جرائم العصابات

السويد في دوامة من العنف والانتقام

: 9/18/23, 7:32 PM
Updated: 9/19/23, 10:39 AM

انتقام يجر انتقاماً. 7 قتلى خلال 10 أيام والعدد مرشح للازدياد في مقبل الساعات ضمن دوامة عنف جديدة تضع السويد كلها رهينة لعنف العصابات. الصراع بين عصابات المخدرات على المناطق، وانتقام رفاق الأمس أعداء اليوم من بعضهم أصبح أمراً معتاداً. شباب صغار يقتلون شباباً صغاراً بأوامر من زعماء عصابات تحت تهديد القتل إذا لم تُنفذ الأوامر. وبعد أن كان الصراع الأبرز بين عصابة من يعرف باسم الثعلب الكردي وعصابة من يعرف باسم اليوناني تحول الصراع إلى داخل العضابة الأولى نفسها. اسماعيل عبدو زعيم منشق عن عصابة فوكستروت التي يقودها الثعلب الكردي من محل إقامته في تركيا. وللانشقاق عن رفاق الأمس ثمن غال عنوانه الدم. فقد اسماعيل أمه في جريمة نفذتها العصابة انتقاماً قبل أسبوعين في أوبسالا لتبدأ حرب من الانتقام والانتقام المضاد. وضع اسماعيل عبدو لائحة أهداف مستهدفة بعمليات الاغتيال، على رأسها زعيم العصابة رافا مجيد المعروف بالثعلب الكردي. ويريد عبدو تصفية جميع القيادات المحسوبة على رئيسه السابق، انتقاماً لمقتل أمه. لم يعد الشباب وحدهم يدفعون ثمن خيارهم بالدخول إلى عش الدبابير، صار الأمهات والآباء يدفعون حياتهم ثمناً لخيارات أبنائهم. وأمام موجات العنف المتتالية تفقد السويد أمانها شيئاً فشيئاً. لم يعد العنف محصوراً في مناطق. الانتقام يصل إلى الأقارب أياً كان عنوان سكنهم. مناطق لم تكن تعرف من إطلاق النار سوى سماع قصصه المأسوية باتت تستيقظ اليوم عل خبر ضحية جديدة بإطلاق رصاص بين البيوت وعلى مسمع من سكانها. تبدو السويد كدولة عاجزة حتى الآن سوى عن الوعيد. وعيد بملاحقة العصابات وسجن أفرادها أو ترحيلهم إن لم يكونوا مواطنين. الحكومة اليمينية التي كانت تنتقد عجز سابقاتها عن موجهة العصابات، تبدو حائرة هي الأخرى. الوعود الانتخابية لم تنجح في الحد من عدد القتلى. فيما تطرح الحكومة تحقيقات واقتراحات صارمة تبدو بطيئة أمام سيل الدماء النازف. مناطق تفتيش وتشديد العقوبات وتوسيع صلاحيات الشرطة للتنصت على المجرمين، وأموال للخدمات الاجتماعية بغرض القيام بإجراءات وقائية منعاً لتجنيد الأطفال في العصابات، كلها نوايا تتطلب وقتاً في الدراسة والتشريع، بينما تبدو الرصاصة أسرع عملاً وأشد وقعاً. ولا يرى اليمين المتطرف في القصة كلها سوى أن من يرتكب الجرائم مهاجرون عكّروا أمن الحياة السويدية، فيستمر في شحن يومي ضد المهاجرين، كل المهاجرين.

تعد الحكومة السويديين بالسيطرة على الوضع، وتقول إن الامور ستسوء قبل أن تتحسن بتطبيق الإجراءات الصارمة الجديدة، فهل على السويديين أن يأملوا بتحقيق وعد الحكومة وهم يحصون عدد القتلى في أخبار تتحول إلى جزء يومي من حياتهم؟ أم أن الفتق اتسع على الراتق وبات المجتمع بحاجة إلى التعايش مع انعدام الأمن في بعض مناطقه؟ سؤال قد يؤرق السويد طويلاً إن لم تبتكر حلاً خارج المألوف.

Alkompis Communication AB 559169-6140 © 2024.