الكومبس – الصحة: توصل باحثون سويديون لاكتشاف يؤكد على ضرورة إجراء اختبار فحص جديد للدم يساهم في مرحلة مبكرة بتحديد مدى مخاطر إصابة الشخص بتعفن الدم “الإنتان” والمعروف أيضا باسم تسمم الدم وهي مصطلحات مترادفة تشير إلى حالة مرضية خطيرة عند الإنسان حيث تتميز بتفاعل التهابي معمم نتيجة عدوى جرثومية وظهور جراثيم ونواتج استقلابها في الدم والأنسجة، مما يؤدي إلى تعفن الدم.
وذكرت الإذاعة السويدية أن الدراسة التي أعدها باحثون سويديون في جامعة لوند أكدت أن تعفن الدم يؤدي إلى تلوث وتسمم الجسم بالبكتيريا والجراثيم، وبالتالي فإن طريقة الاختبار الجديدة تكشف عن حاجة الشخص للحصول على المضادات الحيوية بأسرع وقت ممكن وبشكل مبكر لمنع تطور المرض.
ويقول الباحث المشارك في الدراسة وأخصائي الأمراض المعدية Adam Linder إن الاختبار الجديد يساهم بدرجة كبيرة في توفير المساعدة اللازمة لأكبر عدد من المتضررين وبالسرعة القصوى.
وأضاف “يمكننا أن نثبت أن الاختبار الجديد هو أفضل بكثير من بقية اختبارات الدم الأخرى المتوفرة اليوم”.
ويعني تعفن أو تسمم الدم أن الجهاز المناعي تكون ردة فعله انفعالية نوعاً ما، وبالتالي فإن النتائج تتمثل بحدوث تسرب في الأوعية الدموية والذراعين والساقين وأعضاء الجسم الداخلية وحصولهم على كميات قليلة جداً من الدم والأوكسجين. ولذلك فإن الاختبار الجديد يكشف عن ضرورة حصول المريض على المضادات الحيوية بأسرع وقت ممكن لمنع نقص الأوكسجين وفشل أعضاء الجسم حيث يصل خلل العضو إلى درجة لا يمكن فيها الحفاظ على الاستتباب الطبيعي من دون تداخل سريري خارجي.
واعتمد الباحثون على تحليل دقيق لدم المرضى الذين يشتبه باحتمال إصابتهم بتعفن الدم، حيث أخذوا عينات لعدد من المرضى في السويد والولايات المتحدة الأمريكية وكندا.
واكتشف الباحث السويدي Linder مع مجموعة من زملائه أن بروتين معين في الدم يسمى بروتين الهيبارين HBP عادة ما تكون نسبة مستوياته مرتفعة في الدم قبل أن يؤدي إلى خلل أعضاء الجسم.
ويقول الباحث Linder أن البروتين يكون له تأثير بفتح جدار الأوعية الدموية. عندما يتعرض الشخص للإصابة بتعفن الدم “الإنتان” تبدأ الأوعية الدموية بالتسرب ويرجع ذلك جزئياً إلى تدفق بروتين الهيبارين HBP .
وأوضح Linder أن بروتين HBP هو مؤشر جيد للتنبيه فيما إذا كان الشخص يواجه مخاطر مضاعفات الإصابة بالتسمم، وبالتالي فإن هذا الاختبار يمكن أن يساعد في العمل بشكل أسرع لمحاربة المرض.
ويجري حالياً تقييم هذه الدراسة على المستوى الدولي من قبل مجموعات بحثية أخرى للتأكد من مدى صحة هذه النتائج.
وأظهرت الدراسات العلمية أن اكتشاف مرض انتان الدم في وقت مبكر والمباشرة بإجراءات العلاج بسرعة يساهم كثيراً في إنقاذ الأرواح وتخفيف الأضرار. وذلك من خلال منح المريض العلاجات المناسبة مثل تعويض كمية السوائل الناقصة في الجسم والأوكسجين المضادات الحيوية.
يعتبر مرض تعفن الدم أحد المضاعفات المهددة للحياة الناجمة عن الالتهابات الخطيرة، منها الالتهابات البكتيرية التي تصيب مجرى الدم والعظام والكلى والجلد والرئتين وغيرها. ويحدث هذا المرض عندما تقوم المواد الكيماوية التي تطلق إلى الدم لمحاربة الالتهاب بتحفيز الاستجابة المناعية القوية للأعراض الالتهابية في جميع أنحاء الجسم.
وبدلاً من أن تقوم هذه الاستجابة بمحاربة الالتهابات، فإنها تقوم بعمل تأثير مؤذ للجسم وأعضائه الرئيسية. أما النتيجة فهي تكون خثرات صغيرة تمنع وصول الدم إلى الكبد والكلى والرئة وغيرها. وفي حالة تطور هذا المرض إلى صدمة إنتانية، فإن ضغط الدم يهبط بشكل كبير، مما يشكل خطرا على الحياة. وتحدث هذه الصدمة إن لم يتم علاج المرض بالشكل المناسب وبسرعة.
هذه الأعراض الالتهابية تحدث شلالا من التغيرات التي قد تؤدي إلى إتلاف العديد من الأنظمة العضوية، ما يؤدي إلى فشلها.