الكومبس – ستوكهولم: كشف تحقيق استقصائي على التلفزيون السويدي أن أموال المعاشات التقاعدية لخمسة ملايين سويدي ذهبت إلى شركة عقارية عملاقة في دبي باعت ممتلكات لمجرمين، ما جعل من الممكن غسل أموال المافيا.
وأظهر التحقيق أن من بين عملاء شركة “إعمار” العقارية الرائدة في دبي عدد من المجرمين الدوليين. حيث باعت الشركة شققاً وفللاً لأشخاص يغسلون الأموال لصالح مافيا كامورا الإيطالية وزعيم مافيا كيناهان الأيرلندية.
وقال SVT إنه تمكن مع الصحيفة النرويجية E24 من الكشف عن المعلومات بالاطلاع على سجل العقارات في دبي.
انتهاك للقانون
وعلقت مستشارة قضايا غسل الأموال في شركة الاستشارات Advisense والرئيسة السابقة لمنظمة الشفافية الدولية في السويد لويزه براون على المعلومات بالقول إن الشركة كان يجب أن توقف هذه الصفقات بموجب القوانين واللوائح الحالية لمكافحة غسل الأموال.
وأضافت براون “بالنظر إلى المعلومات المتوافرة، فمن الواضح أن هؤلاء أشخاص مرتبطون بالشبكات الإجرامية”.
وتعتبر إمارة دبي وحاكمها الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم أكبر ملاك شركة إعمار. وفي العام 2014 تم إدراج الشركة في بورصة دبي. واشترى صندوق Sjunde AP التقاعدي الذي يضم خمسة ملايين مدخر سويدي للمعاشات التقاعدية، أسهماً في الشركة.
وقال مسؤول الاستدامة في الصندوق يوهان فلورين “نحن نشتري الأسهم وفقاً لمؤشر عالمي، لذلك اشترينا أسهماً في الشركة”.
لكن بحسب لويزه براون فإن الإمارات مدرجة في قائمة الاتحاد الأوروبي للدول عالية المخاطر فيما يتعلق بغسل الأموال، لذلك فإن الاستثمار في “إعمار” يعتبر “عالي المخاطر”.
وأضافت “هناك علامتان تحذيرتان في هذه القضية: الاستثمار العقاري والأسواق عالية المخاطر. وهذه تحتاج إلى المتابعة طوال الوقت، أو عدم الدخول في الاستثمار من الأساس”.
ورد فلورين على ذلك بالقول “نحن نراقب الشركات التي نستثمر فيها لكننا لم نر أي شيء فيما يتعلق بهذه الشركة”.
وأضاف “سنبدأ تحقيقاً بناء على المعلومات الجديدة. وإذا وجدنا مشاكل، فسنتصل بالشركة”.
ويملك الصندوق التقاعدي قائمة بالشركات المدرجة في القائمة السوداء، لكن إعمار ليست واحدة منها.
وقال SVT إنه طرح أسئلة على شركة إعمار لكنها لم ترد بعد.