الكومبس – ستوكهولم: أنقذ ثلاثة شباب، عثمان زيدان ومحمد وعبد المجيد الشرفا، طفلاً عمره ثلاث سنوات من الموت غرقاً في بحيرة Surtesjön قرب يوتيبوري أواخر مايو الماضي. وكرّمت خدمات الإنقاذ في المدينة الشبان الثلاثة لـ”بطولتهم وشجاعتهم”. وفق ما ذكرت يوتيبوري بوستن.
كان الشبان الثلاثة يقضون يوماً على شاطئ البحيرة حين التقواً والداً قلقاً يسأل عما إن شاهدوا طفلاً صغيراً. ثم لاحظ عبد المجيد زوجين من الأحذية يطفوان على سطح الماء. وأدرك الشباب حينها أن الطفل يغرق.
سارع الشبان إلى إخراج الطفل من الماء، وبدؤوا فوراً تقديم الإسعافات الأولية وإجراء الإنعاش القلبي الرئوي (CPR) للطفل بمساعدة خدمات الطوارئ على الهاتف، بينما ركض أحدهم بسرعة باتجاه صوت سيارة الإنقاذ ليدلها على الطريق.
“تدخل حاسم”
وقال عبد المجيد ليوتيبوري بوستن “رأينا حذاءه في الماء. لم يكن لدينا وقت للتفكير. الشيء الوحيد الذي كنا نفكر فيه هو أنه يجب أن يعيش، فعندما أخرجناه من البحيرة لم يكن يتحرك”.
وقالت خدمات الإنقاذ إنه لم يكن من الممكن إنقاذ حياة الطفل لولا تصرف الشبان بسرعة وشجاعة.
وأقامت خدمات الإنقاذ في يوتيبوري حفل تكريم للشبان الثلاثة، ومنحتهم شهادات تقدير وورود في حفل أقيم في محطة إطفاء أنغريد، بحضور أفراد عائلاتهم وأصدقائهم.
ووصف مسؤولو خدمة الإنقاذ تصرف الشبان بأنه “عمل بطولي يلهم الآخرين للتصرف بسرعة في حالات الطوارئ”.
“التصرف بسرعة بدل التصوير بالهواتف”
وأشاد المدير العام لخدمات الإنقاذ لارش كليفنسبار بشجاعة الشبان، معتبراً أن الحادثة تذكّر بأهمية التصرف بسرعة بدل التصوير بالهواتف.
فيما قال عبد المجيد الشرفا “الآن يمكننا العودة إلى عائلاتنا لنقول بأنهم يمكن أن يكونوا فخورين بنا (..) إنه شعور جيد. لكنني أعتقد بأن أي أحد كان سيفعل الشيء نفسه. حياة الإنسان مهمة جداً”.
وأكد عثمان زيدان أن الطفل الذي تم إنقاذه في حال جيدة وقد تعافى تماماً. وهو الوحيد بين الشبان الثلاثة الذي قابله بعد الحادثة. وأضاف “التقيت به بعد خمسة أيام، وكان كل شيء على ما يرام. جاءت عائلته إلى منزلنا وشكرتني. هو يذهب إلى الروضة الآن. وفي كل مرة تأتي عائلته لرؤيتنا، تقدم لنا الشكر”.
وتتزايد حوادث الغرق في السويد صيفاً، فيما تؤكد خدمات الإنقاذ أهمية تعلم الإسعافات الأولية والإنعاش القلبي الرئوي، لأن ذلك يمكن أن يحدث فارقاً كبيراً في الحالات الطارئة.