كيف يتأثر أمن السويد بانضمام فنلندا إلى الناتو؟

: 4/4/23, 4:05 PM
Updated: 4/4/23, 4:05 PM

فنلندا عضوة في الناتو أخيراً بعد عام انقلبت فيه السياسة جذرياً. الحرب الأوكرانية أنهت الحياد في الشمال الاسكندنافي. العلم الفنلندي رفرف إلى جانب أعلام دول الناتو الثلاثين، فيما بقي علم السويد يرفرف بعيداً، في المرمى البحري المباشر لروسيا.

تقف السويد وحيدة في المنطقة خارج الناتو اليوم بعد أن تخلت عن عدم انحيازها العسكري، في انتظار موقف تركي لا يتحلحل. فماذا يعني انضمام فنلندا وحدها للحلف من وجهة نظر الأمن السويدي؟

عملياً، تبقى السويد وملدوفا وحدهما خارج الناتو بالقرب من روسيا، ويمكن لبوتين مهاجمتهما دون تفعيل المادة الخامسة من ميثاق الناتو القاضية بالدفاع عن أي دولة تتعرض لهجوم، ما يخلق خطراً يتمثل في استخدام الأراضي السويدية أو مهاجمتها كتحضير لنزاع أكبر.

غير أن السويد أصبحت محاطة بدول الناتو والهجوم عليها براً أو جواً يعني المرور بأراضي الناتو، لذلك فالخيار الوحيد أمام روسيا الآن الهجوم عبر البحر، وهو خيار ذو حدين، فمن ناحية ستجد روسيا صعوبة كبيرة في إدارة المعركة بحرياً، وفقاً للخبراء العسكريين. غير أن ذلك لا ينفي خطر تعرض البلاد لهجوم وإن كان صعباً لأن بوتين ينجذب إلى نقاط الضعف، ففي حالة ظهور تهديد مباشر وملموس في بحر البلطيق، فإن الضغط من الجانب الروسي يزداد خطورة.

أمين عام الناتو ينس ستولتنبري جدد قناعته أمس بقرب انضمام السويد إلى الحلف معتبراً أنها “مندمجة فعلياً إلى حد كبير في الناتو”. ورأى رئيس الوزراء أولف كريسترشون أن انضمام فنلندا وحدها جيد الآن لأمن السويد مع تأكيده أن انضمام السويد معها كان أفضل للجميع.

روسيا من جهتها أعلنت عزمها تعزيز جاهزيتها العسكرية وقدراتها عند حدودها الشمالية الغربية في أول تعليق لها على انضمام فنلندا إلى حلف شمال الأطلسي.

ماذا لو بقيت السويد خارج الحلف تماماً؟ سؤال يتردد صداه في البلاد الآن باعتبار مآل الموقف التركي ما زال مجهولاً. خبير الصراعات إيلماري كيهكو يرى أنه ليس أسوأ موقف بالنسبة للسويد أن ينتهي بها الأمر في “جيب الناتو من دون عضوية”. فيما يشير الخبير في أكاديمية الدفاع النرويجية ماجنوس كريستيانسين إلى عدد من المخاطر حيث انتهى الأمر بالسويد في وضع تفاوضي مع الأتراك وحدهم. والخطر الثاني هو أن قطار بناء الجناح الشمالي الجديد لحلف الناتو سيتوقف، ولن تتمكن السويد من المشاركة واتخاذ القرارات بما يخص الحلف. لتصبح السويد حينها الحلقة الأضعف في نظام التحالف بين دول الشمال.

وفي حال تصاعدت الحرب الروسية في أوكرانيا، ودخل الناتو إلى الصراع، فإن المخاطر على السويد ستزداد أكثر، بصفتها دولة غير عضو في الحلف، وليست قادرة على البقاء خارج الصراع بين روسيا والناتو، غير أن خبراء عسكرييين سويديين يرون أن القدرة العسكرية لروسيا تضعف بشكل كبير حالياً مع استمرار الحرب في أوكرانيا على هذا النحو.

الآراء تختلف حول أمن البلاد بعد انضمام فنلندا وحدها إلى الناتو. فيما يبقى السؤال الأهم عن مصير عضوية السويد في وضع عالمي شديد التعقيد؟

Alkompis Communication AB 559169-6140 © 2024.