شخصيات إسلامية: تصريح وزير العدل قنبلة من العيار الثقيل

: 12/13/21, 11:49 PM
Updated: 12/13/21, 11:51 PM
الشيخ سعيد عزام
الشيخ سعيد عزام

تصريحات وزير العدل والداخلية السويدي مورغان يوهانسون، نهاية الأسبوع الماضي، حول الربط بين التمويل الخارجي لبناء المساجد في السويد بدعم الجماعات المتطرفة، أثارت القلق لدى عدد من الشخصيات التي تشرف على إدارة العمل الإسلامي في السويد.

منبع القلق لدى هذه الشخصيات لم يكن فقط من اتهامات الوزير المباشرة لدول مثل السعودية وقطر بتمويل التطرف، بل من تأثير هذا الربط على تواجد المساجد إجمالا في السويد، والقلق على إداراتها المعتدلة التي يمكن أن تتأثر سلبا بهده التصريحات حسب هذه الشخصيات.

جاء ذاك تزامنا مع أنباء وردت الإثنين، 13 ديسمبر تفيد بإغلاق السلطات الفرنسية، لـ 21 مسجدا بسبب أنها كانت تشهد “مظاهر تطرف.”

وقال وزير الداخلية الفرنسي، جيرالد دارمانان في حوار له مع تلفزيون ” LCI” الفرنسية، أنهم قاموا مؤخراً بتفتيش 99 مسجداً كان يشتبه بأنها تنخرط في أنشطة متطرفة.

الشيخ سعيد عزام: تصريح الوزير متسرع ونرجو ألا يكون تصريحا انتخابياً

الشيخ سعيد عزام رئيس مجلس الإفتاء السويدي، قال في تصريح لـ الكومبس اليوم: لم نذكر اسم أي دولة في مساجدنا ولم نعلق صورة أي أمير فيها أو ملك، والمساجد مفتوحة لمن يبحث عن الأمن. ويتابع الشيخ عزام متسائلاً: هل دولة السويد إذاً مستعدة لبناء مساجد للمسلمين؟ في حال توقفت التبرعات الخارجية؟

” أنا اعتبر أن تصريح الوزير متسرع وأرجو أن لا نكون مادة للانتخابات المقبلة، ثم أن هذه التصريحات والإجراءات التي سبقتها مثل إغلاق المدارس الإسلامية، تثير القلق وتزيد الكراهية وتغذي التطرف. واضاف الشيخ عزام: المساجد تبنى في السويد من غير اشتراطات، وهي تحت سمع وبصر السلطات، المساجد الكبيرة في السويد بنيت بتمويل العديد من الدول، ومن ضمنها الدول التي ذكرها الوزير، لكن التشغيل من المرتادين والعضويات، والذي يعد شحيحا.

وعن سؤال لـ الكومبس حول حقيقة تبعية بعض المساجد لدول عربية وإسلامية بعينها قال الشيخ عزام إن أغلب المساجد خاصة الكبيرة تدار من قبل لجان تتغير مع الوقت، وأن ارتباط اسم المسجد ببلد معين هو للدلالة على الدول التي بادرت بإنشاء والتبرع لبناء هذا المسجد أو ذاك.

الشيخ عزام: السويد يجب أن تراقب التبرعات لا أن تمنعها

ويعترف الشيخ عزام بوجود أخطاء وتجاوزات حصلت من خلال سوء استخدام للتبرعات أو من خلال إدارة وإداء القائمين على بعض المساجد: “بالطبع حصلت الأخطاء في أداء المساجد، لأن الإدارة تطوعية وبالتالي هم أشخاص غير متفرغين لإدارة المساجد ويتغيرون بشكل دائم لذلك كانت أخطاء ذاتية ولكن ليس من المستحيل تجاوزها، ثم أن التمويل الشحيح للمساجد يؤدي إلى وجود صعوبات تعيق أدائها بشكل أفضل مثل التأمين الباهظ والتدفئة، لذلك التبرعات حيوية لاستمرار المساجد في أداء دورها كدور عبادة، ويجب على السويد، وضع آليات مراقبة للتبرعات، وليس العمل على إيقافها نهائيا”

ويتابع الشيخ عزام “هناك مدارس ودور عبادة لغير المسلمين لم نجد شيئاً من هذا بحقهم، من الخطأ الكبير هذا الاتهام، هذه سابقة، وليس كما أرى أن على دولة تنادي بالديمقراطية والعلمانية مثل السويد أن تتدخل في دور العبادة، وهي دولة فيها كنائس وكنس وغير ذلك من دور للعبادة، وبدلاً من أن تشكر السويد هذه الدول التي ذكرها الوزير، لأنها تتبرع للمساجد، تأتي وتلومها! ونرجو أن ترد السويد على مطالبنا فلا يوجد هنا وزارة أوقاف ولا دعم من مخصصات الدولة، ونحن نؤكد هنا أننا نشجب التطرف ولا نريد أن يكون بيننا متطرفين ولا نريد أن يكون لهم أي تمويل، ولكن تصريحات الوزير فيها نوع من التعميم وهي ستؤثر على المسلمين ومساجدهم خاصة على الجهات المعتدلة

الشيخ حسان موسى: تصريحات الوزير تصب في مصلحة اليمين المتطرف

إما الشيخ حسان موسى وهو إمام أحد مساجد العاصمة بيقول: من حق ومن واجب أي مسؤول أو مواطن مكافحة كل أشكال العنف والتطرف والعداء للسامية ولـ الإسلاموفوبيا وثقافة الكراهية إجمالاً، إلا أن تصريحات معالي الوزير توحي بالخوف من بناء المساجد والذي هو حق كفله لنا الدستور السويدي والقوانين المنظمة لتدبير الشأن الديني، كما أن هذه التصريحات هي اتهام مبطن للأقلية المسلمة بأن بناء دور عبادة خاصة بالمسلمين يدعم التطرف والعنف مع ربط ذلك بالمملكة العربية السعودية وقطر التى تربطهما بالسويد علاقات إقتصادية وثقافية وسياسية جد متميزة، هذا الربط مجافي للحق وتجني علينا كأقلية مسلمة وتجني على الدولتين.

ويضيف الشيخ موسى: من حقنا أن يكون لنا مساجد فوق الارض وليس بالأقبية، مساجد تعبر عن مجتمع متعدد الأعراق والاديان والثقافات .لذلك أنا أعتقد أن تصريحات معالي الوزير تصب في خدمة اليمين المتطرف، الذي ما فتأ يتهجم على الإسلام والمسلمين و الاساءة لكل الرموز، وتكريس هذه التصريحات لنظرة الريبة والخوف منا كأقلية مسلمة .

ويعتبر الشيخ موسى أن القانون السويدي لايجرم ولايمنع تلقي الدعم من الدول الخارجية إذا كانت لا تتعارض مع القانون .

-اذا كان معالي الوزير لايريد منا أن نتلقى أي دعماً أو مساعدة من الدول الإسلامية، عليه أن يوفر لنا سبل الدعم لتكون لنا دور عبادة تكرس التعددية والديقراطية والقبول بالآخر. لا أن نترك الأمر للتخويف والريبة منا تحت مطرقة اليمين المتطرف.

ردود أفعال متباينة بين مؤيد لتصريحات الوزير وبين رافض لها

اختلفت الآراء وتوجهات الحكم على تصريحات الوزير مورغان يوهانسون، التي قال فيها إن دولاً، مثل السعودية وقطر، تمول بناء مساجد في أوروبا لكن هذا التمويل يذهب أيضاً لجماعات راديكالية إسلامية تدير هذه المساجد وتنشر أفكاراً راديكالية”، مضيفاً هذا غير مقبول، ويجب أن يتوقف.”
هناك من رأى أن هذا التصريح موجه بشكل مباشر ضد المسلمين، وأن إغلاق المدارس الإسلامية مرتبط أيضا بهذا التصريح، والموضوع سيمتد مع السنوات القادمة ليطال إغلاق المساجد أيضاً، وأن هذه الممارسات من قبل الحزب الإشتراكي الذي ينتمي له الوزير يوهانسون موجهة ضد المسلمين بشكل واضح.
وهناك من تهكم على التصريحات وذكّر يوهانسون بأن السعودية وقطر تعيشان بوضع أفضل من السويد، حسب رأي المعلق وربما ستقطع النفط والغاز عن السويد بعد هذه التصريحات.
فيما أيدت تعليقات أخرى تصريح يوهانسون وأشارت إلى أنه بالأحرى تأخر باكتشاف هذه الحقيقة، وكان على السويد أن تقوم بهذه الإجراءات سابقاً، وذهبت تصريحات أخرى إلى القول إن تمويل الجماعات المتطرفة من قبل دول الخليج هو أمر علني ومعروف منذ زمن. وتساءل البعض عن سبب توقيت هذه التصريحات الآن خاصة وأن السعودية تنتهج منذ فترة نهجاً مختلفا تسعى من خلاله إلى التقارب مع الغرب. كما يقول التعليق، فيما رأى آخرون أن وضع قطر والسعودية معاً ضمن هذه الفئة، عقّد استخدام هذا الاتهام وتوظيفه ضمن التحالفات الإقليمية القائمة.

Alkompis Communication AB 559169-6140 © 2024.