قصة طفل شجاع عمره 8 سنوات استطاع إنقاذ شقيقه وجدته من الموت

: 12/16/21, 7:26 PM
Updated: 12/16/21, 7:26 PM
 

Foto: Erik Abel / TT
Foto: Erik Abel / TT

الطفل مرشح لجائزة “الأبطال السويديين”

جريمة هزت السويد حين هاجم أبٌ طفليه وأمه بفأس

الكومبس – ستوكهولم: طفل شجاع لا يتجاوز عمره الـ8 أعوام استطاع إنقاذ نفسه وشقيقه وجدته من الموت.

جريمة هزت السويد في 18 تشرين الأول/أكتوبر حين أقدم أب على مهاجمة طفليه وأمه المسنة (75 عاماً) بالفأس والعتلة (أداة لنزع المسامير) مخلفاً إصابات خطيرة. وكان يمكن للأمور أن تكون أسوأ لولا حسن تصرف الطفل الأكبر وهروبه لطلب المساعدة من الجيران.

صباح يوم الإثنين 18 تشرين الأول/أكتوبر الماضي، استيقظ الطفل ثيو (8 سنوات) في بيت أبيه الواقع على بعد 40 كيلومتراً خارج ليكسيلي شمال السويد، ونزل إلى الطابق السفلي تاركاً شقيقه ميلفين (4 سنوات) في السرير المجاور له. سمع ثيو والده يهاتف جدته و يطلب منها القدوم من بيتها القريب.

وبعد وقت قريب نزل الأب إلى المرآب ليتحدث إلى الجدة وسمعها ثيو تصرخ “لا لا”، قبل أن يتوجه الأب غاضباً باتجاه الطفل ويضربه بأداة حادة على رأسه. لا يعرف ثيو إن كانت فأساً أو عتلة، غير أن والدة الطفل قالت لاحقاً إنه تعرض لضربة بالفأس، حسب الجرح الذي كان ظاهراً على رأسه. لم يستطع ثيو التفوه بأي كلمة بسبب الرعب الذي عاشه.

يقول ثيو لصحيفة أفتونبلادت “كنت أود أن أقول لوالدي أن يتوقف عن ضربي. لكن الكلمات لم تخرج من فمي”.

وقالت والدة الطفلين بعد الحادثة إنها أخبرت ابنها من قبل بمرض أبيه النفسي، طالبة منه الهرب وطلب المساعدة من الجيران في حال حصول أي شي يشعره بالخوف من أبيه.

حسب خطوات الأب

عندما صعد الأب إلى الطابق العلوي ليهجم على طلفه الآخر ميلفين، تذكر ثيو كلمات أمه وأدرك الحاجة الملحة لطلب المساعدة، ولأنه يعرف عدد الدرجات في البيت، عرف ثيو كيف يقيس خطوات والده و متى يصبح بعيداً عنه. وقام بعد خطوات الأب على الدرج وعند الردجة الخامسة من أصل ثمانية، أسرع ثيو إلى خارج المنزل دون أن يلاحظه أبوه، ليطلب النجدة له ولأخيه الصغير ولجدته.

تابع الطفل طريقه إلى منازل قريبة بينما كان الدم يسيل الدم على وجهه وهو حافي القدمين بينما الثلج يملأ الأرض، وصادفه رجل كان خارج بيته لاستلام البريد.

يقول ثيو “شرحت له ما حصل فلم يصدقني في البداية، لكنه ذهب بعد ذلك إلى بيتنا للتحقق بنفسه، وفي طريق عودته اتصل برقم الطوارئ 112”.

وقالت الأم ميكائيلا إن الأطباء أخبروها بأن الطفل الصغير ميلفين تلقى تسع ضربات على رأسه بأداة حادة كما تلقى ضربات في يديه وإحدى ركبتيه بينما كان يحاول أن يحمي نفسه.

وأصيب الطفلان والجدة نتيجة الحادث إصابات تهدد حياتهم.

ظل ميلفين ينزف فترة طويلة قبل أن يتم تقديم المساعدة له، حيث سمع أقرب الجيران صوت الصراخ و رأى الطفل يركض في الشارع لكنه لم يتصرف. واستغرق الأمر أيضاً بعض الوقت قبل أن يتصرف الجار الآخر، لأنه لم يصدق في البداية. كما استغرق وصول الإسعاف وقتاً بسبب بعد المسافة وانفطاع الاتصال.

هكذا نجا الثلاثة

تم نقل ثيو بسيارة إسعاف إلى المستشفى في ليكسيلي وكان رأسه ملطخاً بالدماء. بينما نقل ميلفين بمروحية إسعاف إلى المستشفى الجامعي في أوميو بسبب التهشم الكامل في جمجمته.

تقول الام ميكائيلا “استغرق ذلك ساعات حتى نعرف أن ميلفين ما زال على قيد الحياة (..) كانت ساعات صعبة جداً، بالنسبة لي وبالنسبة لأشقائه الآخرين الأكبر سناً وبقية أفراد الأسرة”.

وفي وقت لاحق تم نقل ثيو والجدة إلى مستشفى أوميو الجامعي، حيث احتاج كل منهما لعملية جراحية. وكان ثيو يعاني من كسر في الجمجمة يضغط على الدماغ. وتطلب العلاج إزالة قطعة من الجمجمة ووضع شبكة مكانها.

تعافى ثيو نسبياً بعد الجراحة. بينما تم وضع ميلفين والجدة على جهاز التنفس الاصطناعي لفترة طويلة.

تقول الأم “كان مؤلماً جداً رؤيته مستلقياً في العناية المركزة (..) استغرق الأمر ثلاثة أيام قبل أن نرى أملاً في شفائه. ومع ذلك، كانت هناك دائما مخاوف من معاناته تلفاً في الدماغ”.

جائزة الأبطال السويديين

وفي أوائل الشهر الحالي، التقت أفتونبلادت بالطفلين والأم في منزلهم في ليكسيلي. ورشح عدد من سكان المدينة الطفل ثيو لجائزة “الأبطال السويديين”. كما أنه عبر عن فخره بنفسه وبما فعله.

عاد ثيو إلى المدرسة. في حين يتحرك ميلفين مرتدياً خوذة لحماية جمجمته التي فقد أجزاء منها. كما أنه يعاني من مشكلة في التوازن والحركة.

متهم بالشروع في القتل

وقبضت الشرطة في يوم الهجوم على الأب الذي اعترف بالاعتداء على طفليه ووالدته. وأظهر الفحص النفسي الجنائي أنه يعاني من اضطراب نفسي خطير.

ووجه له الادعاء العام تهمة الشروع بقتل طفليه ووالدته.

اقرأ أيضاً:

Source: www.aftonbladet.se

Alkompis Communication AB 559169-6140 © 2024.