كل أنحاء السويد؟

الكثير من العرب في الشرق الأوسط يرغبون في الحصول على تعليم وشهادات من دول أوروبية ولكن هناك تكلفة مالية عالية من البلاد العربية بالذات، فالتعليم هناك ليس كما هو في السويد ، حيث يستند فقط على نتائج امتحانات الثانوية العامة (البكلوريا) وايضاً وبسبب الكثافة السكانية يخسر العديد من الطلبة من ذوي الدرجات العالية فرصتهم الحصول على مقعد دراسي في الاقسام المرغوبة ، لذلك كانت الفكرة الأساسية هي التعليم عن بعد لطلاب من الشرق الأوسط. ليتمكنوا من إكمال تعليمهم، وقد نستثمرها لاحقاٌ كي يدرسوا ايضاً في السويد. سبب اخر مهم وجود العديد من المهاجرين الذين يحملون شهادات عليا وبرغم تحدثهم اللغة السويدية الا انه لم يكملوا دراساتهم العليا وذلك لرغبتهم الدراسة باللغة الام سواء

الانكليزية أم العربية ، العديد منهم يقول صعوبة اللغة المنطوقة عن اللغة الاكاديمية في الدراسة في الجامعات السويدية.

الجامعات في السويد ممولة من الضرائب – هل تريد استخدام أموال الضرائب لتمويل الجامعة وتعليم الأجانب الذين لا يملكون المقدرة على التعلم في الخارج؟

لا، نحن لم نفكر في الاستفادة من ضرائب السويد في هذا، إنّما كانت الفكرة الاولى ان تكون الدراسة موجهة للطلبة المهاجرين لهذا ستكون لقاء اجور رمزية قررنا أن نضع رسوم بسيطة للطلاب لغرض دخولهم دورات في الاندماج مع المجتمع السويدي وايضاً تعلم اللغة السويدية. اما من طلبة الخارج فان الاجور الدراسية التي سيدفعوها ستغطي تكاليف المدرسين والكتب والمناهج والخدمات التي تقدم لهم. وستكون ايضاً اقل كلفة من بلدهم.

كيف يمكن لـ”الرسوم البسيطة” أن تغطي تكاليف تعليم من رواتب مدرسين إلى مواد وغيرها؟

نعم ولكن نحن وقعنا إتفاق مع عدد من المدرسين من جامعات مختلفة والكثير منهم متقاعدين ينوون القيام بهذا العمل بشكل تطوعي، على الأقل في السنوات الأولى. او لقاء اجور رمزية وبالفعل سجّل أكثر من عشرين أستاذا جامعيا للقيام بهذه المهام. أغلبهم من الأجانب ولكن هناك اساتذة من السويد واوربا ولكن الغالبية من دول عربية مثل العراق، مصر، الأردن وليبيا.

وكان لنا اتفاقيات مع جامعات الهدف منها هو فتح فرع بسيط في كل دولة بها أساتذة وطلاب يدرسون عن بعد بفضل التقنيات الحديثة حيث سيتم تسجيل جميع المحاضرات ويستطيع الطالب الحضور والدراسة.

عند قراءة صفحة الجامعة على الإنترنت نجد وصفا موسعا وطموحا يذكر مجالات أدبية وعملية – أليس ذلك مبالغ فيه؟

التعليم موجه للطلبة من الشرق الاوسط ودول مختلفة، لهذا كانت التخصصات متنوعة ومختلفة حسب احتياجات الطلبة انفسهم. كما ان لدينا اتفاقيات مع دولهم يمكن اعتماد شهاداتهم هناك كون الكادر التعلمي كفؤاً ومناهج مزدوجة بين التعليم الجامعي العربي والاوربي . وبالنسبة للسويد فنحن سنقدم مستقبلا كورسات ودورات مهنية ولغوية وتأهيلية, ونحن على يقين ان السويد ستعتمدها لان اساتذتنا جميعهم مؤهلين علمياً واكاديمياً

من السويد ومن دول أوربية. وذلك وفقاً لاجابة مكتب العمل السويدي عند حصولنا على التصريح.

ولكن أليس من دورك، كأحد المؤسسين أن تتدخل في المحتوى؟

الدكتورة ندى العبيدي هي المشرفة على التحقق من الطاقم التعليمي و التخصصات والاقسام ، ومن خلال تواصلها مع الجامعات والاساتذة اعتمدت البناء العلمي لمحتوى الجامعة. انا فقط مؤسس واحياناً ابدي رائ فيما يتعلق بمستقبل الدورات التدريبية في السويد.

في حديثك مع الصحيفة السويدية ذكرت بأن “جامعة التاج السويدي” ليست بالجامعة بالمعنى الفعلي؟ أليس ذلك نوع من أنواع التضليل؟

لم اذكر ابدا بان جامعة التاج السويدي ليست بالجامعة بالمعنى الفعلي و راجعت الرد الكتابي مني و لم اجد هذه العبارة و هذا تدليس من الصحفية . عموما انه هذا المشروع ليس له لا طابع سياسي ولا ديني ولاينتمي إلى اي كيان بل هو كيان مستقل واساتذته أناس مستقله تحترق لإعطاء العلم إلى ابناءها. ونحن نمتلك هيكلية علمية ضخمة جداً ، اساتذة مؤهلين بمرتبة بروفسور ولديهم باع طويل في التدريس والتأليف العلمي للكتب والمناهج. المناهج التي ستقدم للطلبة حديثة ومعتمدة في جامعات عريقة عمرها عشرات السنين، مع الفكرة بالاخذ بمتطلبات الحصول على الشهادة السويدية وشرط الحضور الاجباري الافتراضي، ولدينا قسم الاعتماد العلمي الذي يشرف على ذلك.

وعن خطط الدراسة في عام 2023 وفقاً لمؤسس الجامعة فانه تم تقديم العديد من الطلبة للدراسة في الجامعة إلّا أن مجلس الجامعة سيقوم بفحص الطبات والتأكد من صحتها واجراء اختبار مفاضلة بين الطلبة قبل قبولهم. علماً ان هناك ايضاً طلبة من داخل السويد والدول الاسكندنافية.

ويختم كلامه قائلاً: “تطرقت دوكو إلى وجود جامعات وهمية وأنا لا أنكر هذا الشيء ولا أعلق عليه إلّا أنّه ليس جزء من فكرة جامعة التاج أن تبيع شهادات أو توهيم الطلاب بأنهم يدرسون، بالعكس ستكون الدراسة في الدول التي يأتي منها الطلاب بالتعاون مع الجامعات ونحن سبق لنا ان اتصلنا مع مؤسسة التعليم العالي في السويد وتحدثنا لهم عن مشروعنا وبدأنا نسير وفق الشروط والمقترحات التي حدثونا بها ونحن سنقوم بالسير وفق تلك الخطوات مستقبلا لتقديم فرصة عظيمة بالتأهيل العلمي للمهاجرين بلغتهم وللسويدين باللغة السويدية”.

يقول أحد مؤسسي الجامعة محمود الدبعي”الموضوع تحمل زائد عن الواقع. الجامعة لازالت في بداية إنشائها ولم تكتمل ولم تستقبل طلاب حتى الآن”.
Alkompis Communication AB 559169-6140 © 2024.