الكومبس ـ خاص: رغم الرسائل المتواصلة مع الخارجية السويدية مازال السويدي محمد الهمص عالقاً في غزة مع زوجته وطفليه.
وكانت وزارة الخارجية السويدية أعلنت اليوم أن ستة مواطنين سويديين تمكنوا من مغادرة قطاع غزة عبر معبر “كرم أبو سالم” بين غزة وإسرائيل، في أول عملية إجلاء رسمية تنفذها السويد منذ مايو 2024. وتقدّر الخارجية أن حوالي 50 سويديًا لا يزالون داخل القطاع، لكنها شددت على أن هذا الرقم غير دقيق بسبب الوضع غير المستقر هناك. وأكدت الوزارة أنها تعمل على مساعدة السويديين الراغبين في مغادرة القطاع، في حال توفر الظروف المناسبة.
كان محمد يعمل نهاراً في خدمة الرعاية المنزلية في يوتيبوري وليلاً في شركة توزيع Vtd حين قرر بداية العام 2023 زيارة غزة والزواج من فتاة هناك ثم العودة في مارس 2023 لحياته العملية في السويد. ليقدم بعدها طلب لم شمل لزوجته.
وبعد عودة محمد تبين أن زوجته حامل فأبلغ مصلحة الهجرة آملاً أن تتخد قراراً بلم الشمل بسرعة.
بدأت الحرب في غزة أكتوبر 2023 فحاول محمد التواصل مع الخارجية السويدية لاستقدام زوجته الحامل إلى السويد لكن كانت الإجابة أن ينتظر دوره.
في نهاية نوفمبر وُلدت طفلته “هتون” وسط الحرب المشتعلة في غزة وأبلغ محمد الخارجية السويدية بولادة ابنته وأنها سويدية ويحق لها المجيء إلى السويد، لكن الخارجية طلبت أن تتواصل زوجته مع دائرة الهجرة والأجانب، على حد قوله.
تواصلت زوجة محمد بالفعل مع موظفي دائرة الهجرة. ويقول محمد إن ردود الموظفين في الدائرة كانت “مدمرة نفسياً” إذ أظهرت “لا مبالاة” بأم طفلتها تعيشان تحت الخطر وتعانيان ويلات الحرب. على حد وصفه.
ويروي محمد أن الخارجية وبعد عدد كبير من الرسائل من قبله، وضعت اسم ابنته على لوائح المغادرة من غزة وحدها دون أمها رغم أن عمرها لم يكن يتجاوز ثلاثة أسابيع.
يقول محمد “لا أعرف من الشخص الذي اتخذ هذا القرار؟ وهل لديه أطفال؟”، متسائلاً “ما معنى أن يغادر طفل لا يتجاوز عمره ثلاثة أسابيع الحرب وحيداً دون أمه؟”.
وسط الحرب
فقد محمد الأمل في خروج زوجته وابنته من غزة، واتخذ قراراً بالسفر إلى هناك في فبراير 2024 ليكون بجانب طفلته ويتحمل مسؤولية عائلته.
كانت الحرب في أوجها عندما وصل إلى غزة مع وجود شح في حليب الأطفال والملابس والأغذية إضافة إلى غلاء الأسعار حيث وصل سعر حفاضة الأطفال الواحدة إلى ما يقارب 40 كرون، إضافة إلى النزوح من المنزل إلى الخيمة. يقول محمد “حينها تأكدت أني اتخذت القرار الصحيح في حماية طفلتي في وقت تخلت السويد عنها”.
وكانت وزارة
داخل خيمة
عاش محمد مع عائلته منذ مايو 2024 حتى فبراير 2025 داخل خيمة في وضع مزري وصعب، وكان يومياً يبحث عن الحليب و الحفاضات لابنته إضافة إلى الحطب حتى يتمكن من إيقاد النار وتجهيز الحليب. وعن ذلك يقول “كان الروتين اليومي طيلة تلك الفترة يتلخص في جلب مياه الشرب من سيارة المياه الصالحة للشرب التي يقدمها متبرعون. وكانت حصتي حوالي 20 ليتراً بينما أشتري المياه المالحة للغسيل والاستحمام”.
رُزق محمد قبل أيام معدودة بطفل آخر وعاود الاتصال بالخارجية السويدية، وحذرته الخارجية للبقاء على مسافة بعيدة عن جنوب رفح وأن يستمع لتعليمات السلطات المحلية، وأخبرته أن لا معلومات لديهم تفيد بأن المعبر مفتوح.
يقول محمد ” جلبت معي قهوتي السويدية لكن لا كهرباء لأحضرها، و كنت أستخسر إيقاد الحطب لتسخين المياه من أجل القهوة لكنني وجدت في حفاضات ابنتي المستخدمة سبيلاً حيث كنت أشعل النار بها وأصنع قهوة الصباح وأقول لنفسي إن حفاضات ابنتي أفادتني أكثر من دول “.
ينهي محمد كلامه بالقول “ما رويته هو نقطة من بحر معاناة الحرب”.
وكانت وزارة الخارجية ردت سابقاً على أسئلة وجهتها الكومبس بخصوص العالقين في غزة. وقالت الوزارة إن “السلطات المحلية هي التي تتخذ القرارات بشأن من يُسمح له بمغادرة غزة والوصول إلى مصر ومتى يحدث ذلك”، مجددة تأكيدها أن السويد “لديها فرص محدودة للغاية للتأثير على قرارات السلطات المحلية بشأن المعابر الحدودية. وينطبق الشيء نفسه على جميع الدول الأخرى التي لديها مواطنون في غزة”.
ريم لحدو