“متزوجات من أقربائهن” يتحدثن للكومبس عن مواقفهن من زواج الأقارب

: 2/21/22, 5:51 PM
Updated: 2/21/22, 7:08 PM
Foto: sandy millar unsplash
Foto: sandy millar unsplash

الكومبس – ستوكهولم: طالب حزبا الليبراليين و ديمقراطيي السويد بتجريم زواج الأقارب بدعوى أنه جزء من ثقافة الشرف العشائرية، واعتبرت رئيسة الليبراليين، نيامكو سابوني، أن عدم تجريم الحكومة هذا الزواج “يقف ضد كل الأطفال الذين ينشؤون حالياً في السويد، وأولئك الذين يأتون إلى السويد من أجل الحرية والمساواة وحقوق الأطفال”.

من جهته، اعتبر وزير العدل ، مورغان يوهانسون، أن منع الزواج القسري في السويد يعني عملياً عدم إجبار أي شخص على فعل شيء لا يريده وهذا يعتبر كاف على حد تعبيره..

وعن هذا الموضوع سألت الكومبس، السيدة، نهاد موسى وهي احدى متابعاتنا عن رأيها في الموضوع كونها متزوجة من أقاربها و تعيش في السويد؟

تقول نهاد، إنها متزوجة من ابن عمها في سوريا منذ سنة 1988، وهي تعيش اليوم في السويد منذ سنة 2014. ولزواجها هذا صلة وطيدة مع ثقافة زواج الأقارب في ذلك الحين لأنه كان متداولاً أكثر و يعبر عن المحبة بين العوائل وكان تحت شعار (اللي تعرفه احسن من يلي ما تعرفة، وهذا من لحمنا و دمنا وسوف يهتم بي و بعائلتي لأنه من عائلتي أولا وأخيرا، ولو كنت تزوجت من شخص غريب سوف تكون هناك نوعا ما مجازفة، فلربما يكون شخص سيء).

نهاد: زوجت بناتي من خارج العائلة

في نفس الوقت ذكرت نهاد موسى، أن نظرتها هذه تغيرت مع مرور الوقت وأصبحت تفضل (الغريب) على حد وصفها لذلك زوجت بناتها لأشخاص من جنسيات اخرى، حيث تفضل أن يتعرفن على أشخاص غرباء و يوسعو أطراف العائلة وأيضا لتجنب الأمراض التي يمكن أن تحدث عند زواج الأقارب.

وأكدت نهاد على أن زواج الاقارب يولد مشاكل بين العوائل وليس العكس بسبب تدخلاتهم بحياتهم الشخصية.

وعن سؤالنا لها عن ماهو رأيها بمطالب بعض الأحزاب منع زواج الأقارب ؟

تقول، إنها تؤيد الموضوع مبدئيا لكن أولا وأخيرا الموضوع نسبي ويعتمد على العلاقة، إذا كان الطرفان يحبان بعضهما و هما أقارب فلا بأس أن يتزوجوا لأن الحب هو من يحكم، وتتابع، “لكن ارفض تماما أن يكون أي زواج إجباري، فعادة يكون الزواج اجبارياً في بعض العوائل لابن العم أو ابن الخالة وهذا غير مقبول لأن مثل تلك العلاقات لا تبنى على حب و اتفاق و ستستمر المشاكل بينهم بدون سلام.

دنيا: لا أفضل زواج الأقارب

أما السيدة دنيا عاصم، وهو اسم مستعار، لأنها تفضل عدم ذكر اسمها، كانت أجبرت على الزواج من ابن عمها بسبب العادات والتقاليد في ذاك الوقت في سنة 1977 وتقول في هذا الإطار، “كان الموضوع له علاقة بكلمة العائلة (وابن العم هو من له الكلمة الأولى و الأخيرة في موضوع الزواج) ورأي الفتاة غير مهم ولا يأخذ من الأساس بعين الاعتبار”،.

ورغم أن دنيا، عبرت بكل الوسائل عن رفضها القاطع من موضوع الزواج من ابن عمها لأنها كانت تحب شخص اخر، إلاّ أنها تزوجت بالإكراه به، و أنجبت منه ثماني أولاد، وبعد أن أصبحت تحت الأمر الواقع تقبلت ذلك و أصبحت تحبه بعد (العشرة) كما تقول.

لكن دنيا عاصم تؤكد اليوم أنها لا تفضل زواج الأقارب و تؤيد بالمبدأ موضوع رفض الأحزاب زواج الأقارب، مشيرة إلى أنها زوجت بناتها لأشخاص من خارج دائرة العائلة، لكن بنتها الصغيرة، هي الوحيدة التي تزوجت من ابن خالها وذلك بالسر (خطيفة) على حد تعبيرها، لأن الأب كان رافضاً تماما موضوع أن يزوج ابنته لابن خالتها.

كما شددت على فكرة أن الحب هو من يقرر، مشيرة إلى أن بناتها هن من اخترن الزواج من خارج العائلة و أن ابنتها الصغيرة هي أيضا اختارت أن تتزوج من ابن خالتها و عندما رفض والدها ذلك، بقيت مصرة على زواجها منه و بالتالي عندما قُوبلت بالرفض سلكت طريق الهرب و فرض الأمر الواقع على عائلتها.

الزواج في السويد من الناحية القانونية

في السويد، يمكن تعريف الزواج أو عقد القران من ناحية قانونية على أنه اتفاق قانوني ينعقد بين شخصين راشدين، (يمكن أن يكونا من نفس الجنس) حيث أن الزواج في السويد أصبح حيادي الجنس منذ 1 مايو/ أيار 2009. وهذا يعني أنه يمكن أن يتزوج شخصان من نفس الجنس وفق نفس الشروط السارية بالنسبة لشخصين من جنسين مختلفين.

للزواج داخل السويد قوانين وإذا تمت الإخلال بها لا يتم الزواج.

و قبل أن يُسمح للزوجين بالزواج في السويد، يجب أن تقديم طلب لدى مصلحة الضرائب يثبت عدم وجود مانع قانوني يحول دون إتمام عقد القران. وكي يتم تقديم الطلب، يتوجب على الشخص ملء استمارة وإرسالها إلى مصلحة الضرائب. من المهم أن يتم الارسال قبل عقد القران بمدة وافية.

من العوائق التي تقف أمام الزواج بموجب القانون السويدي، أولاً، السن، حيث أنه لا يتم الزواج إذا كان أحد الطرفين تحت سن 18 عاماً، ومن ثم القرابة، لا يسمح بالزواج إذا كانت تربط الطرفين قرابة وثيقة وايضا اذا كان احدهم متزوجاً أو لديه شريكاً مسجلاً.

Alkompis Communication AB 559169-6140 © 2024.