توقعات وآمال لعام 2022 – فما الشعوب الأكثر سعادة في 2021؟

: 1/1/22, 6:11 PM
Updated: 1/2/22, 6:44 AM
توقعات وآمال لعام 2022 – فما الشعوب الأكثر سعادة في 2021؟

هل العالم سعيد أم أن كورونا زادت العالم بؤسا؟ تساؤلات حاولت مؤسسة غالوب الإجابة عليها قبل نهاية عام 2021 من خلال قياس مدى الشعور بالسعادة. وفي مقابلة مع DW، سلط كانشو ستويتشيف، رئيس غالوب، الضوء على نتائج الاستطلاع.DW: كيف كان واقع عام 2021 عليك؟ وماذا تتوقع أن يحمل العام المقبل؟

كانشو ستويتشيف: ذاكرتي تتذكر فقط الأشياء الجيدة، لذا يمكنني القول إن أي عام يمر هو عام رائع بالنسبة لي. أما فيما يتعلق بالمستقبل، فإذا كنت أتذكر جيدا، فإن ألبرت أينشتاين هو من قال: “إذا كنت ترغب في أن تجعل الرب يضحك، فأخبره بخططك”.

أرغب في التأكيد على أن هناك شيئا واحدا نعرفه على وجه اليقين ألا وهو أنه لا يمكننا معرفة المستقبل. وذلك على الرغم من أننا نظن أنه بمقدورنا معرفة ذلك. لذا أشعر بالارتياح عندما اتحدث عن الأماني أكثر من التوقعات.

DW: لكن بشكل محدد، ماذا يقدم استطلاع نهاية العام الذي دأبت غالوب على إجرائه سنويا بشأن عام 2021 وعام 2022؟

هذا الاستطلاع يكشف لنا أن الرأي العام على مستوى العالم يشعر بقلق بالغ إزاء الآفاق الاقتصادية ويتوقع تفاقم الأزمة. تتصدر أوروبا الأمر، لا سيما أوروبا الشرقية، حيث أعرب متوسط المشاركين أي حوالي الثلثين عن توقعات غير جيدة.

ورغم أن المساعدات المادية غير المسبوقة التي قدمتها الحكومات على المستويين الشخصي والتجاري كانت لها دور إيجابي العام الماضي في الحد من انتشار التشاؤم الجماعي، إلا أنه يبدو أن توقعات الناس تشير إلى أن الأسوأ لم يأت بعد.

ما ميز العام الماضي هو تزايد الآمال بانتهاء أزمة كورونا بتوافر اللقاحات. ومع ذلك، نطوي صفحة هذا العام بأسئلة كثيرة تفوق الأجوبة. كان نمو التضخم متوقعا بعد الطباعة القياسية للنقود، لكن مع اضطراب سلاسل التوريد العالمية وارتفاع أسعار الطاقة، سيزداد السخط بين الناس وتتفاقم التوترات السياسية ليس فقط في البلدان الأقل نموا.

DW: ما هي الدولة الأكثر سعادة في العالم؟

على مدار أكثر من 40 عاما، نقوم بإجراء هذا الاستطلاع والدراسة على مستوى العالم ونرى أن أكثر الدول سعادة ليست بين الدول الثرية وليست بين الدول المتقدمة. وهذا العالم، احتلت كولومبيا المرتبة الأولى باعتبارها أكثر دول العالم سعادة بنسبة بلغت 79 بالمائة. وأود أن أشير إلى أنه في الغالب تحتل الدول الأقل كثافة سكانية المقدمة فيما يكون سكان المجتمعات الثرية أكبر سنا وأقل سعادة، بيد أن الشعور أو الاعتراف بالسعادة أو التعاسة يدخل في طياته بعض الأمور المرتبطة بالمجتمع أو الثقافة أو الحالة النفسية أو حتى الشعور بالانتماء، لذا ففي الغالب يُنظر إلى الشعور بالسعادة من خلال قضايا مثل الصحة أو المرض أو غياب الفقر أو الاضطهاد. في ضوء ذلك، يمكن القول بأن الشعور بالسعادة يعد موقفا شخصيا لا يمكن قياسه بالمجهر، لكنه يلعب دورا هاما في حياة البشر.

DW: احتلت بلغاريا – بلدك – المرتبة الثانية من حيث أكثر بلدان العالم تشاؤما حتى أكثر من أفغانستان، فما السبب وراء ذلك؟

قبل الإجابة على هذا السؤال، يجب أن أوضح أن قياس التفاؤل والتشاؤم يرتبط بالمزاج العام وليس المزاج الشخصي. وفيما يتعلق ببلغاريا، فإن المزاج التشاؤمي يرجع بشكل أساسي إلى عدم الثقة في النخبة، خاصة النخبة السياسية. يعد التشاؤم في بلغاريا انعكاسا واقعيا فهو لا يرتبط بفشل تحقيق طموحات المجتمع وإنما إدانة للطريقة التي يعمل بها المجتمع البلغاري، لذا يمكن القول بإن المزاج في بلغاريا يعد موقفا إيجابيا.

كذلك، فإن تصنيفنا للسعادة هو تقييم ذاتي. وفي هذا الإطار يمكن أن نرى أن شعب بلغاريا سعيد إلى حد ما أو ربما أقل سعادة مثل الألمان. لكن في نهاية العام حدثت مفارقة إذ أعربت نسبة أعلى قليلا من الألمان عن أنهم غير سعداء فيما أعربت نسبة أعلى قليلا من مواطني بلغاريا عن سعادتهم.

DW: ماذا تكشف الدراسة عن ألمانيا؟

يبدو أن الألمان أقل تفاؤلا مقارنة بالسنوات القليلة الماضية، إذ كان تصنيفهم أقل من المتوسط ​​العالمي أو أقل من المتوسط ​​في الاتحاد الأوروبي فالقلق في ألمانيا بشأن الاقتصاد أعلى، حيث أعرب ما يقرب من 50٪ عن سعادتهم الشخصية؛ رغم أن هذه النسبة تعد أعلى بكثير في بلدان متقدمة أخرى مثل الولايات المتحدة واليابان.

كذلك يشير الاستطلاع إلى أن مزاج الألمان منزعج ومُتعب إلى حد ماء. وهناك حالة شك حيال القضايا المرتبطة بقيود كورونا مثل الإغلاق العام واللقاحات والحكومة الجديدة والأداء الضعيف للتكتل الأوروبي وتصاعد الأزمة بين روسيا والغرب أو المواجهة مع الصين.

DW: مع دخول جائحة كورونا عامها الثالث، كيف يؤثر الوباء على شعور الشعوب بالسعادة؟

بشكل عام أصبح العالم متعبا فيما أصبحت المشكلة والمعضلة الرئيسة تكمن في كيفية التخطيط للمستقبل. وماذا سيحدث للعالم؟ كلها أسئلة تدور في أذهان سكان الأرض. وفي هذ الصدد، نعرف الإجابة وهي أن الأمور ستعود إلى طبيعتها أقصد الوضع الطبيعي في عدم معرفة المستقبل وننظر إلى هذا الواقع الجديد باعتباره غير طبيعي.

DW: هناك سؤال معقد بعض الشيء هو: كيف يمكنكم قياس مدى الشعور بالسعادة والتفاؤل أو الأمل؟

يقوم الباحثون في استطلاعات الرأي بقياس مثل هذه الأمور بالنظر إلى الرأي العام، لذا فإننا خلال القيام باستطلاع للرأي حول العالم لا ننظر إلى حالة المزاج الفردية لكن نعمل على أن يشمل الأمر المزاج العام.

DW: بعد كل هذه الأعوام في قياس وتصنيف الشعوب الأكثر سعادة وتفاؤلا، هل ترى نفسك شخصا متفائلا؟

يقول بعض المفكرين إن هناك انفصال بين الشعور بالتفاؤل والحكمة في نفس الوقت، لذا أفضل أن أكون غير متفائل.

——————————-

أما بخصوص العام المقبل، فقد كشفت مؤسسة غالوب عن أنه رغم الأحداث العصيبة التي وقعت العام الماضي، إلا أن الكثير من الناس يتطلعون إلى المستقبل وهم مفعمين بالأمل إذ يعتقد 38٪ من المشاركين في الاستطلاع أن العام المقبل سيكون أفضل من العام الماضي مقارنة بأن 28 بالمائة توقعوا أن يكون عام 2022 أسوأ من عام 2021 فيما توقعت نسبة 2 بالمائة بعدم حدوث أي تغيير وأن العام المقبل لن يكون مختلفا عن سابقه.

ووفقا لاستطلاع غالوب، فإن إندونيسيا هي الدولة الأكثر تفاؤلا في العالم، أما الدولة الأكثر تشاؤما فكانت تركيا. وفيما يتعلق بالسعادة والتعاسة، فجاءت كولومبيا في المرتبة الأولى بكونها أكثر دول العالم سعادة، فيما تذيلت أفغانستان القائمة بكونها أكثر دول العالم تعاسة.

*** كانشو ستويتشيف هو الرئيس الحالي لمؤسسة غالوب الدولية. ومنذ عام 1979، تقوم المؤسسة بقياس مستويات السعادة والتفاؤل والتوقعات الاقتصادية حول العالم.

كريستوفر نهرينغ / م ع

ينشر بالتعاون بين مؤسسة الكومبس الإعلامية و DW

Alkompis Communication AB 559169-6140 © 2024.