أطول نهارات السويد.. انقلاب صيفي وتأزّم سياسي!

: 6/21/21, 9:28 AM
Updated: 6/21/21, 9:28 AM
Foto: Fredrik Sandberg / TT
Foto: Fredrik Sandberg / TT

دادغوستار “جيفارا الإيجارات” منذ نشأتها

السويد إلى أين؟ السؤال الذي سيغدو عنوان البلاد حتى الانتخابات

الكومبس – ستوكهولم: لم يحدث إذاً ما يجنب السويد أزمة سياسية، دعوة الحكومة وحزب الوسط أمس لمفاوضات بين أطراف سوق الإسكان قوبلت برفض حاد، وقد يكون مهيناً، من رئيسة حزب اليسار نوشي دادغوستار حين وصفت الدعوة بـ”المسرحية السياسية الهزلية”.

الأحزاب الأربعة، اليسار والمحافظون والمسيحيون الديمقراطيون وديمقراطيو السويد، ذاهبون بعد أقل من ساعة لإسقاط حكومة الاشتراكيين الديمقراطيين والبيئة.

عنوان الأزمة سوق الإيجارات وتحرير أسعار الإيجار في المباني الجديدة، وهي القضية التي كانت بوابة الشابة الصغيرة من أصل إيراني نوشي دادغوستار لدخول عالم السياسة قبل سنوات.

سياسية بلدية شابة في بوتشيركا تلفت الأنظار في دفاعها عن المستأجرين في ضواحي جنوب ستوكهولم قبل نحو 10 سنوات. حيث كانت إدارة البلدية بقيادة الاشتراكيين الديمقراطيين تعتزم بيع بعض شقق الإيجار التابعة للملكية العامة إلى القطاع الخاص. قادت دادغوستار حملة ضد ذلك وعقدت مؤتمرات صحفية تحدثت فيها عن تجربتها الشخصية وكيف عانى والداها المهاجران من زيادة الإيجارات. اكتسبت الشابة زخماً وتعاطفاً. ومنذ ذلك الحين بدأت الصعود سريعاً في حزب اليسار.

إنها قضية حياتها إذاً أو مفتاح صعودها السياسي، حيث وصفها بعضهم بـ”جيفارا الإيجارات”، وربما كانت تأمل مجدداً في أن تكون القضية مفتاح صعود حزبها مجدداً على أبواب الانتخابات المنتظرة العام المقبل.

وأياً يكن، فإن السويد تواجه أزمة سياسية حادة، في وقت ما زالت فيه البلاد تداوي آثار أزمة كورونا صحياً واقتصادياً. هذا ما تقوله الحكومة وشريكها حزب الوسط على الأقل.

أزمة يتفق فيها أقصى اليسار، مع أقصى اليمين (اليميني المتطرف SD) على إسقاط الحكومة، رغم العداء الأيديولوجي الكبير بين الطرفين، لكنه توافق المصالح في لحظة قد تكون فارقة في السويد، على أبواب انتخابات تثير كثيراً من المخاوف بعد أن قال اليمين فيها إنه سيتحالف مع اليمين المتطرف.

بعد التصويت بسحب الثقة سيكون أمام لوفين خياران، الاستقالة أو الدعوة لانتخابات إضافية تسبق الانتخابات العادية المزمع تنظيمها في أيلول/سبتمبر 2022. وفيما يتعلق بالدعوة إلى انتخابات إضافية، فيجب أن يعلن لوفين قراره خلال اسبوع لتعقد الانتخابات في عضون ثلاثة أشهر من إعلانها. أما الاستقالة فتعني جولات جديدة من تكليف رئيس للوزراء، وقد ينتهي الأمر بلوفين إلى محاولة الحصول على أغلبية لحكومة جديدة.

21 يونيو/حزيران.. ربما تعيش السويد اليوم أطول نهاراتها فعلياً ورمزياً.. إنه موعد الانقلاب الصيفي، وقد يكون موعد التحول السياسي.

Alkompis Communication AB 559169-6140 © 2024.