الكومبس – خاص: يقدم الفنان أسامة درباس مع مجموعة كبيرة من الموسيقيين المتميزين من سوريا وفلسطين والسويد، عرضاً موسيقياً غنائياً في أحد أهم المسارح في مدينة يوتيبوري، وهو المسرح الكبير (storateatern) يوم الأحد 30 أبريل الساعة السابعة مساءً.
العرض باسم “يوم في حلب” ويرسم صورة لمدينة حلب الغنية بالثقافة وتقاليدها الموسيقية خصوصاً الموشحات. حيث تعتبر حلب من أقدم المدن في تاريخ البشرية التي لا تزال مأهولة بالسكان. مدينة شهدت الحرب والدمار، ولكنها أيضاً أحد مواقع التراث العالمي التي يشار إليها غالباً بالعاصمة الثقافية للدول العربية.
وقال درباس للكومبس “هدفي من العرض هو تقديم مشروع موسيقي عربي، بشكل مختلف ومميز. يُعرف السويديين وغيرهم من جهة على أصالة فنوننا ويقدم مدينة حلب بحلّتها الأصلية، وأتمنى من الجهة الأخرى أن أستطيع إخراج أبناء الجالية العربية في السويد من شعور الغربة ولو لساعات”.
الموشحات هو اسم قالب من قوالب الشعر العربي والتقاليد الصوتية للموسيقى العربية الكلاسيكية التي تشكل عنصراً رئيسياً من عناصر الثقافة الشعرية و الغنائية العربية. قد نمت شعبية الموشحات في جميع أنحاء العالم العربي بفضل ألحانها الملونة وإيقاعاتها الغريبة والمثيرة.

بدأ درباس بتعلم الموسيقى من عمر 8 سنوات، واستمر في التعلم على مدار السنوات حتى يومنا، تعلم العزف على أكثر من آلة موسيقية بالإضافة لتعلمه الغناء، ومن معاهد الموسيقى انتقل للمدرسين الخصوصيين في سوريا، حتى وصل السويد شق طريقه للاحتراف والتحق في جامعة يوتيبوري بكلية الموسيقى والدراما.
اللافت بالأمر أن درباس كان مهتماً أكثر بالموسيقى الغربية والجاز قبل وصوله للسويد، وكان يسمع الموسيقى الشرقية والموشحات في البيت وعند الأقرباء.
وقال درباس “كنت أبحث عن هوية، وفي كل مرة كنت أصل لدرجة معينة ومن ثم أشعر أني توقفت من الداخل، وبعد الانتقال للسويد اختلف الأمر قليلاً، شعور الحنين جعلني أقرر العودة للماضي”. وأضاف “أكثر شيء ساعدني في تشكيل هويتي الموسيقية اليوم، هو قراءة الشعر الأندلسي، الذي جعلني أغوص في معاني ما وراء الموشحات”.
تخرج درباس من الكلية عام 2019 حيث كانت انطلاقة حفل يوم في حلب كمشروع تخرجه وقدم فيه وصلة من الموشحات للجمهور السويدي و العربي حيث لاقى المشروع اقبالاً و استحاسناً واسعاً مما دفع درباس لتطوير فكرة المشروع و دعوة ثلة من خيرة الموسيقيين السوريين والعرب في أوروبا والذين شاركوا المسرح مع أهم أعمدة الطرب أمثال صباح فخري وغيره من المطربين العرب لتقديم يوم في حلب مرة أخرى بموشحات جديدة و حلّة جديدة في واحد من أهم مسارح السويد.
ومنذ عام 2019 ينتظر درباس لحظة تقديم هذا العرض للجمهور الذي تأجل في السنوات الماضية بسبب جائحة كورونا.
وقال درباس “أريد أن أدعو الجمهور إلى يوم في أقدم مدينة في العالم، واسترجاع 13 ألف سنة إلى الوراء، وجعلهم يعيشون يوماً عادياً في حلب يترك لهم ذاكرة غير عادية”.