الكومبس – ستوكهولم: جددت الخارجية السويدية تحذيراتها شديدة اللهجة من السفر إلى لبنان. وكتب وزير الخارجية السويدي، توبياس بيلستروم، مقالاً انتقد فيه بشدة من خالفوا تعليمات الخارجية بعدم السفر إلى لبنان ومغادرته، معتبراً إنهم يعرضون أطفالهم للمخاطر التي ينطوي عليها سفرهم.
ونشر الوزير مقال الرأي في صحيفة “إكسبريسن”، أعادت الحكومة السويدية نشره عبر موقعها الخاص باللغتين السويدية والإنكليزية.
وأشار الوزير في مقاله إلى ما أسماها بـ”العواقب” لمن يختار السفر إلى لبنان مخالفاً تعليمات وزارة الخارجية، وأعاد حثّ جميع السويديين الموجودين في لبنان على مغادرته عبر الرحلات التجارية حالياً.
وكانت الكومبس نشرت تقريراً تضمن مقابلات مع سويديين سافروا إلى لبنان مخالفين تحذيرات الخارجية. وأبدى هؤلاء تقديرهم لحرص الخارجية على سلامة مواطنيها، ولكنهم اعتبروا أن سلامتهم ليست أهم من سلامة أهلهم في لبنان.
كما لفتوا إلى أن صيف لبنان يشهد حركة سياحية كثيفة، وأن الاشتباكات بعيدة ومحصورة ضمن نطاق جغرافي معين في جنوب لبنان.
14 ألف وافد يومياً إلى لبنان
وكشفت وسائل إعلام لبنانية أخيراً نقلاً عن مسؤولين أن مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت يستقبل يومياً نحو 14 ألف مسافر رغم الوضع في الجنوب. ويشكل اللبنانيون المغتربون العائدون لقضاء عطلة الصيف في وطنهم الأم غالبيتهم العظمى.
حزب الله: حصرنا المعركة في بقعة جغرافية ونريد صيفاً واعداً بالسياح
وكان النائب عن حزب الله اللبناني، وأحد أبرز وجوهه في البرلمان اللبناني، حسن فضل الله، أدلى بتصريح أخيراً إعتبر فيه أن حزبه استطاع فرض توازن على إسرائيل بسبب حصره المعركة في بقعة جغرافية معينة.
وقال إن “بقية المناطق اللبنانية تنعم بأمان واستقرار ونريد أن يكون صيفاً واعداً مع المغتربين والسياح”.
وأدناه ترجمة لمقال وزير الخارجية كما نشر عبر موقع الحكومة:
في الأسابيع القليلة الماضية، تزايدت حدة الصراعات بين إسرائيل وميليشيا حزب الله اللبنانية المدعومة من إيران. الوضع متوتر وغير متوقع، ويمكن أن يتصاعد إلى حرب شاملة في وقت قصير جداً. في الوقت نفسه، يتواجد حوالي 2000 سويدي في لبنان، ومن المتوقع أن يسافر 5000 سويدي إلى هناك هذا الصيف، على الرغم من تحذير وزارة الخارجية الشديد بضرورة مغادرة جميع السويديين للبلاد.
“لبنان ليس وجهة مناسبة لقضاء العطلة حالياً”
إن وجود هذا العدد الكبير من السويديين في لبنان أو في طريقهم إليه أمر مقلق للغاية. ومن المؤسف بشكل خاص رؤية الأهل يعرضون أطفالهم لمخاطر هذا الوضع. لبنان ليس وجهة مناسبة لقضاء العطلات في الوقت الحالي، وهناك أسباب قوية تدعو وزارة الخارجية السويدية منذ أكتوبر 2023 إلى دعوة السويديين لمغادرة البلاد.
منذ 7 أكتوبر 2023، وقعت اشتباكات شبه يومية بين إسرائيل وميليشيا حزب الله اللبنانية المدعومة من إيران. تسببت النزاعات في أضرار كبيرة على جانبي الحدود. وفقاً للأمم المتحدة، قُتل أكثر من 400 شخص في جنوب لبنان، من بينهم 95 مدنياً. كما أُجبر نحو 100 ألف شخص من سكان المناطق الحدودية في جنوب لبنان على الفرار من منازلهم، وسجلت الأمم المتحدة أضراراً كبيرة في البنية التحتية المدنية.
“عواقب لمن اختاروا السفر رغم تحذيرات الخارجية”
في حال تصاعدت النزاعات بسرعة، يواجه السويديون في لبنان خطر البقاء محاصرين في البلاد، وعليهم تحمل مسؤولية كبيرة بأنفسهم.
حان الوقت للحديث بصراحة عن العواقب لمن يختار السفر رغم تحذيرات وزارة الخارجية. ببساطة، يتلخص الأمر في أربع نقاط:
- لا يمكنك توقع الحصول على مساعدة من الدولة لمغادرة البلاد. وزارة الخارجية تنصح السويديين بمغادرة لبنان منذ أكثر من ثمانية أشهر. ستكون إمكانيات الدولة لمساعدة السويديين في حالة الأزمة محدودة للغاية. قد تصبح الظروف خطيرة جداً لدرجة أنه يصبح من المستحيل مساعدة السويديين في لبنان، خاصة عندما يكون الوضع الأمني خطراً على موظفي الدولة.
- في حالة تصاعد النزاعات أو نشوب حرب، قد يكون من الصعب جداً الحصول على الرعاية الصحية، الغذاء، والمواد الأساسية الأخرى.
- غالباً ما تتوقف صلاحية تأمينك عند اختيارك السفر إلى دول تحذر وزارة الخارجية من السفر إليها.
- السفارة لديها قدرات محدودة جداً لمساعدة الأشخاص الذين قد يحتاجون إلى دعم قنصلي. الدعم القنصلي هو المساعدة التي يمكن للدولة تقديمها لك عندما تكون في الخارج وتفتقر إلى القدرة على مساعدة نفسك.
تحرص وزارة الخارجية على تقديم المساعدة للسويديين في حالات الطوارئ بالخارج، وهذا من باب الرعاية التي أحرص عليها كوزير للخارجية. لكن عملياتنا تعتمد دائماً على أن يتحمل السويديون مسؤولية سلامتهم عند السفر أو الانتقال إلى الخارج. نظام تحذيرات السفر من وزارة الخارجية مستقر، ولكن في السنوات الأخيرة، شهدنا حالات حيث اضطرت وزارة الخارجية لمساعدة السويديين الذين استقروا أو سافروا إلى دول تحذر الوزارة من السفر إليها. هذا يعرض الجميع لمخاطر كبيرة.
لذلك، نرى أنه من الضروري توضيح مسؤولية الأفراد عند السفر إلى الخارج في حالة لبنان. الدولة لا يمكنها ولا يجب أن تتحمل المسؤولية الشاملة عن جميع الأشخاص الذين لديهم صلة ما بالسويد. وقرار الهجرة من السويد يعني دائماً التخلي عن بعض الحقوق والواجبات. لذا، من الضروري أن نكون واضحين بشأن من يمكنهم الحصول على المساعدة من الدولة للعودة إلى السويد في حالات الطوارئ. النقطة الأساسية هي أن المواطنين السويديين المقيمين في السويد، والعديمي الجنسية واللاجئين الحاصلين على وضعية اللجوء هم فقط من يستحقون هذه المساعدة للعودة إلى السويد. نحن حالياً بصدد تقليص عدد موظفينا في السفارة في بيروت بسبب الوضع الأمني.
حثّ السويديين على المغادرة
لذلك، نحث جميع السويديين الذين يسافرون إلى دول أخرى على التحضير جيداً من خلال قراءة معلومات عن البلد والسفر بمسؤولية، مع مراعاة سلامتهم وسلامة الآخرين.
ولجميع السويديين الموجودين في لبنان، من المهم بشكل خاص أن يدركوا أن بإمكانهم مغادرة لبنان على الرحلات التجارية. أحث جميع السويديين في لبنان على استغلال هذه الفرصة.