الكومبس – مالمو: نظم عدد من الجمعيات المحلية في مالمو أمس الأحد ورشة عمل لمناقشة تزايد العنصرية في المجتمع السويدي، وتأثيرها على الفئات المختلفة، خصوصاً في ظل “تصاعد الخطابات الشعبوية”.
وعقدت الورشة في مقر Föreningesaltanen في شارع الجمعيات بمدينة مالمو بحضور ممثلين عن جمعية بيت الشرق، جمعية السراج، المركز الفلسطيني في السويد، جمعية العربية للجميع، الجمعية الثقافية الفلسطينية، والجمعية المغربية. وفق بيان صحفي تلقت الكومبس نسخة منه.
وبحسب البيان، قدم الباحث نعيم إسماعيل ورقة عمل رئيسة حول أسباب العنصرية وأشكالها المختلفة، بما في ذلك “العنصرية المقننة التي تتجسد في القوانين التمييزية، ودور خطابات الكراهية في تعزيز هذه الظاهرة”. وأشار إسماعيل إلى ما اسماه “انحسار الفوارق بين الأحزاب التقليدية في السويد وصعود الهويات العرقية والدينية، مما أدى إلى ظهور مجتمعات موازية تعيش بمعزل عن المجتمع السويدي”.
فيما قالت الناشطة المدنية يارا الشيخ علي إن الحل يكمن في مواجهة العنصرية. وأشارت إلى العنف الثقافي مثل حرق المصحف، والعنف المعرفي المتمثل في التمييز في فرص العمل، مؤكدة ضرورة وجود عواقب قانونية لمن يمارس العنصرية.
وشارك الناشط المجتمعي ماهر دبور بمداخلة أثارت النقاش حول طبيعة المجتمع السويدي “المنغلق” و”المنسجم” تاريخياً ولونياً، مشيراً إلى أن المهاجرين يُعتبرون عناصر طارئة على هذا التجانس. وأوضح دبور أن حادثة حرق المصحف الأخيرة كانت مفصلاً تاريخياً، حيث كشفت بوضوح عن وجود مجتمعات موازية داخل المجتمع السويدي، وطرح تساؤلات حول كيفية التعامل مع هذه الظاهرة المتصاعدة.
فيما شددت التربوية وفاء سليمان على أهمية التربية كأداة رئيسة لمواجهة العنصرية، مشيرة إلى ضرورة البدء منذ الطفولة المبكرة لتعزيز قيم قبول الآخر واحترام التنوع. وأكدت سليمان أن الأطفال هم الأكثر تقبلاً لفكرة التنوع، ما يجعل التركيز على تنشئتهم بشكل إيجابي أمراً ضرورياً لبناء مجتمع أكثر شمولية.
كما تحدثت عضوة جمعية السراج هديل عما أسمته “العنصرية المؤسساتية” وتأثيرها على سوق العمل، حيث يتم تخصيص بعض المهن للمهاجرين بغض النظر عن مؤهلاتهم، ما يعزز التمييز في الفرص.
واختتم الباحث حازم يونس الورشة بالتأكيد على ضرورة العمل الجماعي المستمر لمواجهة العنصرية في السويد، مشيراً إلى أهمية توحيد الجهود بين مختلف المجموعات والجمعيات العربية والمحلية لتحقيق تأثير أكبر.
واتفق المشاركون في الورشة على عقد ورشات عمل دورية لمواصلة النقاش حول هذه القضايا، وتوثيق النتائج في كتيب يتم تقديمه للجهات الرسمية والأحزاب السويدية.